دعا المشاركون في الأيام المغاربية الثانية حول نظافة المستشفيات بقسنطينة إلى ضرورة تشكيل شبكة مغاربية لحملات التطوع داخل المستشفيات للوقاية من الأمراض الاستشفائية لاسيما و قد أصبح الأطباء و الممرضين أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض. دق أطباء ورؤساء مصالح استشفائية )الجزائر، تونس والمغرب( خلال الأيام المغاربية التي نظمت أمس بجامعة منتوري بقسنطينة ناقوس الخطر حول الأخطار التي تهدد حياة المرضى والأطباء و مستخدمي المستشفيات جراء غياب النظافة وتكاثر الجراثيم داخل المستشفيات أو كما تسمى بالمصطلح الطبي »les infections nosocomiales«، وأجمع الأطباء والمسؤولين الإستشفائيون أن ذلك راجع إلى غياب سياسات وطنية و برامج خاصة للرقابة والوقاية وتأمين العلاج داخل المستشفيات، بسبب الفوضى الكبيرة التي ساهمت في انتشار الأوساخ داخل المؤسسات الصحية بالاضافة إلى الرمي العشوائي للإبر والحقن المستعملة، وكذا غياب التنسيق بين الهياكل الصحية والمستشفيات للقيام بالفعل الوقائي العلاجي والافتقار إلى هياكل متخصصة لإنجاز البحوث والدراسات الكافية حول عدوى المستشفيات، لاسيما وأن هذه الجراثيم تسبب أمراضا خطيرة لم تُجْدِ معها المُضادات الحيوية و وقف الأطباء عاجزين أمامها. وتعني الأمراض الاستشفائية الإصابة بعدوى ميكروبية بعد دخول المستشفى ب48 ساعة و تحدث هذه الأخيرة أساسا من المعدات الطبية وغياب النظافة داخل المستشفيات التي جعلت من المستشفيات مستودعا ضخماً للجراثيم، وتصيب الجراثيم أماكن عديدة من الجسم، منها المجاري البولية، الرئتين، الجلد، والجروح، والمواضع التي تغزر فيها الحقن، بحيث تسبب هذه الأخيرة ثلثي الإصابات، لذلك فإن الوقاية منها حسب المتدخلين ضرورية ويجب أن تكون المحور الأساس في كل خطة متبعة من أجل تأمين بيئة آمنة لكل من يدخل إلى المستشفى أو يخرج منه، علما - و كما أشارت إليه البروفيسور فاطمة الزهراء جودي من مستشفى لمين دباغين باب الواد العاصمة - أن المنظمة العالمية للصحة مليون و400 ألف مريض في العالم يصاب بعدوى المستشفيات في اليوم حسب إحصائيات 2005، أي بنسبة ما بين 5 و 10 بالمائة في الدول النامية و 25 بالمائة في الدول في طور النمو، و تتسبب عدوى المستشفيات في نسبة كبيرة من حالات الوفاة، رغم القوانين والمراسيم الصادرة في هذه الدول لتشكيل نظم خاصة وخلايا للنظافة ومراقبة النفايات و تسييرها.. أما في الجزائر فقد أوضحت البروفيسور فاطمة الزهراء جودي أن الجزائر أصدرت عدة قوانين ومراسيم وتعليمات في هذا المجال، غير أنها ما تزال غير مطبقة إلى اليوم، و حسب الأرقام التي كشفتها البروفيسور جودي فإن هذه الجراثيم تسبب عدة أمراض منها الرئوية بنسبة 30 بالمائة، و20 بالمائة في الجهاز البولي، و80 بالمائة من »الآنسينيراتور« قديمة يتجاوز عمرها 20 سنة وأن واحدا من 5 من هذه الأجهزة معطلة، كما أن الوزارة المعنية لا تخصص ميزانية خاصة لنظافة المستشفيات، و بالمقارنة مع المغرب نجد أن الجزائر أقل خطرا بحيث سجلت المغرب نسبة 35 بالمائة من الأمراض البولية الناجمة عن عدوى المستشفيات، و 19 بالمائة من الأمراض التنفسية كما أن المصابين هو فئة الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة في المغرب..