تاريخ عريق لأول مسجد بكندا هذه قصة نجاح مسجد الرشيد في لمّ شمل المسلمين يتخطى دور مسجد الرشيد في كندا كمسجد للصلاة حيث أصبح أشبه ببرلمان يعنى بشؤون واحتياجات الجالية المسلمة ويجيب عن تساؤلات الحياة اليومية في أقصى دول الغرب لبناء جامع يحضن الجيل الأول من المهاجرين فهو يعتبر أول مسجد في كندا قد أنشئ عام 1938. ويعد المسجد من أهم المساجد في كندا لبعده التاريخي وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء الحالي جاستن تريدو عندما زار المسجد في ديسمبر 2013 مبتدئاً الزيارة بتحية الإسلام (السلام عليكم) ومؤكداً أن المجتمع المسلم في كندا جزء من أعمدة بناء التعددية التي نصت عليها مبادئ الحريات والحقوق في الدستور. ممثل دار الفتوى في كندا ورئيس أئمة مساجد البرتا الشيخ جمال حمود قال إن رئيس الوزراء الحالي جاستن تريدو يسير على خطى والده بيير تريدو في الاهتمام بقضايا المسلمين وبأنهم جزء حيوي ومفصلي من المجتمع الكندي . كما أشار إلى أن زيارة تريدو التي تمت قبل سنتين لاقت ترحيباً كبيراً من قبل المسلمين في منطقة البرتا بشكل خاص وكندا بشكل عام. واليوم حتى في نشوة النصر فقد أشار تريدو إلى وجود المسلمين في كندا موجهاً اهتماماً خاصاً للمرأة المسلمة وبأنها جزء من المكون الكندي المعروف بتعدد الأعراق والأديان. تاريخ مسجد الرشيد وبالعودة إلى الأصول التاريخية لمسجد الرشيد نجد أن السبب يعود إلى هجرة الجالية العربية وتحديداً اللبنانية في أواخر القرن ال 18 كما يذكر الشيخ جمال طالب وخاصة العوائل اللبنانية من منطقة البقاع في لبنان وأبرزهم درويش طه من بلدة خربت روحه وهو أحد مؤسسي الجمعية العربية الكندية التي سعت إلى جمع التبرعات لأجل بناء المسجد. وتشير الكتب التاريخية الكندية إلى أن سيدة لبنانية اسمها حلاوي حمدون وصلت إلى كندا في العام 1920 ولم يتجاوز عمرها آنذاك 16سنة ذهبت في العام 1931 إلى عمدة المدينة واسمه جون فراي مع مجموعة من النساء العربيات من الجمعية العربية الكندية للحصول على قطعة أرض لبناء المسجد وبعد أن تمكنوا من جمع التبرعات من المسلمين ومن غير المسلمين في المدينة طلبوا من المهندس الكندي أوكراني الأصل مايك دريوث أن يبني لهم مسجدا قائلات نريد مكاناً للصلاة . وقد كان الطراز القديم الذي بني فيه المسجد بذلك الوقت على طراز الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ولكن بمئذنتين. وتم افتتاح المسجد في 12 ديسمبر من العام 1938 وكان عدد المسلمين آنذاك 647 شخصاً من بين إجمالي 10070 كندياً يقطنون ادمنتون. المسجد بحلته الجديدة تزايد عدد المسلمين في منطقة البرتا بعدما توافد الكثير إثر الحرب العالمية الثانية في الفترة من 1946 - 1975 نتيجة الأحداث السياسية والعسكرية في المنطقة العربية وخاصة الحرب الأهلية اللبنانية التي ساهمت بشكل كبير بزيادة عدد المهاجرين اللبنانين إلى كندا فلم يعد المسجد القديم يستوعب العدد الكبير من المسلمين إضافة إلى زيادة احتياجاتهم وأبنائهم للمرافق التعليمية. كل هذه العوامل استدعت بناء مسجد أكبر يتلاءم واحتياجات المسلمين في البرتا وقد نقل البناء القديم إلى متحف أدمنتون كونه يمثل أول مسجد في كندا. بُني المسجد الجديد بجهود وتبرعات المسلمين في كندا إضافة إلى دعم بعض الدول العربية وخاصة جمعية الدعوة الإسلامية في ليبيا. وافتتح المسجد بحلته الجديدة في العام 1982 ليقدم خدماته إلى 20 ألف مسلم في ذلك الوقت. ويشير الشيخ جمال إلى أن ادمنتون وهي عاصمة البرتا فيها اليوم حوالي 100 ألف مسلم كما أن العاصمة الاقتصادية لالبرتا وهي كالغري تحتوي أكثر من 100 ألف مسلم وربما وصل العدد إلى ربع مليون مسلم في مقاطعة البرتا كلها على حد تقديره. برلمان مسلمي كندا يوضح الشيخ جمال حمود أن مسجد الرشيد يمثل برلماناً لمسلمي كندا بشكل عام ولمسلمي البرتا بشكل خاص ففيه الكثير من المؤسسات التي تعنى بشؤون المسلمين وتقف على متطلباتهم واحتياجاتهم في مناحي الحياة المختلفة كما أنه يمثل اللبنة الأولى لوجودهم في كندا حيث إنه أول مسجد للمسلمين في قارة أمريكا الشمالية.