اعات قليلة من التهاطل المستمرّ للأمطار كانت كفيلة بإغراق بلديات العاصمة والكشف في ذات الوقت عن عيوب الطرقات والنقاط السوداء التي تظهر كلّ شتاء ويكون المواطن البسيط المتضرّر الأوّل منها في ظلّ استمرار سياسة (البريكولاج) وكذا الأعداد الهائلة للعائلات التي ما تزال تعيش في البيوت الهشّة الآيلة للسقوط وبين خطّ الأخطر للموت تتقاذفهم وعود المسؤولين ومياه الأمطار التي أعلنت عن بدايتها بقوّة هذا العام. وقفت (أخبار اليوم) على مشاهد وصور كارثية أدخلت العاصمة في متاهة الفيضانات ككلّ مرّة والسبب -حسب بعض المواطنين- هو انسداد البالوعات بشكل مستمرّ بفعل النفايات والأتربة. وبدت العاصمة أمس الجمعة خالية من المواطنين عدا عمّال أسروت الذين أعلنوا حالة الاستنفار وانتشروا بالمئات في البلديات وحتى في الشوارع الرئيسية التي عرفت نفس الانسداد. والكارثة كانت أسوأ بكثير في أعلى العاصمة كبلدية بوزريعة التي شهدت أضرارا كبيرة على مستوى الطرقات وحدّث ولا حرج عن سكّان البيوت الهشّة وأكواخ القصدير الذين كانوا يأملون الترحيل من أكواخ الموت قبيل حلول فصل الأمطار. وحسب بعض المواطنين فإن الأتربة هي المتسبّب الأوّل في انسداد البالوعات وبالتالي غرق الطرقات والشوارع في مياه الأمطار والأوحال جرّاء عمليات التهديم التي لم تستكمل بعد في العديد من البلديات التي عرفت عمليات الترحيل. فهل تعجز مصالح ولاية الجزائر عن توفير طرقات صالحة وبالوعات جديدة لضمان شتاء بلا فيضانات؟