دشن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حقبة جديدة في العلاقات وهو يحتفل بعودة الروابط الدبلوماسية في العاصمة الكوبية هافانا أمس الجمعة لكنه أيضا حث كوبا على إجراء تغيير سياسي. وجون كيري أول وزير خارجية أمريكي يزور كوبا منذ 70 عاما حيث ترأس مراسم رفع العلم الأمريكي على سفارة بلاده لدى تدشين إعادة إفتتاحها بالعاصامة الكوبية هافانا . وردا على تعليقات كيري تحدث نظيره الخارجية الكوبي برونو رودريغيز الذي دافع عن الحكومة في مؤتمر صحفي مشترك وإنتقد سجل الولاياتالمتحدة نفسها في حقوق الإنسان. وقال رودريغيز لدينا خلافات جذرية بشأن الأمن القومي وحقوق الإنسان والنماذج السياسية مؤكدا على ضرورة ألا تتدخل الولاياتالمتحدة في شؤون كوبا. قال رودريغيز إن هافانا لديها أيضا بواعث قلق بشأن حقوق الإنسان في الولاياتالمتحدة. وقال كوبا ليست مكانا لممارسات التفرقة العنصرية أو وحشية الشرطة التي تتسبب في وفيات... ولا يوجد في سلطة القضاء الكوبي من يتعرضون للتعذيب أو يحتجزون بالمخالفة للقانون . ورفع أفراد من مشاة البحرية الأمريكية علم بلادهم فوق سفارتها في كوبا للمرة الأولى في إشارة رمزية لبدء حقبة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين خصمي الحرب الباردة. وشارك ثلاثة جنود متقاعدين من مشاة البحرية - كانوا هم من أنزلوا العلم من فوق السفارة في 1961 في المراسم - فسلموا علما جديدا لأفراد فرقة المراسم الذين رفعوه أمام مبنى السفارة المطل على الشاطئ في هافانا . وقال وزير الخارجية الأمريكي مازلنا مقتنعين أن أفضل ما يمكن تقديمه للشعب الكوبي هو أن تكون لديه ديمقراطية حقيقية حيث تتاح للناس حرية إختيار زعمائهم . وقال كيري سنواصل حث الحكومة الكوبية على الوفاء بتعهداتها بموجب معاهدات الأممالمتحدة ومواثيق حقوق الإنسان في الأمريكتين وهي حقوق تشاركها فيها الولايات المتحدة وكل بلد آخر في الأمريكتين . وترجمت كلمات الوزير الأمريكي بدقة إلى اللغة الإسبانية وبثت على الهواء مباشرة عبر التلفزيون الرسمي الكوبي. ولطالما دافعت كوبا عن نظامها السياسي أمام الضغط الأمريكي من أجل التغييرمنذ الثورة في 1959 التي أتت بفيدل كاسترو إلى السلطة. وأقيمت المراسم بعد ثمانية أشهرمن إتفاق هافانا و واشنطن على إعادة العلاقات وبعد قرابة أربعة أسابيع من إستئناف الولاياتالمتحدةوكوبا رسميا علاقاتهما الدبلوماسية ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في السفارتين. وإحتفل الكوبيون برفع علمهم في واشنطن في 20 يوليو 2015 . وتريد كوبا من الولاياتالمتحدة إنهاء حصارها الإقتصادي على الجزيرة وإستعادة القاعدة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو بشرق كوبا وإيقاف بث إذاعي وتلفزيوني يصل إلى كوبا. للتذكير أغلق مبنى السفارة الأمريكية في هافانا وسفارة كوبا في واشنطن منذ عام 1961 وحتى 1977 عندما أعيد إفتتاحهما لخدمة رعايا البلدين. ودافع أوباما عن تحركه للإنفتاح على كوبا قائلا إن السياسة الأمريكية التي أتبعت لفترة طويلة وإنطوت على محاولة فرض التغيير من خلال العزلة لم تنجح. كما إستخدم الرئيس سلطته التنفيذية لتخفيف بعض من قيود السفر والتجارة لكن الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون لا يزال يرفض دعوته لإنهاء الحصار الإقتصادي