نشرت حركة حماس تقريرا مفصلا حول عملية تطور صناعة الصواريخ التي استخدمتها في الرد على الهجمات الإسرائيلية ضد غزة، بضرب مناطق العمق، وذلك بمناسبة مرور 14 عاما على أول عملية إطلاق أول صاروخ صنعته محليا كتائب القسام الجناح العسكري. وصادف يوم أمس السادس والعشرون من شهر أكتوبر، مرور 14 عاما على إطلاق كتائب القسام أول صاروخ من إنتاج محلي الصنع، حيث أطلق الصاروخ الأول من نوع «قسام» في عام 2001. وجاء في التقرير الذي نشر على موقع حماس الرسمي أنه لم يكن يدرك قادة الاحتلال حين انطلقت أول قذيفة صاروخية من قطاع غزة تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، أن «موازين الردع» يمكن أن تنقلب لصالح المقاومة الفلسطينية بفعل هذه الصواريخ. وتذكر الحركة تاريخ السادس والعشرين من أكتوبر عام 2001 يوم أن أعلنت كتائب القسام إطلاقها لأول مرة صاروخا من نوع «قسام1»، تجاه بلدة سيديروت، في خطوة فاجأت قيادة دولة الاحتلال في ذلك الوقت. وتقول الحركة إن ذلك الصاروخ لم يكن يتجاوز طوله 70 سم ومداه وقتها كان 3 كيلومترات، لكنه أضاف إلى المقاومة «تكتيكاً جديداً يضاف إلى جانب العمليات الاستشهادية واقتحام المغتصبات وإطلاق النار، حيث تحول تطور الصراع إلى مستوى آخر». ولم يغفل التقرير ذكر الشهيد القائد في القسام عدنان الغول، الذي قالت إنه أحد أكبر مهندسي التصنيع في الكتائب، وصاحب الفضل في التطور النوعي لصواريخ القسام، وهو الذي اغتاله الاحتلال في الحادي والعشرين من أكتوبر عام 2004. وأوضح التقرير أنه انطلاقاً من صاروخ «قسام1»، طورت القسام على نحو متسارع صاروخ «قسام 2» واستخدمته لأول مرة في فيفري 2002 بمدى يصل ل 9 كيلومترات. وفي عام 2005 أُعلن عن صاروخ «قسام 3»، بطول قرابة ثلاثة أمتار بمدى يصل إلى 17 كيلو مترا، أي إلى حدود مدينة عسقلان المحتلة. وتقول حماس إنه لم تمضِ سنوات حتى غدت صواريخ القسام محلية الصنع، نقطة تحول فارقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال، وأصبحت الصواريخ في نسخها المطورة متوسطة المدى وبعيدة المدى يحسب لها الاحتلال ألف حساب. وأشارت إلى الحروب الثلاث التي شنتها إسرائيل ضد غزة خلال السنوات الماضية، حيث بدأت تظهر الصواريخ «فخر الصناعة القسامية»، لتقارع إسرائيل وتهز أركانها في عمليات الرد. وذكرت الحركة أنه في الحرب الثانية «عامود السحب» في عام 2012، التي تسميها حماس معركة «حجارة السجيل» التي بدأت باغتيال الاحتلال لقائد القسام أحمد الجعبري، أعلنت الكتائب عن أول صاروخ بعيد المدى تيمناً بالشهيد القائد إبراهيم المقادمة وأسمته (M75)، وجرى إطلاقه في الرابع عشر من نوفمبر عام 2012، وقصفت به مدينتي تل أبيب والقدس. وأوضحت أنه في الحرب الأخيرة صيف عام 2014 «الجرف الصامد» التي تسميها حماس «معركة «العصف المأكول»، أعلنت القسام عن باكورة صواريخ جديدة كان أولها صاروخ (R160) وفاء لروح الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، وقصفت به لأول مرة مدينة حيفا على بعد 120 كيلومترا، في الثامن من جويلية. وذكرت حماس أنه في ذات اليوم، تحدت كتائب القسام دولة الاحتلال في أن تمنع صواريخها من نوع (J80) التي ستطلقها تجاه منطقة تل أبيب وضواحيها الجنوبية الساعة التاسعة من مساء ذلك اليوم، وقالت حماس إن إسرائيل وقفت مشدوهة أمام الصور التي بثتها وسائل الإعلام العالمية على الهواء مباشرة للضربة الصاروخية التي تنطلق من غزة لتضرب الأراضي المحتلة. وفي سياق شرح عمليات تطور الصواريخ وضرب العمق الإسرائيلي، تم في العاشر من تموز/ يوليو في ذات المعركة ظهور صاروخ (سجيل 55)، فقصفت به بلدات «روحوفوت»، و»بيت يام». وأكدت الحركة أن كتائب القسام باتت تفاجئ الاحتلال وقادته في كل معركة بما لا يتوقعه من صواريخ متطورة وقدرة عسكرية وتعد له كل جديد. وعما هو قادم من مفاجآت أعلنت القسام في الثامن من جويلية العام الجاري عن صاروخي (شمالة SH) و(عطارA) نسبة إلى الشهيدين القائدين محمد أبو شمالة ورائد العطار اللذين اغتالهما الاحتلال قبل نهاية الحرب الأخيرة، لكنها لم تفصح عن مداهما، وقالت إنها تترك للزمن أن يحدد فاعلية هذه الصواريخ وأداءها وكفاءتها.