منح متدنية وفرص عمل ضئيلة معاقون يعانون التهميش ونظرات الاحتقار إن المعاق في الجزائر يعاني من التهميش ومع الأسف هذه الفئة تعتبر في مجتمعنا الأكثر تعرضا ل الحفرة والاحتقار فالمعاق في بلدنا حقوقه قليلة جد كما أن نظرة المحيطين به تعتبر قاسية جدا في بعض الأحيان فبالاضافة إلى معاناته الجسدية جراء الإعاقة يتحمل أيضا المعاناة النفسية واحتقار الناس له فالمعاقين وخصوصا من يعانون من إعاقة ذهنية يمكن القول عنهم إنهم لا يملكون أي حماية من أخطار المجتمع المتربصة بهم. ي. آسيا فاطمة الإعاقة الذهنية أو الحركية هي أصعب ما قد يتعرض له المرء في حياته فهي تولد له العجز الكلي عن كل النشاطات اليومية التي يقوم بها أو التي كان من المفروض امتلاكه القدرة على القيام بها ولأن الجزائر تعاني من البيروقراطية فإن تبعاتها مست حتى فئة المعاقين الذين يهمشون على مستوى الإدارات. تدني المنحة الشهرية خصصت الدولة إعانات شهرية للمعاقين تقدر بحوالي 4 آلاف دينار وفق شرط عدم القدرة على الحركة وهذه المنحة تعتبر جد قليلة خاصة أن المعاقين هم فئة هشة من المجتمع التي تتجرع الحرمان من كل جانب وعلى الرغم من تعاقب عدة وزارات إلا أنها لم تتمكن من سن قوانين لرفع المنحة لهم خصوصا أنه في غالبية الأحيان يكون التكفل بهم مكلف جدا بالنسبة لذويهم فالحجة التي غالبا ما يتم طرحها من طرف المعنيين هي مجانية العلاج لهم وكذا النقل وهذا ما تعتبره الدولة مكلفا للغاية هذا من جهة أما من جهة أخرى فالمعاقين في الجزائر ليست لهم مراكز تتكفل بهم تعليميا بنسبة كبيرة وإن وجدت فهي قليلة جدا حتى أنها في بعض المناطق منعدمة كليا فالمعاق يتحمل عناء التنقل من مسافة بعيدة جدا للوصول إلى غايته كما أن الكتب التعليمية المخصصة لهم تعتبر قليلة جدا خصوصا فئة المكفوفين فالكتب المطبوعة بطريقة البراي غير متوفرة ولا تعطي كافة الطلبات. حق العمل غير مكفول لقد أقرت الدولة الجزائرية أن للمعاق الحق في نسبة 1 بالمائة من مناصب العمل عبر كافة المؤسسات وهذه النسبة تعتبر ضئيلة جدا بالنظر إلى العدد المتزايد من المعاقين وخصوصا أولئك الذين يعانون من إعاقة حركية ألزمتهم اتباع طريقة حياة تستلزم إعانة البعض لهم فيمكن القول عن هذه النسبة في حق العمل ضعيفة جدا ولا تخدم المعاقين كثيرا وهي تدفعهم لخانة التهميش أكثر وأكثر فالحرمان من العمل يولد العجز عن تسديد لقمة العيش كما أن هذا الحرمان يدفع بالشخص المعاق إلى البحث عن أية مهنة قصد العيش من راتبها فتجده ومع الأسف يتحمل كل أنواع الاحتقار من أجل الظفر بلقمة العيش عوض تلقيه المساعدة نظرا إلى ضعفه جراء إعاقته. عائلات تتخلى عن الأبناء المعاقين للأسف فإن المعاق في الجزائر يعاني من التهميش حتى من طرف أقرب الناس إليه فبعض الأهل الذين غابت عنهم معاني الأبوة وما تحمله من حنان تجرأوا على التخلي عن أبنائهم أو حتى هنالك من زادت قسوتهم لحد ضربهم وشتمهم ففي واقعة قصتها لنا سيدة قالت إنها تعاني من إعاقة ذهنية ومنذ ولادتها ووالدها لا يتقبلها ويعاملها بقسوة ولا يعطيها أي اهتمام فالمسكينة إضافة لمعانتها من الإعاقة تعاني من جفاف العاطفة وحتى إخوتها الأكبر سنا منها يتبعون نفس منهاج والدهم فهم أيضا يحتقرونها ولهذا السبب فابنتي كبرت وهي تعاني من عقد نفسية عديدة بسبب سوء معاملة والدها لها. أما السيدة فريدة فقد أخبرتنا بأن قريبة لها قررت التخلي عن طفلها بسبب الإعاقة التي يعاني منها فعلى رأيها هي لا تستطيع التكفل به وفضلت تركه عند أناس يحسنون التكفل به أفضل منها لتضرب بذلك عاطفة الأمومة جانبا بتخليها عن فلذة كبدها. دون الحديث عن نظرة المجتمع للمعاق التي تحتاج لتغيير كلي فبدل إعانته والتكفل به يسعى البعض لتجريحه واحتقاره وتهميشه لا لسبب سوى أنه يعاني من نقص مقارنة بغيره وما يمكن قوله عن المعاق هو أن مجمل الحقوق التي كرسها المشرع الجزائري لا تمثل إلا جزءا يسيرا مما يجب توفيره لهذه الفئة المحرومة فهذا الأمر يستلزم المزيد من العمل والكثير من الدراسة لإعطاء هذه الفئة حقها في المجتمع.