تميز الموسم المدرسي لهذا العام بعدة مشاكل طاردت التلاميذ منذ الأيام الأولى للدروس، فبالإضافة إلى مشكل الاكتظاظ في الأقسام وجد أغلب تلاميذ المؤسسات التربوية في الجزائر أنفسهم في مواجهة خطر كبير آخر يهدد صحتهم، بسبب الوضعية الكارثية التي تشهدها المراحيض المتواجدة بهذه الأماكن، فالتلاميذ عبر كل الأطوار التعليمية يشتكون من غياب شبه كلي للنظافة في هذه المراحيض وفي الحالات الطارئة يضطرون إلى استعمالها بعد أن تنعدم لديهم الحلول. الأولياء من جهتهم يدقون ناقوس الخطر فيما يخص غياب النظافة الذي يعرض أبناءهم لخطر كبير ستكون إدارات هذه المؤسسات هي المسؤولة عن وقوعه لهؤلاء التلاميذ إذا لم يتدخل بشكل سريع لحل هذا الأمر بوسائل بسيطة متاحة لدى أغلب هذه المؤسسات وهو التكثيف من أعوان النظافة والمراقبة الدورية لهذه المراحيض للوقوف على عمليات التنظيف ومعاقبة المقصرين. فحتى بعض التلاميذ الصامتين دوما على حقوقهم المنتهكة أطلقوا العنان لمشاعر الاستياء والتذمر من هذه المراحيض التي لا تصلح حتى للحيوانات المتشردة، فلقد ذكر لنا هؤلاء التلاميذ الدارسون في مختلف الأطوار التعليمية بأن حالة النظافة هي نادرة جدا في مراحيض مؤسساتهم فهي لا تكون إلا في بداية السنة الدراسية ثم تزول تدريجيا وتعود الأمور كما كانت سالفا أو أكثر من حيث حالة الاتساخ، ولأن بعضهم يسكن بعيدا نوعا ما عن مؤسسته التعليمية فإنه يضطر رغم هذه الحالة إلى استعمال هذه المراحيض التي لا تحتوي حتى على المياه أحيانا وغالبا ما تكون النوافذ والحنفيات مكسورة وتظل كذلك لمدة طويلة ولا يتفطن لها المسئولون على المؤسسة إلا في نهاية السنة الدراسية عند إجراء المراقبة الدورية. من جهتهم المسئولون على تسيير هذه المؤسسات التعليمية يلقون باللوم على عاملات النظافة اللواتي لا يؤدين عملهن بإتقان وأمانة وبصفة كاملة، فأغلب هؤلاء المدراء لا يحسنون السيطرة على هؤلاء العاملات اللاتي تأتين فقط لساعة أو ساعتين في اليوم ثم تقطع دوامها في هذه المؤسسة لتتوجه إلى مؤسسة أخرى خاصة لتعمل فيها طيلة اليوم. لهذا فقد عمد هؤلاء المدراء إلى تقديم عريضات شكاوى إلى البلديات التابعين لها والتي قامت بتوظيف هؤلاء العمال الذين لم يستطع المسئولون عليهم التحكم في تصرفاتهم وضبط مواقيت عملهم، فالعديد منهم تعرض لردة أفعال غير متوقعة من هؤلاء العمال عند تنبيههم إلى ضرورة أداء عملهم على أكمل وجه وحسب الوقت المفروض عليهم، لذلك فقد توجهوا إلى بلدياتهم التي بدورها قامت بدراسة الشكاوى ثم استدعاء عاملات النظافة، وبعد التعرض للتوبيخ والتأنيب والتهديد بالطرد، تقيدت العاملات بتوقيت عملهن وبأدائه على أكمل وجه إلا أن العاملات سرعان ما يعدن إلى السيرة الأولى في إهمال التنظيف وبالتالي عودة المراحيض إلى حالتها الأولى من الاتساخ والإهمال الذي يعرض التلاميذ إلى الخطر من خلال انتقال الجراثيم والأمراض المعدية التي قد تودي بحياتهم، وفي هذا الإطار يتدخل الأولياء لمناشدة مديرية التربية والقائمين على المؤسسات بإنقاذ هؤلاء التلاميذ التي تتربص بهم شتى الأمراض والأوبئة بسبب ظاهرة انتشار الأوساخ والقاذورات والتي باتت هاجس المتمدرسين كل موسم دراسي. من جهة أخرى يطرح بعض أولياء تلاميذ انشغالهم وهو منع أبنائهم أحيانا من دخول المراحيض لأسباب يجهلها الأولياء الذين أبدوا تذمرهم واستياءهم الشديد من هذه القضية، متسائلين عن السبب الرئيسي وأضافوا أن هذا القرار غير منطقي وأن هذا التصرف ربما يؤدي بالبعض إلى التعرض لأمراض، وحسب محدثينا أن هذه التصرفات تحدث بمؤسسة بن عيش ومحمد البركاني بالعاصمة على حد تعبيرهم.