حتى في حال التأهل *** لم تبق إلا ساعات قليلة فقط لمدرب المنتخب الوطني الجزائري كريستيان غوركوف على رأس الطاقم الفني ساعات قد تنتهي سهرة اليوم بعد الإعلان عن نهاية المباراة بين الجزائر وتنزانيا لحساب الدور التمهيدي الثاني من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018. الرحيل عن (الخضر) بات المطلب الأول لدى رئيس اتحاد كرة القدم الجزائري محمد روراوة وجماهير بلاده على الرغم من أن أستاذ الرياضيات غوركوف يحظى بالتعاطف من قبل قلة قليلة لكن أسباب الرحيل أو الإقالة عديدة نحاول تلخيصها في نقاط: غياب اللمسة وتراجع الأداء لاحظ الجميع منذ تولي المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف زمام الطاقم الفني للمنتخب الجزائري تراجعا رهيبا في الأداء وهشاشة في التعداد لاسيما على مستوى الخط الخلفي الذي أضحى الحلقة الأضعف كما أن وسط الميدان تشتت ناهيك عن غياب الفعالية لدى المهاجمين على غرار بونجاح وبلفوضيل الذي يبقى اللغز المحيّر وبالإضافة إلى ذلك فإن الخطة التي ينتهجها الفرنسي باتت محل انتقاد الجميع عكس ما كان عليه الحال في عهد البوسني وحيد خاليلوزيتش. شخصية ضعيفة لا يختلف اثنان على أن المدرب السابق لنادي لوريون الفرنسي غوركوف يتعامل بليونة مع اللاعبين ويتساهل معهم على غرار العناصر التي تنشط في الدوريات الأوروبية فكم من لاعب حصل على ترخيص من طرف الفرنسي لمغادرة المعسكر أو عدم الالتحاق به بحجة التعب والإرهاق على غرار لاعب فالنسيا سفيان فيغولي وهي أمور لم تكن تحدث مع الجنرال خاليلوزيتش. إعلان العصيان لم يعد يحظى كرستيان غوركوف بالاحترام من طرف بعض اللاعبين خاصة هلال العربي سوادني الذي دخل معه في مناوشات خلال معسكر جنوب أفريقيا الذي سبق مواجهة اللوزتو نفس اللاعب انهال بالسّب والشتم على زميله براهيمي وكاد أن يعتدي عليه أمام مرأى الجميع خلال اللقاء الودي أمام السنغال ناهيك عن البطاقة الحمراء التي حصل عليها غلام في نفس اللقاء. تأليب المشجعين كان رئيس (الفاف) محمد روراوة قد اهتدى إلى حيلة لدفع مدربه غوركوف إلى باب المغادرة حيث ألب بعض المشجعين المقربين منه لانتقاد المدرب عن طريق القنوات الفضائية الخاصة والإكثار في الوقت نفسه من الحديث عن خاليلوزيتش وهؤلاء المشجعون محسوبون على روراوة الذي عادة ما يضمن لهم التنقلات المجانية مع المنتخب الجزائري في مختلف التحديات الهامة. حرب مع الإعلاميين انقطع حبل الود بين المدرب كريستيان غوركوف والإعلاميين الجزائريين حيث لم يعد يتحكم في أعصابه خلال المؤتمرات الصحافية ويغادر قاعاتها قبل نهايتها بل وصل به الحد إلى رفض التصريح وانتقاد الإعلاميين أمام الحضور وفي الجهة المقابلة لم يمسك الصحفيون الجزائريون أقلامهم وزادوا من حدتها وهو ما ساهم بقسط كبير في تأزم العلاقة بينه وبين روراوة الذي لم يعد يثق فيه ولا يتكلم معه. الظاهر أن المنتخب الوطني الجزائري صار بحاجة إلى مدرب يملك شخصية قوية لفرض الانضباط وعدم ترك الحبل على الغارب مع لاعبين ينتظرون أدنى فرصة لإعلان عصيانه واللعب كما يشاءون دون مراعاة مشاعره.