يشتكي أولياء تلاميذ مؤسسة أوريدة مداد بشارع بوزرينة بالقصبة السفلى في العاصمة، على غرار عدد كبير من المدارس، من الوضعية المزرية التي تشهدها المراحيض، فهؤلاء يشتكون من الغياب الكلي للنظافة ولم يقتصر المشكل بهذه المؤسسة فقط بل أغلب المؤسسات المتواجدة بالقصبة، وما زاد معاناة هؤلاء التلاميذ هو تراكم القمامات بمدخل المؤسسة بسبب تواجد سوق أحمد بوزرينة وما يخلفه من قمامات وأكياس النفايات الأمر الذي آثار حفيظة وتذمر مديرة المؤسسة والأولياء، مناشدين السلطات بالتدخل للحد من هذا المشكل الذي بات هاجس وناقوس خطر يهدد أبنائهم. للتذكير أنه ليست المؤسسة المذكورة الوحيدة التي تواجه مشكل غياب النظافة. إذ تواجه أغلب المؤسسات التربوية عبر التراب الوطني، خطر كبير يهدد صحة التلاميذ بسبب الوضعية الكارثية التي تعرفها المراحيض، فالتلاميذ عبر كل الأطوار التعليمية يشتكون من غياب شبه كلي للنظافة في هذه المراحيض وفي الحالات الطارئة يضطرون إلى استعمالها بعد ان تنعدم لديهم الحلول.. وفي السياق ذاته اشتكى بعض أولياء تلاميذ مؤسسة وريدة ل (أخبار اليوم) عن استيائهم من الخطر المتربص بأبنائهم وما ينجر عنه من أمراض تهدد صحتهم، نتيجة غياب النظافة الذي يعرض أبناءهم لخطر كبير ستكون إدارات هذه المؤسسات هي المسؤولة عن ما يحدث لهؤلاء التلاميذ إذا لم تتدخل بشكل سريع للحد من هذه الوضعية المزرية التي آلت إليها معظم المؤسسات التربوية. كما طالب هؤلاء في نفس الصدد التكثيف من أعوان النظافة والمراقبة الدورية لهذه المراحيض للوقوف على عمليات التنظيف. إلى جانب ذلك عبّر بعض تلاميذ من مؤسسة جمال الدين الأفغاني خلال حديثهم لنا عن مدى الاستياء والتذمر من هذه المراحيض التي لا تصلح حتى للحيوانات المتشردة، فلقد ذكر لنا هؤلاء التلاميذ الدارسون في مختلف الأطوار التعليمية بأن حالة النظافة هي نادرة جدا في مراحيض مؤسساتهم فهي لا تكون إلا في بداية السنة الدراسية ثم تزول تديرجيا وتعود إلى سالف عادتها من حيث حالة التدهور، ولأن بعضهم يسكن بعيدا نوعا ما عن مؤسسته التعليمية فإنه يضطر رغم هذه الحالة إلى استعمال هذه المراحيض التي لا تحتوي حتى على المياه أحيانا وغالبا ما تكون النوافذ والحنفيات مكسورة وتظل كذلك لمدة طويلة ولا يتفطن لها المسؤولون على المؤسسة إلا في نهاية السنة الدراسية عند إجراء المراقبة الدورية.. من جهتهم المسؤولون على تسيير هذه المؤسسات التعليمية يلقون باللوم على عاملات النظافة اللواتي لا يؤدين عملهن بإتقان وأمانة وبصفة كاملة فأغلب هؤلاء المدراء لا يحسنون السيطرة على هؤلاء العاملات اللاتي تأتين فقط لساعة أو ساعتين في اليوم ثم تقطع دوامها في هذه المؤسسة لتتوجه إلى مؤسسة أخرى خاصة لتعمل فيها طيلة اليوم.. لهذا فقد عمد هؤلاء المدراء إلى تقديم عرائض وشكاوى إلى البلديات التابعين لها لأنها هي من قامت بتوظيف هؤلاء العمال الذين لم يستطع مسؤولوهم التحكم في تصرفاتهم وضبط مواقيت عملهم، وفي حالة التوبيخ والتهديد بالطرد من طرف المسؤولين تواظب تلك العاملات على أداء عملهن على أكمل وجه لفترة وجيزة ثم يعدن إلى السيرة المعهودة في إهمال التنظيف وبالتالي هذا الإهمال يعرض التلاميذ إلى الخطر من انتشار الجراثيم والأمراض المعدية وسطهم فإلى متى تتحسن وضعية المرافق بتلك المؤسسات التربوية.