تجعل التفريق بين الجنسين صعبا حمى التجميل والأناقة تنتقل إلى الرجال تتغير طباع الجزائريين في كل صائفة خصوصا فيما يخص الأناقة والتجميل فالجمال والأناقة صفة خاصة بالجنس اللطيف حيث تصرف بعضهن أموالا طائلة وتخصص مبلغًا ماليا كل شهر خاص بالحلاقة للاعتناء بجمالها فمعظم الفتيات إن لم نقل الكل يطمحن إلى تحقيق نوع من الأناقة فيقتنين وسائل الزينة بتعدد أشكالها ويتخذن من صالونات الحلاقة مكانا ضروريا يداومن عليه بكل حرص واهتمام ولعل مبالغة المرأة في زينتها واهتمامها بالمظهر الخارجي وإفراطها في استعمال كل ما يتعلق بجمالها من مكياج ولباس يتماشى مع الموضة لا يحدث استغرابا ودهشة مقارنة بالرجل الذي انتقل هوس الأناقة إليه وبات صورة ملفتة للانتباه ليتحول بذلك إلى عنوانا لامعا برّاقا يجذب الطرفين معا الرجل والمرأة على حد سواء فقد أصبح الرجل يهتم بالقنوات الإعلامية بكل ما تقدمه من ماركات وآخر لمسات الموضة ويظهر ذلك في شكل حصص يتم فيها عرض أزياء الرجال وكيفية الاهتمام بأناقتهم ولا نقصد من ذلك (المخنثين) أو شبه الرجال (وهذا ما يؤدي إلى صعوبة التفريق بينه وبين الجنس اللطيف وإنما هم شبان في مقتبل العمر يعتزون برجولتهم إلى درجة كبيرة من الغرور والافتخار وبحكم ظروف معينة مالوا ميلها شديدًا إلى الجمال النسوي الذي يعد ضمن أولويات يوميات كل امرأة شغوفة الاهتمام بأناقتها تلك الفئة من الرجال تجدهم في كل مكان بدءًا بما تراه في الشارع وما يلفت انتباهك في الثانويات والجامعة خاصة فالشباب تأثروا بالممثل التركي (مهند) والكل يريد تقمص شخصيته خاصة في المظهر وكل حسب ميوله. مرورًا بالبدلة العصرية والتي تكون بدورها ذات رموز خاصة وصولا إلى الحذاء اللامع وما زاد الطين بلة هو انغماس الأناقة في دم الرجل لدرجة التقزز بسبب المبالغة فيها فهناك من الرجال من لا يعجز عن تلميع حذائه بين الفينة والأخرى وتسريح شعره في كل لحظة وهو في دوام عمله لا يتوانى عن التوقف برهة بفعل كل هذا ناهيك عن تجديد عطره يوميا ولم يقتصر الأمر على هذا الحد بل ما اكتشفناه ووقفنا على حقيقته أن شاب أول ما فتح محفظته وقع نظرنا على مرآة وبعض وسائل التزيين داخل (الحقيبة) وهناك من الرجال من يفضل استعمال العطر النسائي وفي هذا السياق تروي (آمال. ن) أنها استقلت يومًا طاكسي حيث جلس بجانبها رجل ظنته امرأة لكثرة حركاته التي كان يرسلها تارة إلى شعره وتارة أخرى لربطة عنقه ولم يبتعد عن تأمل نفسه في المرآة طوال مدة السفر والأكثر من ذلك مظهره الغريب الباعث على الاشمئزاز حيث كان يرتدي سروالا ممزوج الألوان وكأنه مركب من مجموع قطع منفردة ضف إلى ذلك القرط الذي وضعه في أنفه بكل افتخار كما ظهرت مؤخرًا موضة عجيبة بين المراهقين بحيث أصبحوا لا يجدون حرجًا في استعمال صباغة الشعر باللون الأصفر والأحمر والبنفسجي وغيرها وما زادهم أناقة وضع الأقراط البراقة على مستوى الأذن والأنف ذهبية أو فضية وبهذا اختلط الحابل بالنابل وأصبحنا لا نفرق بين الشاب والشابة.