15 منهم راحوا ضحية القتل العمدي *** رابطة حقوق الإنسان تطالب باستراتيجية جديدة لحماية أطفال الجزائر ** حذّرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان من إغفال الحقوق الأساسية للأطفال وحمايتهم من العنف والاختطاف مشيرة إلى أن وضعية الأطفال في الجزائر تحتاج -حسب الأخصائيين- إلى استراتيجية واضحة المعالم لحماية شريحة الأطفال التي تقدّر بربع السكّان خاصّة مع بروز ظواهر جديدة طفت مؤخّرا على سطح المجتمع كتفشّي ظاهرة الاعتداءات الجنسية على الأطفال الاختطاف والاحتجاز ناهيك عن انتشار عمالة الأطفال والإدمان على المخدّرات في أوساط الأطفال وحتى الانتحار والتسوّل وكذلك هروب عشرات الأطفال والمراهقين سنويا من عائلاتهم ليتّخذوا من الشارع مأوى لهم. دقّت رابطة حقوق الإنسان -حسب تقرير لها تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه أمس- في الذكرى ال 26 لاتّفاقية لحقوق الطفل التي اعتمدتها الأمم المتّحدة بتاريخ 20 نوفمبر 1989 ومن المعلوم أن الجزائر دقّت في 16 أفريل 1993 ناقوس الخطر بسبب انتشار هذه الظواهر ودعت إلى الالتفات بجدّية إلى مشاكل جيل الغد وإلقاء الضوء بالأرقام على أوضاع الطفولة في الجزائر. وفي هذا المجال ذكّر هواري قدور الأمين الوطني المكلّف بالملفات المتخصّصة للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان الحكومة والرأي العام الجزائري بأن اتّفاقية حقوق الطفل لا تقتصر بنودها على الحكومات فقط بل يجب أن يضطلع بها كلّ أفراد المجتمع بهدف ترجمة المعايير والمبادئ التي تضمّنتها الاتّفاقية إلى واقع يتعيّن على الجميع في الأسر والمدارس ومؤسّسات أخرى توفير الخدمات للأطفال والمجتمعات وفي كافّة المستويات الإدارية واحترامها بعد أن أضحت عدّة المشاكل تنخر عالم الطفولة منها قضية اختطاف الأطفال التي أخذت منحى لا يمكن السكوت عنه وهاجسا لكثير من الأسر على حدّ تعبيره. (لابد من مراجعة القانون الجديد) في هذا الصدد دعا هواري قدور إلى ضرورة الإسراع في مراجعة قانون الجديد الذي صادق عليه البرلمان مؤخّرا والذي يُعنى بحماية الطفل من مجمل الآفات الاجتماعية التي يكون عرضة لها نتيجة مشاكله العائلية والاجتماعية التي لم يتناولها القانون الاهتمام بالأطفال في وضعية صعبة وذوي الاحتياجات الخاصّة منهم الأطفال الذين لديهم إعاقات ذهنية إلى جانب تشجيع الجمعيات ومؤسّسات المجتمع المدني التي تقوم برعاية الأطفال بالوسائل المعنوية المادية والتكوين وغيرها بالإضافة إلى إعطاء الطفل الفرصة الكاملة للحوار والتعبير والمشاركة عبر خلق فضاءات الترفيه له وكذا ضرورة خلق ميكانيزمات جديدة تضمن راحة الطفل بصفة عامّة والأطفال المحرومين من أسرة على وجه الخصوص أو المعرّضين لخطر معنوي أو جسدي وخلق علاقات حقيقية بين مختلف المؤسّسات التي تهتمّ بالطفل مع إشراك الأطفال في تنظيم وتسيير البرامج المخصّصة لهم إذ لا يُعقل أن تقام برامج للأطفال دون أن يساهموا فيها أو حتى يستشاروا فيها. وابل من المشاكل هواري قدور أضاف في تقريره أن الطفولة في الجزائر ما تزال تعاني وابلا من المشاكل التي لا أوّل لها ولا آخر جرّاء الأوضاع المعيشية المزرية والصعبة المنجرَّة عن المشاكل الاجتماعية والمادية التي تتخبّط فيها الأسرة الجزائرية وهو الأمر الذي أدّى إلى الاستفحال الخطير للجريمة التي أضحت تهدّد وتنخر جسد الطفولة البريئة والتي تجلّت مظاهرها عموما في ظواهر عدّة كاغتصاب الأطفال أو استعمال البراءة في التسوّل وإجبارها على تطليق مقاعد الدراسة والالتحاق بعالم الشغل منذ نعومة الأظافر والعنف الممارس ضد هذه الفئة والتشرّد أو حتى سرقة أعضائهم فضلا عن عوامل أخرى كلّها جعلت هذه الفئة لا تقوى على تحمّل كلّ هذه المشاق وهو ما تحوّل لدى البعض إلى أمراض نفسية جعلتهم يهربون من الواقع المرير الذي يعايشونه بالانطواء على أنفسهم ونبذهم للغير. حلول غير كافية كما قالت الرابطة إنها عبّرت في عدّة مرّات عن عدم رضاها عن الحلول والمعالجات التي تحدّ من هذه ظواهر منها آخر تقرير خاصّ بقانون الطفولة في 23 ماي 2015 قبل مصادقة على قانون الطفل في المجلس الشعبي الوطني مشيرا إلى ما وصفها بالأرقام (المرعبة) التي سجّلتها الرابطة والمتمثّلة في 1.014.000 ولادة في الجزائر منذ تاريخ 01 جانفي 2014 إلى غاية 01 جانفي 2015 يقدّر فيها عدد الجنسين ب 517698 ذكور و496302 إناث. كما أحصت الرابطة كذلك ارتفاعا في الوفيات لدى الأطفال حيث ارتفع ليصل إلى 174.000 وفاة سنة 2014 مقابل 168.000 وفاة سنة 2013 وحوالي 500.000 طفل يتراوح سنّهم بين 6 و16 سنة غير متمدرسين في الجزائر إلى جانب 472878 طفل (11 بالمائة) من الأطفال الذين يقلّ سنّهم عن 5 سنوات يعانون من تأخّر في النمو وأن ذلك يعود إلى سوء التغذية حسب التقرير. 256 حالة اختطاف أطفال.. 15 منهم راحوا ضحية قتل كما سجّلت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أكثر من 256 حالة اختطاف منهم ما لا يقلّ عن 15 طفلا راحوا ضحية قتل العمدي وأكثر من 1800 اعتداء جنسي على البراءة في 2015. كما قدرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان فيما يخص أطفال الشوارع بحوالي أكثر من 25000 طفل. كما خلص المكتب الوطني للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى وجود ما معدله 300 ألف طفل يستغلّون في سوق الشغل فيما يرتفع العدد مع حلول فصل الصيف إلى أكثر من 550 ألف طفل حيث يكثر عدد الباعة من الأطفال في الشوارع تدفعهم الظروف الاجتماعية إلى المتاجرة في أبسط شيء كبيع (المطلوع) أو الأكياس البلاستيكية أو المشروبات على الشواطئ ويرعون الأغنام في القرى مقابل الحصول على أجر زهيد. كما لاحظ المكتب الوطني الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان كذلك ظاهرة استغلال الأطفال في التسوّل التي تفوق 25 ألف طفل متشرّد معدل حياتهم لا يتجاوز 10 سنوات في الشارع والتي يراها المواطنون ورجال الأمن والقانونيون في كلّ مكان ما أدّى إلى تدهوّر الجانب النّفسي والسلوكي لديهم فضلا عن الجانب الطبّي وتعريضهم للمخاطر والأمراض. كما كشف ذات الرابطة عن وجود أكثر من 45000 من الأطفال دون هوية في الجزائر وأحصت سنة 2015 أكثر من 3 ملايين تلميذ فقير استفادوا من منحة المعوزين. وحسب وزارة التربية فإن عدد المستفيدين من مجّانية الكتاب المدرسي بلغ 4.298.895 تلميذ بحوالي 50 بالمائة من العدد الإجمالي فيما بلغ عدد المستفيدين من الألبسة المدرسية من فئة المعوزين أكثر من مليون و300 ألف تلميذ. كما تؤكّد الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أنه منذ 01 جانفي 2015 إلى غاية 31 أكتوبر 2015 راح حوالي 5580 طفل ضحية عنف من أهمّها العنف الجسدي وسوء المعاملة. الرابطة تشدّد على ضرورة التغذية الصحّية للأطفال من جهة أخرى أكّد هواري قدور أن معدل نصيب الطفل الجزائري من البروتينات يوميا يعادل 25 غراما في حين يتطلّب النمو السليم لجسمه وقدراته العقلية 80 غراما من البروتينات ما يعني أن الطفل الجزائري يستهلك ربع الكمّية التي يستهلكها الطفل الأوروبي مضيفا أن المعايير الدولية للتغذية تنصّ على ضرورة احتواء الغذاء اليومي على 3000 سعرة حرارية تحتوي هي الأخرى على مقدار ملائم من البروتينات وأشار إلى أن هناك بعض الأولياء قدّموا شكاوى من عدم احترام المطاعم المدرسية للواجبات الغذائية وخاصّة نقص الحريرات التي ينبغي إعطاءها للطفل في المناطق النائية وبعض المناطق الحضارية كما نبّهت الرابطة في هذا الصدد إلى أن نصف أطفال الجزائر لا يتغذّون جيّدا.