طبقا لفتوى صادرة من الأزهر ودار الإفتاء الإبلاغ عن الإرهابيين واجب شرعي اتفقت جامعة الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء في مصر على أن (التعاون مع أجهزة الأمن والإبلاغ عن الإرهابيين واجب شرعي). جاء ذلك في بيانات وتعليقات متفرقة صدرت من تلك الجهات على إثر التفجير الذي ضرب مبنى (الأمن الوطني) ((أمن الدولة المنحل) سابقا) بمنطقة شبرا الخيمة إذ استنكرته تلك الجهات بشدة وطالبت المصريين بالاصطفاف ضد الإرهاب والتعاون مع رجال الشرطة في التصدي له. ولاحظ مراقبون أن الجهات الثلاث باتت تتحرك في أعقاب أي حادثة سياسية بشكل سريع وتقدم ما تعتبره رؤية شرعية لا تستند أحيانا إلى أي أدلة شرعية داعين إياها إلى لزوم التحفظ والتأني في التعامل مع تلك الأحداث حتى لا تستغلها السلطات القائمة في مصر في تبرير سوء استخدامها للسلطة وتصفياتها الجسدية سواء للأبرياء في السجون أو انتهاكاتها لحقوق الإنسان. جامعة الأزهر: التعاون مع الأمن واجب شرعي في البداية أصدرت جامعة الأزهر بيانا أهابت فيه بالشعب المصري أن يقف صفا واحدا في مواجهة (الجماعات الإرهابية الخبيثة) التي تناصب العداء للشعب والوطن مشددة على أن التعاون مع الأمن ولو من خلال الإبلاغ بمعلومة أو غيرها من أجل الحفاظ على الوطن إنما هو (واجب شرعي). وقال البيان إن خيانة الوطن سواء كانت الخيانة مقابل أموال تدفع أو نتيجة فكر إرهابي يبث أو نتيجة انتماء لجماعة أو طائفة باسم الدين أو غير ذلك كل هذا يعد جرما عظيما وإثما كبيرا يحاسب عليه أمام الله وأمام الضمير الإنساني. وتابع البيان: (ليس أفظع من جرائم الاعتداء على الأبرياء وإرهابهم ونذكركم بآية من القرآن تنطبق على تلك الفئات تماما وهو قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا . أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}. (الكهف: 103 - 105 ). وزارة الأوقاف: شرعية الإبلاغ عن المشاركين في الإرهاب ومن جهته أكد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة شرعية الإبلاغ عن كل من يثبت اشتراكه في أي عملية إجرامية. وشدد على أن الكشف عن هؤلاء المجرمين وتقديمهم للعدالة واجب شرعي ووطني حتى نكف شرهم عن المجتمع. وعلق علي حادث التفجير قائلا: (آن الأوان للضرب بقوة على أيدي الإرهابيين وداعميهم ومن يعاونونهم أو يتسترون عليهم) وفق قوله. وكانت الوزارة عمّمت خطبة الجمعة في المساجد بسائر المحافظات تحت عنوان: (محاربة الفساد والإهمال والإرهاب مطلب شرعي وواجب وطني) متضمنة تأكيد نبذ الإرهاب والعمليات الإجرامية. وأكدت الخطبة أن ما تقوم به الجماعات الإرهابية من قتل وتدمير هو فساد وإفساد لا يقره دين ولا عقل ولا إنسانية وأن من يفجر نفسه منتحر يعجل بنفسه إلى نار جهنم وبئس المصير. وشددت الخطبة على أن الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية تؤكد ضرورة مواجهة الفساد والإرهاب كمطلب شرعي ووطني كما تؤكد ضرورة تصدي كل فئات المجتمع للإرهاب. دار الإفتاء: دعوة للتعاون مع رجال الأمن من جانبه قال مفتى الديار المصرية الدكتور شوقي علام -في بيان له -: إن التفجيرات الإرهابية تقوم بها جماعات قد انخلعت عن أي معنى للإيمان والوطنية لأنهم يسعون لعرقلة مسيرة الوطن بعد أن بدأت مسيرة العمل والتنمية التي من شأنها أن تصل بالبلاد إلى الاستقرار. وأضاف البيان: (علينا جميعا أن نقف صفا واحدا في مواجهة الإرهاب الغاشم الذي يسعى في الأرض فسادا ويرهب البلاد والعباد). وطالب المفتي الشعب المصري بالتعاون مع رجال الأمن لنشر الاستقرار ومواجهة الفوضى والتخريب الذي تسعى بعض تيارات الإرهاب إلى نشره في ربوع مصر على حد قوله. وكان مفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة قد طالب المواطنين بالإبلاغ عن الإرهابيين قائلا: (الإبلاغ عن هؤلاء لمصلحتهم لأنهم ظلموا أنفسهم) وذلك في حواره ببرنامج (والله أعلم) على فضائية (سي. بي. سي) في إحدى حلقاته منتصف شهر جويلية الماضي.