تمكّنت فرقة حماية الطفولة ومكافحة جنوح الأحداث بالمقاطعة الغربية للشرطة القضائية من نجدة فتاتين قاصرتين من قبضة وحوش آدمية بعدما عثر عليهما بمدينة وهران في فندق فخم من أجل إحياء عيد ميلاد رأس السنة الجديدة، في الوقت الذي كان فيه أولياؤهما في رحلة البحث عنهما· حيثيات القضية تعود عندما قرّرت الفتاة م.م البالغة من العمر 14 سنة، وصديقتها س.م ذات ال 17 ربيعا، الهروب من منزليهما العائلي من العاصمة بعدما تأثّرتا لمشاهدتيهما لفيلم أمريكي يروّج لحرّية الأبناء والفتيات بشكل عام للخروج من المنزل العائلي رفقة الأصدقاء من الجنس الآخر دون تدخّل الأولياء، وهو ما ترك أثرا لدى الصبيتين اللتين حاولتا الاقتداء ببطلة الفيلم، خاصّة وأن الفترة تزامنت واحتفالات عيد رأس السنة الميلادية ففرّتا من المنزل مصحوبتين بمجوهرات والدتيهما نحو مدينة وهران، وشدّتا الرّحال عن طريق امتطائهما للقطار لتحقيق حلم الحرّية والتمتّع بحفلة الريفيون رفقة صديق لهما، وهنالك صادفتا رجلين ثريين عرضا عليهما المبيت في أحد الفنادق الفخمة وأغراهما بالمال فوافقتا بسهولة لسذاجتهما وصغر سنّهما، غير أنه ولحسن حظهما كانت فرق حماية الطفولة ومكافحة جنوح الأحداث بالمقاطعة الغربية للشرطة القضائية قد توصّلت إلى مكان تواجدهما قبل حدوث أيّ مكروه لهما واقتيدتا إلى ذويهما بالعاصمة بعدما أقرّتا في محضر بأقوالهما أن فكرة الهروب راودتهما بعد مشاهدتهما للفيلم الأمريكي الذي يظهر حرّية الفتاة وتخلّصها من السيطرة الأبوية بتمكينها من الخروج بمفردها وحتى في الفترات الليلية· يشار في الأخير إلى أن ظاهرة هروب الفتيات القصّر من بيوتهن لقضاء حفلات رأس السنة الميلادية عرفت تزايدا خلال السنوات الأخيرة بسبب الفترة الحسّاسة التي يعيشها المراهق من عمره، إلى جانب حبّ التطلّع والاكتشاف، وبالتالي البحث عن تذوّق المتعة التي لا ترى إلاّ في المخيّلات وفي الأفلام، خاصّة مع مصادفة ذلك للاحتفالات دون خوف أو ذعر من العواقب التي قد تحلّ بهم.