في إطار الأيام المغاربية للوقاية والرعاية الصحية دعوة إلى مكافحة مخاطر عدوى المستشفيات دعا مشاركون في الأيام المغاربية الثامنة للوقاية وأمن الرعاية الصحية وكذا الأيام الأوراسية الخامسة للطب التي انطلقت الأربعاء الفارط بجامعة باتنة-1 إلى ضرورة تفعيل لجان محاربة مخاطر عدوى المستشفيات وإثراء القوانين التنظيمية الخاصة بالرعاية الصحية . واعتبر متدخلون في هذا اللقاء العلمي أنه رغم تواجد اللجان على مستوى المؤسسات الصحية والاستشفائية إلا أنها تبقى -حسبهم- غير كافية وفي أغلب الأحيان بحاجة إلى إضافات وتجسيد ميداني وبحزم.
ق. م يعد تنظيم الرعاية الصحية والتنسيق بين الفاعلين في العملية من إدارة وأطباء وأعوان شبه الطبي وكذا الطاقمين التقني والعيادي وحتى حسن تسيير النفايات الطبية والاستشفائية عوامل ضرورية للتحكم في الأمراض الناجمة عن مخاطر عدوى المستشفيات حسب ما ذكره متدخلون. وصرح على هامش اللقاء رئيس الملتقى حسين بونصر الذي هو أيضا رئيس مصلحة علم الأوبئة بالمركز الاستشفائي الجامعي بباتنة ومسؤول مخبر تسيير أخطار العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية بأن تفعيل لجنة محاربة مخاطر عدوى المستشفيات بهذه المؤسسة الاستشفائية منذ حوالي سنتين أعطت نتائج مذهلة مكنت -كما قال- من وضع إجراءات فعالة في هذا الميدان انطلاقا من التحقيقات الوبائية التي أجريت بعدة مصالح وذلك بفضل التنسيق مع الطاقم الطبي والإداري . وركز البروفسور بونصر مرة أخرى في مداخلته التي تطرق فيها إلى خريطة أخطار العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية بمستشفى باتنة على ضرورة إعطاء الأهمية القصوى للنظافة كاتباع الطرق العلمية المتعارف عليها في غسل الأيدي وكذا غسل وصيانة التجهيزات الطبية في القاعات الجراحية إلى جانب التأكيد على التكوين والتكوين المتواصل. من جهتها اعتبرت البروفيسور كاميليا امزيان من معهد الصحة العمومية بمدينة فاس المغرب أن مخاطر عدوى المستشفيات أصبح تحديا بالنسبة لكل المؤسسات الصحية ليس في دول المغرب العربي فحسب وإنما في العالم. وطرحت المتدخلة قضية المقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية التي بدأت تتفاقم من سنة إلى أخرى وتتسبب في أمراض مستعصية . بدوره رافع البروفسور طارق برهومي من المركز الاستشفائي الجامعي بالقيروان تونس من أجل إرساء ثقافة لتأمين المرضى بالدول المغاربية من خلال التكوين الجيد للإطارات الطبية وأعوان شبه الطبيين وإصدار قوانين صارمة في هذا المجال ولجان متابعة لتطبيقها. وقد ركزت مداخلات هذا اللقاء العلمي على محورين أساسيين مخاطر عدوى المستشفيات والمقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية حيث أكد البروفسور آيت حمودة رابح المختص في الأمراض المعدية ورئيس الجمعية الجامعية للقاءات والتبادل في الصحة أوراس صحة بأن هذه الأيام المنظمة بالتنسيق مع المركز الاستشفائي الجامعي لباتنة وكلية الطب جاءت لبحث وتبادل الخبرات في مجال الأمراض الناشئة التي تنتج من عدوى المستشفيات والمقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية وكيفية مجابهتها. وفي هذا السياق أشارت الدكتورة نورة ريغي مختصة في الأمراض المعدية ورئيسة لجنة الشؤون الصحية بالمجلس الشعبي الولائي إلى أن هذه المبادرة تندرج في إطار تكوين وتحسيس الأطباء لاسيما من حيث عقلنة اللجوء إلى المضادات الحيوية التي أصبحت تستخدم أيضا وبكثرة من طرف الأطباء البيطريين. ودعت ذات المختصة إلى وجوب تقنين استعمال هذا النوع من الأدوية وحتى تنظيم تسويقها لاسيما أن الأبحاث أثبتت بأن الإفراط في استخدامها يولد مقاومة البكتيريا لها مضيفة بأن اللجنة الصحية بالمجلس الشعبي الولائي ترى أن مثل هذه اللقاءات وتدعيمها سيسهم في ترقية الصحة العمومية. ولاقت الأيام المغاربية الثامنة للوقاية وأمن الرعاية الصحية وكذا الأيام الأوراسية الخامسة للطب التي يشارك فيها أطباء مختصون وجامعيون من مختلف أنحاء الوطن وكذا مختصون من ألمانياوتونس والمغرب إقبالا ملفتا من طرف طلبة كلية الطب وأيضا أطباء مختصين عموميين وخواص.