يأتي في ظرف استثنائي يشهد تكالب التنظيمات الإرهابية *** تستضيف الجزائر اليوم اجتماعا وصف ب (الحاسم) في مصير الأزمة الليبية كونه يأتي في مرحلة حسّاسة تشهد فيها الجارة الشرقية تكالبا للتنظيمات الدموية على رأسها (داعش) الذي استغلّ الفراغ السياسي وانعدام الأمن ليتبنّى عدّة اعتداءات داخل ليبيا كما بات يهدّد أكثر من أيّ وقت مضى استقرار دول الجوار وعلى رأسها الجزائر. يشارك في الاجتماع دول جوار ليبيا (الجزائر ومصر والسودان والنيجر وتشاد) بالإضافة إلى الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي كما يشهد الاجتماع تواجد موفد الأمين العام للأمم المتّحدة لليبيا الألماني مارتن كوبلر لأول مرة. وقال وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية إن الاجتماع سيكون (فرصة للجزائر لتجديد دعمها للمسار الجاري تحت إشراف الأمم المتّحدة من أجل التعجيل بتشكيل حكومة وحدة وطنية كفيلة بضمان التسيير الجيّد للمرحلة الانتقالية وخوض مختلف التحدّيات التي تواجهها ليبيا خصوصا الإرهاب). من جانبها أعربت جامعة الدول العربية عن أملها في أن يكون الاجتماع السابع لدول الجوار الليبي الذي ينطلق اليوم في الجزائر على مستوى وزراء الخارجية أحد المحطات قبل النهائية ليخرج الليبيون من هذه الأزمة ويتوصّلون إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني كما ينصّ الاتّفاق الذي رعته الأمم المتّحدة في مدينة الصخيرات المغربية. وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلى -في تصريح للصحفيين أمس قبل توجّهه إلى الجزائر لرئاسة وفد الجامعة العربية في اجتماع دول الجوار اليوم- إن الفرصة سانحة الآن ليتوّج الحوار بين الليبيين بتوقيع اتّفاق الصخيرات والذي كان حصيلة لمسارات أخرى استضافتها القاهرة والخرطوم وتونس والجزائر ونجامينا وكلّها أمور تصبّ في اتجاه الاتّفاق والصيغة شبه النهائية أو النهائية ويبقى فقط توقيع الأطراف الليبية المنخرطة في عملية الحوار السياسي وأضاف أن اجتماع دول الجوار في الجزائر هو الاجتماع السابع ويكتسب أهمّية خاصّة لأنه يأتي في مرحلة بعد أن استكملت كلّ جوانب الحلّ السياسي التوافقي الذي توصّل إليه المبعوث السابق برناردينيو ليون ويستكملها المبعوث الجديد مارتن كويلر الذي يشارك في اجتماعات دول الجوار في الجزائر بدعوة الليبيين إلى التوقيع على اتّفاق الصخيرات الذي كان حصيلة لمجموعة من الاجتماعات سواء لدول الجوار أو عقدت في الصخيرات. وأوضح بن حلى أن الكلّ الآن (مهتمّ بهذا الاجتماع وما سيسفر عنه حيث يبقي فقط التوقيع من قِبل الليبيين المنخرطين في الحوار السياسي ونأمل أن يكون أحد المحطات قبل النهائية ليخرج الليبيون من هذه الأزمة ويتوصّلون إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية كما ينصّ الاتّفاق لنبدأ تسيير المرحلة الانتقالية وبناء المؤسّسات الدستورية الأخرى المتعلّقة بالبرلمان والانتخابات وتنظيم الميليشيات من خلال إنشاء قوّة عسكرية وأمنية ومن خلال مساعدة أشقّائها وأصدقائها في بناء قدرات الدولة الليبية التي ينتظرها الكلّ). وتبقى الأوضاع في ليبيا غامضة إلى حدّ الآن حيث أعلن الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون يوم السبت أنه (ليس هناك موعد) لتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا مع استمرار الفوضى في هذا البلد منذ سقوط نظام معمّر القذافي في 2011. ملتقى بالجزائر حول التنمية في بلدان الساحل من المقرّر أن تشكّل مبادرات التنمية للاتحاد الإفريقي في الساحل (مع التركيز على التنمية في مالي) محور ملتقى ينظّم يومي الأربعاء والخميس من طرف وزارة الشؤون الخارجية ومفوّضية الاتحاد الإفريقي وبعثته إلى مالي والساحل حسب ما أفاد به بيان لوزراة الشؤون الخارجية أمس الاثنين. وأوضح البيان أن اللّقاء الذي سيشرف على انطلاق أشغاله وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة (يندرج في إطار تنفيذ اتّفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن اتّفاق الجزائر والمبرم في شهري ماي وجوان 2015 عقب مفاوضات مالية شاملة سهّلتها الجزائر بصفتها رئيسة مجموعة الوساطة الدولية). وسيشارك في هذا الملتقى حكومة مالي وممثّلو الأطراف المالية الأخرى الموقّعة على الاتّفاق ودول المنطقة الأطراف في مسار نواقشط وكذا ممثّلو مختلف المجموعات الاقتصادية والمؤسّسات المالية الإقليمية والقارّية والدولية. وأوضح ذات المصدر أن المشاركين في هذا اللّقاء سيعكفون على (تحديد وتنسيق مختلف المشاريع والمبادرات الجارية أو المرتقبة في منطقة الساحل بهدف خلق تعاون لدعم تطبيق أحد الجوانب الهامّة لاتّفاق السلم في مالي والمتمثّل في التنمية حيث يكمن الهدف في جعل المتدخّلين في منطقة الساحل يضعون مناطق شمال مالي في قلب مختلف استراتيجيات التنمية ويضمنون انسجام فعاليتها).