تساهم أيضا في رفع نسبة الذكاء الرضاعة الطبيعية تقي الطفل من السكري والسمنة الرضاعة الطبيعية من أفضل مصادر تغذية الرضع وصغار الأطفال وهي واحدة من أنجع السبل الكفيلة بالحفاظ على صحتهم وبقائهم. فالأفراد الذي يُرضعون رضاعة طبيعية في طفولتهم أقل عرضة لزيادة الوزن أو السمنة في مرحلة لاحقة من العمر كما قد يكونوا أقل عرضة للإصابة بمرض السكري ويكون أداؤهم أفضل في اختبارات الذكاء على أن التقديرات تشير إلى أن نسبة الرضع المقصورة تغذيتهم على الرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر هي 38 فقط في جميع أنحاء العالم. ق. م هذا ما جاء في أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية نُشِر خلال الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية وتحدثت الدكتورة كارمن كازانوفاس وهي خبيرة في الرضاعة الطبيعية من إدارة التغذية من أجل الصحة والتنمية في المنظمة قائلة إن (جميع الأمهات تقريباً قادرات جسدياً على إرضاع أطفالهن طبيعياً وسيفعلن ذلك إن حصلن على معلومات دقيقة ودعم في هذا المضمار) على أن عزيمتهن تُثبّط في كثير من الحالات لكي لا يقمن بذلك ويضلّلن بمفاهيم خاطئة لحملهن على الاعتقاد بأنهن يمنحن أطفالهن انطلاقة أفضل في الحياة بشرائهن بدائل تجارية للبنهن). بلدان تُحضر الإعلان على بدائل لبن الأم ويوجد 37 بلداً حصراً أو 19 من البلدان التي تقدم تقارير في هذا الخصوص تسنّ قوانين تعكس جميع التوصيات الواردة في المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الأم وفيما يلي أمثلة على ذلك: يفرض 69 بلداً (35 ) حظراً تاماً على الإعلان عن بدائل لبن الأم. وهناك 62 بلداً (31 ) تحظر بالكامل تقديم عينات مجانية أو إمدادات منخفضة التكلفة للخدمات الصحية. يفرض 64 بلداً (32 ) حظراً كاملاً على أن تقدم الشركات المصنعة ذات الصلة هدايا من أي نوع للعاملين الصحيين. يشترط 83 بلداً (42 ) وضع رسالة على البطاقات الواسمة لبدائل لبن الأم مؤداها أن الرضاعة الطبيعية هي الأرجح. يوجد 45 بلداً فقط (23 ) تقدم تقارير عن حيازتها لنظام فاعل بشأن تنفيذ المدونة ورصدها. بدائل لبن الأم تؤثر سلبا على الرضاعة الطبيعية ويشير التقرير إلى أن الأمهات غالباً ما يُمطرن بمعلومات غير صحيحة ومتحيزة بطريقة مباشرة بواسطة الإعلانات والادعاءات الصحية وحزم المعلومات ومندوبي أقسام المبيعات وبأخرى غير مباشرة من خلال نظم الصحة العمومية. ويؤثر مثلاً توزيع (المواد التعليمية) التي تعدّها الشركات المصنعة لبدائل لبن الأم عن الرضاعة الطبيعية تأثيراً سلبياً على الرضاعة الطبيعية الخالصة ولاسيما على الأمهات اللائي يضعن أول مولود لهن والأمهات الحاصلات على تعليم دون رسمي كما يخلّف توزيع عينات من بدائل لبن الأم أثراً سلبياً على الرضاعة الطبيعية. ولدى إعراب جمعية الصحة العالمية السابعة والعشرين في عام 1974 عن بالغ قلقها إزاء تسويق بدائل لبن الأم على الأمهات بطريقة عدوانية للغاية حثّت الدول الأعضاء على أن تستعرض أنشطة ترويج المبيعات المتعلقة بأغذية الأطفال وتتخذ ما يلزم من تدابير علاجية بوسائل منها استخدام رموز الإعلان وسن التشريعات عند اللزوم ممّا أدى في عام 1981 إلى إبرام اتفاق بشأن المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الأم واعتماد العديد من القرارات بشأن هذه المسألة في وقت لاحق. وأضافت الدكتورة كازانوفاس قائلة إن (التنفيذ الكامل لتلك المدونة لا يُستغنى عنه من أجل الحد من جميع أشكال الترويج لبدائل لبن الأم أو القضاء على أشكال ترويجها بما فيها طرق الترويج المباشرة وتلك غير المباشرة للحوامل وأمهات الرضع وصغار الأطفال). وتقدم المنظمة الدعم للبلدان في مجال تنفيذ المدونة ورصدها ولخطة التنفيذ الشاملة الخاصة بتغذية الأمهات والرضّع وصغار الأطفال الرامية إلى زيادة المعدلات العالمية للرضاعة الطبيعية الخالصة لمدة ستة أشهر إلى نسبة 50 على الأقل بحلول عام 2025. دورات لدعم الأمهات المرضعات ودعماً لذلك وضعت المنظمة دورات يُستفاد منها في تدريب العاملين الصحيين على تقديم دعم متمرس للأمهات المرضعات (بمن فيهن المصابات بعدوى فيروس العوز المناعي البشري) ومساعدتهن في التغلب على المشاكل ورصد نمو أطفالهن كما يتسنى لهن الإبكار في تحديد خطر نقص التغذية أو زيادة الوزن/ السمنة. وتوجّه المنظمة وشركاؤها دعوة لزيادة دعم الأمهات اللائي يرضعن أطفالهن طبيعياً ولابد أن تتعلّم الأمهات ممارسة الرضاعة الطبيعية وإن واجهت العديد منهن صعوبات في بداية الأمر فمن الشائع أن يشعرن بألم في الحلمتين وبالخوف من عدم توفر كمية كافية من اللبن لإشباع الطفل. وتشجّع المرافق الصحية التي تؤيد الرضاعة الطبيعية على رفع معدلات هذه الممارسة عن طريق إتاحة المستشارين المدربين على الرضاعة الطبيعية للأمهات الجديدات. ولتقديم هذا الدعم وتحسين رعاية الأمهات والأطفال حديثي الولادة فإن هناك مرافق (صديقة للطفل) في أكثر من 150 بلد بفضل مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال المشتركة بين المنظمة واليونيسيف. حليب الأم... تغذية وصحة ويزوّد حليب أو لبن الأم الرضيع بجميع ما يلزمه من عناصر مغذية لكي ينمو مفعماً بالصحة فهو لبن آمن ويحتوي على الأضداد التي تساعد على حمايته من أمراض الطفولة الشائعة كالإسهال والالتهاب الرئوي وهما السببان الرئيسيان لوفاة الأطفال في أرجاء العالم أجمع. ولبن الأم متاح بسهولة وعلى نحو معقول يساعد على ضمان تزويد الرضيع بتغذية كافية. أما بدائل لبن الأم فلا تحتوي على الأضداد الموجودة في لبن الأم نفسه ناهيك عن المخاطر الناشئة عن استخدام المياه غير الآمنة والمعدات غير المعقمة أو احتمال وجود بكتيريا أو ملوثات أخرى في البدائل المسوقّة منه في شكل مسحوق. وقد ينجم سوء التغذية عن الإفراط في تخفيف تلك البدائل من أجل (زيادة) حجم الإمدادات. ومع أن تواتر الإرضاع يحافظ على إمدادات لبن الأم فإن استخدام البدائل وعدم توفرها فيما بعد قد يعرقل العودة إلى الرضاعة الطبيعية بسبب تضاؤل إنتاج لبن الأم. الرضاعة تحمي من سرطان الثدي وتحارب السمنة وتعود أيضاً الرضاعة الطبيعية بالفائدة على الأمهات المرضعات. فالرضاعة الطبيعية الخالصة ترتبط بوسيلة طبيعية (رغم عدم مأمونيتها) لتنظيم النسل (توفر حماية نسبتها 98 في الأشهر الستة الأولى عقب الولادة) وتقلّل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض في وقت لاحق من العمر وتساعد النساء على العودة إلى وزنهن في مرحلة ما قبل الحمل بشكل أسرع.