مشاهد كارثية في غياب تام للمسؤولين (مراحيض ملوّثة) تهدّد بنقل أمراض خطيرة لمئات التلاميذ في مفتاح! * الأولياء يستغيثون يواجه المتمدرسون في بلدية مفتاح بالبليدة خطرا كبيرا جرّاء غياب النظافة في مراحيض المؤسّسات التربوية حيث يشتكي هؤلاء من غياب شبه كلّي للنظافة في هذه الأماكن ورغم ذلك يضطرّون إلى استعمالها في الحالات الطارئة رغم المخاطر بسبب غياب البدائل لا سيّما لدى تلاميذ الطور الابتدائي كما هو الحال بمدرسة الأخوين الشهيدين (بوشكير محمد ورابح) بحي 480 مسكن بكوسيدار. مليكة حراث تميّز الدخول الاجتماعي لهذا العام بمفتاح بعدة مشاكل طاردت التلاميذ منذ الأسابيع الأولى لبداية التمدرس فبالإضافة إلى مشكل الاكتظاظ في الأقسام وجد أغلب تلاميذ المؤسّسات التربوية بالمنطقة أنفسهم في مواجهة خطر كبير آخر يهدّد صحّتهم بسبب الوضعية الكارثية التي تشهدها المراحيض المتواجدة في هذه المرافق التي تحتاج دون غيرها إلى نظافة سيّما بالنّسبة لأطفال الطور الابتدائي نظرا لنحافة أجسادهم وعدم تحملهم للأمراض. وقد حمّل الأولياء المسؤولية لإدارات هذه المؤسّسات وما قد يحدث لهؤلاء التلاميذ إذا لم يتمّ التدخّل بشكل سريع لحلّ هذا الأمر بوسائل بسيطة متاحة كالتكثيف من أعوان النظافة والمراقبة الدورية لهذه المراحيض للوقوف على عمليات التنظيف ومعاقبة المقصّرين. فحتى التلاميذ الصامتون دوما على حقوقهم المنتهكة أطلقوا العنان لمشاعر الاستياء والتذمّر من هذه المراحيض التي لا تصلح حتى للحيوانات المتشرّدة وقد ذكر لنا هؤلاء في مختلف الأطوار التعليمية أن حالة النظافة هي نادرة جدّا في مراحيض مؤسّساتهم فهي لا تكون إلاّ في بداية السنة الدراسية ثمّ تزول تدريجيا وتعود الأوضاع الى سالف عهدها من حيث حالة التدهور والاتّساخ ونظرا لبعد بعضهم نوعا ما عن مؤسّسته التعليمية فإنه يضطرّ رغم هذه الحالة إلى استعمال هذه البيوت التي لا تحتوي حتى على المياه أحيانا وغالبا ما تكون أقفال الأبواب مكسورة وتظلّ كذلك لمدّة طويلة ولا يتفطّن إليها المسؤولون على المؤسّسة إلاّ في نهاية السنة الدراسية عند إجراء المراقبة الدورية. من جهتهم المسؤولون على تسيير هذه المؤسسّات التعليمية يلقون باللّوم على عاملات النظافة اللواتي لا يؤدّين عملهنّ بإتقان وأمانة وبصفة كاملة فأغلب هؤلاء المدراء لا يلتزمون بالصرامة والسيطرة على هؤلاء العاملات اللاّتي يأتين فقط لساعة أو ساعتين في اليوم ثمّ يقطعن دوامهن في هذه المؤسّسة ليتوجّهن إلى مؤسّسة أخرى خاصّة ليعملن فيها طيلة اليوم ضاربات الضمير المهني عرض الحائط. ومن جهة أخرى عمد هؤلاء المدراء إلى تقديم عريضات شكاوى إلى البلديات التابعين لها والتي قامت بتوظيف هؤلاء العاملات اللاّئي لم يستطع المسؤولون عليهنّ التحكّم في تصرّفاتهنّ وضبط مواقيت عملهنّ فالعديد منهم تعرّض لردّة أفعال غير متوقّعة من هؤلاء العاملات عند تنبيههنّ إلى ضرورة آداء عملهنّ على أكمل وجه وحسب الوقت المفروض عليهنّ لذلك فقد توجّهوا إلى بلدياتهنّ التي بدورها قامت بدراسة الشكاوى ثمّ استدعاء عاملات النظافة وبعد التعرّض للتوبيخ والتأنيب والتهديد بالطرد وعدت هؤلاء العاملات بالتقيّد بتوقيت عملهنّ وبآدائه على أكمل وجه إلاّ أنهنّ سرعان ما يعدن إلى السيرة الأولى من إهمال التنظيف وبالتالي عودة المراحيض إلى حالتها الأولى من الاتّساخ والإهمال الذي يعرّض التلاميذ للخطر من خلال انتقال الجراثيم والأمراض المعدية التي قد تودي بحياتهم. فهل من منقذ لهؤلاء التلاميذ المهدّدين بشتى الأمراض المعدية بسبب قلّة النظافة في مراحيض مدارسهم؟ خصوصا مؤسسات تعليمية بمدينة مفتاح التي صنعت الحدث مؤخّرا بانتفاضة أولياء التلاميذ ضد الأوضاع الكارثية التي تهدّد صحّة أبنائهم بسبب غياب النظافة في دورات المياه.