تحضير حلويات العيد هي عادة التزمت بها الأسر الجزائرية كون أن عيد الفطر المبارك ما يميزه هو صنع أصناف من الحلويات على خلاف عيد الأضحى الذي خص لذبح الأضحية، فلكل عيد مميزاته الخاصة على مستوى الأسر تمسكت بها منذ أمد بعيد وحافظت عليها كعادات متجذرة، بحيث تتنوع الحلويات صبيحة العيد المبارك وتزدان طاولة فطور الصباح بمختلف الألوان والأشكال، حتى أن هناك من النسوة من تحدين غلاء لوازم الحلويات من مكسرات ولوازم أخرى ورحن إلى الإكثار من الأصناف المحضرة وبذلك تتعدد الأنواع بمناسبة العيد وتصل في بعض الأسر إلى 10 و12 نوعاً دون مبالاة بالجهد المادي والمعنوي اللذين يتطلبهما تحضير الحلويات. ومن النسوة من تذهب إلى ذلك من باب العادة إلا أن هناك من النسوة من يرحن إلى مضاعفة الأنواع بغرض التباهي والتنافس بين نساء العائلة والجيران، وحسبهن أن مضاعفة الأنواع يبين للكل صورة المرأة ونشاطها وحيويتها في القيام بأشغال البيت وقدرتها على تحمل مسؤوليات الأسرة على خلاف التي تقلص من عدد الأنواع والتي يظهر من ذلك ضعفها وعدم قدرتها على تحمل أعباء الأسرة، وعلى العموم تكون أصناف الحلويات هي الحكم في أيام العيد وتكون محل تقييم للنسوة، لذلك تذهب بعضهن إلى تعداد الأنواع وتحضيرها بطريقة جيدة لخطف الأذواق في تلك الأمسيات التي تعقدها العائلات من أجل التزاور وتبادل تبريكات العيد. في هذا الصدد استوقفنا آراء بعض النسوة وكذا العجائز اللواتي يمتلكن خبرة أكثر بحكم تجاربهن في هذه الدنيا فكانت لهم آراء متباينة حول كثرة التنويع في حلويات العيد، فمنهن من أيدت ومنهن من عارضت الفكرة، قالت كلثوم، 35 عاما، في الموضوع إنها مع فكرة التنويع في حلويات العيد الذي هو فرصة من أجل إسعاد أفراد العائلة بأنواع جديدة وجيدة، وإنها شخصيا تحضر أكثر من 7 أنواع تبعا لرغبات أفراد العائلة، فهذا يفضل الحلويات التقليدية كالمقروط والتشاراك والبقلاوة وآخرون يفضلون الحلويات العصرية كالفواكه المشكلة وغيرها من الأنواع لذلك يكون التنويع شيء إلزامي لا مفر منه لإرضاء جميع الأطراف. أما الحاجة سعدية، 60 عاما، فقالت إنها لا تحضر الحلويات وتعتمد في ذلك على كناتها وبناتها المتزوجات اللواتي يزودنها بكمية من الحلويات التي حضرنها، ولم تنف إكثارهن من الأنواع على غير العادة، فبالأمس كانت النسوة تلتزم بنوعين أو ثلاثة لا غير وعادة ما يلتزمن بأنواع تقليدية محضة كالمقروط المعسل والتشاراك والعرايش، لكن اليوم نجد أصنافا جديدة مليئة بالملونات الكيميائية مما يؤثر على الصحة، إ تلك الأنواع لا تروقها البتة كما أوضحت أنها لا تتفاعل مع كثرة الأنواع وترى في ذلك تبذيرا معلنا، وكثيرا ما نصحت كناتها وبناتها بالتقليص من الأنواع حفاظا على ميزانية أسرهن لاسيما وأن المستلزمات عرفت لهيبا في الأسعار. ومن النسوة من رحن إلى حجز طلبيات لدى المخابز و(الحلواجيات) خاصة العاملات بالنظر إلى ضيق الوقت وعدم تناسب العادة الملزمة مع حرارة الجو المرتفعة، ما بينته السيدة سعاد التي ما إن طرحنا عليها الفكرة حتى تعجبت وقالت من لها الصبر من أجل مقابلة الفرن لساعات وتحضير أصناف عديدة من الحلويات مع الصيام وشدة الحر، وأنها شخصيا ستقتني نوعا أو نوعين من مخبزة اختصت في عرض أصناف متعددة من الحلويات وحتى ولو فكرت في تحضيرها بالمنزل سوف لن تتعدى نوعين، فالوقت لا يسمح وكذلك الجهد ناهيك عن التكاليف المادية في ظل الارتفاع الذي شهدته أنواع المكسرات فاللوز صعد إلى 1100 دينار والجوز إلى 1600 دينار وحتى الفول السوداني ارتفع إلى 350 دينار كآخر صنف من المكسرات.