تزامنا مع حلول (لعمامرة) بلندن بريطانيا تحذّر رعاياها من السفر إلى الجزائر! في خطوة غريبة تزامنت مع زيارة يقوم بها وزير الخارجية رمطان لعمامرة إلى لندن حذّرت الخارجية البريطانية رعاياها من السفر إلى الجزائر لدواع ترتبط -حسب زعمها- أساسا بالوضعية الأمنية حيث صنّفت بلادنا في قائمة دول أقلّ خطورة ويمكن السفر إليها ب (حذر) من قِبل البريطانيين دون تقديم أسباب وجيهة لهذا القرار الذي يكرّس نظرة راديكالية للجانب الأمني في بلادنا. حذّرت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها من السفر إلى أكثر من 60 دولة عبر العالم لدواع ترتبط أساسا بالوضعية الأمنية لهذه البلدان وربطها ذلك بالتهديدات التي تواجه البريطانيين خلال زيارتهم لمختلف دول العالم. وكما دأبت على ذلك خلال السنوات الماضية نصحت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها بعدم السفر إلى الجزائر ومعظم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عدا المغرب الذي لم يشمله هذا التحذير في الوقت الذي أضافت فيه تونس إلى قائمة الدول عالية الخطوة التي تهدّد زيارتها سلامة البريطانيين بعد الهجمات الإرهابية الدامية التي عرفتها خلال هذه السنة خاصّة مع هجوم متحف باردو وكذا الهجوم المسلّح على أحد المنتجعات بساحل مدينة سوسة والذي كان أغلب ضحاياه بريطانيون. التصنيف الحديث للخارجية البريطانية الذي نشرته جريدة (تيليغراف) اختلف بين الدول الأكثر والأقلّ خطورة حيث صنّف دولا كأفغانستان وبوروندي وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا وسيراليون والصومال وجنوب السودان على أنها دول غير منصوح بزيارتها نظرا للمشاكل الأمنية التي تعاني منها بسبب النّزاعات المسلّحة والحروب الأهلية التي ترزح تحت وطأتها. أمّا في منطقة الشرق الأوسط فقد صُنّفت دول عديدة على أنها أكثر خطورة كسوريا واليمن والعراق وليبيا بالإضافة إلى موريتانيا وفلسطين فيما تمّ اعتبار الجزائر إلى جانب دول خليجية من الدول الأقلّ خطورة والتي يمكن السفر إليها ب (حذر) من قِبل البريطانيين إضافة إلى روسيا وبعض الدول في إفريقيا وأمريكا اللاّتينية. وتزامنا مع تقرير الخارجية البريطانية المبني على نظرة راديكالية للجانب الأمني في بلادنا حلّ وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة أمس في زيارة عمل إلى لندن تلبية لدعوة وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانى فيليب هاموند. وأوضح بيان لوزارة الشؤون الخارجية الاثنين أن هذه الزيارة تعدّ امتدادا لتبادل الزيارات بين الجانبين عقب زيارة هاموند في شهر فيفري الماضي إلى الجزائر مضيفا أن الوزيرين سيواصلان بهذه المناسبة مشاوراتهما السياسية سواء حول المسائل الثنائية أو الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأشار البيان إلى أن لعمامرة وهاموند سيستعرضان التقدّم الذي سجّل في مختلف جوانب التعاون الثنائي وآفاق تعزيزه وتوسيعه إلى قطاعات أخرى كما سيبحث الطرفان من جهة أخرى التطوّرات الأخيرة للأوضاع الإقليمية والدولية لا سيّما الوضع في مناطق الساحل والشرق الأوسط بالإضافة إلى التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب. وأكّد بيان الوزارة أن تنسيق المشاورات السياسية للجزائر مع المملكة المتّحدة والبلدان الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن للأمم المتّحدة يؤكّد الدور الرائد للجزائر على الساحة الإقليمية والدولية.