بلدية الجزائر الوسطى مطالبة بالتدخّل العاجل عمارات حي (الإخوة بليلي) على وشك الانهيار فوق رؤوس سكّانها! تنتظر عشرات العائلات الساكنة في البيوت الهشّة والأقبية والأسطح في العاصمة استكمال عملية الترحيل التي جمّدت مؤخّرا ومنها العائلات الساكنة في شارع (الإخوة بليلي) التابعة لبلدية الجزائر الوسطى حيث تنتظر بشغف ترحيلها إلى سكنات لائقة خلال العملية المقبلة بهدف إنقاذها من الموت تحت الأنقاض بفعل التدهوّر الكبير الذي لحق بسكناتها. كشف محدثونا أن سكناتهم قابلة للانهيار في أيّ لحظة سواء في فصل الشتاء أو الصيف نتيجة ما آلت إليه من تدهوّر وبات البقاء فيها بمثابة انتحار. وأردف محدثونا أنه في الآونة الأخيرة أجبرت العائلات على قضاء ليالي بيضاء بفعل تسرّبات مياه الأمطار من الثقوب المتواجدة على مستوى أسقف البنايات وبين الجدران المتصدّعة نتيجة التدهوّر الذي لحق بها ناهيك عن الرطوبة العالية التي تعرفها هذه البيوت التي نتج عنها إصابة معظم العائلات بأزمات صحّية معقّدة خصوصا الحساسية والربو وكان ضحايا هذا الوضع الكارثي بالدرجة الأولى الأطفال الأبرياء الذين تعرّضوا لأمراض مزدوجة صحّية ونفسية. وقد أكّدت إحدى القاطنات من خلال تصريحاتها أن إحدى بناتها تعرّضت لأزمة صحّية ونفسية حادّة بسبب الوضع ممّا أدّى إلى عرضها على أخصّائي نفساني بعدما لاحظت حالة الانطواء والاكتئاب التي لازمتها خصوصا بعد تراجع مستواها الدراسي لأن الظروف التي حضّرت فيها كانت غير ملائمة تماما خاصّة بعد تساقط أجزاء من الأسقف والجدران بالبناية التي أحدثت هلعا وخوفا كبيرين وتقول الوالدة إنه من يومها لاحظت عائلتها تغيّر طباعها والتزامها الصمت وأرجعت تدهوّر حالة ابنتها إلى التدهوّر الحاصل في البناية وأضافت كيف تكون نفسية وحالة الأبناء في ظلّ الخوف والرعب الذي يلازمهم خاصّة بعد حلول فصل الشتاء؟ ناهيك عن أن ظروف الحياة منعدمة بسبب اهتراء البيوت دون أن تشفق على حالها أيّ جهة معنية فبالرغم من الانهيارات الجزئية التي تتعرّض لها هذه السكنات إلاّ أن السلطات تقابل ذلك بالتجاهل في العديد من المناسبات ولم تلق آذانا صاغية إلى غاية كتابة هذه الأسطر. وحسب السكان فإنه رغم تصنيف البناية ضمن الخانة الحمراء ومطالبة رجال الحماية المدنية بإخلائها في حال تدخّلها في أيّ طارئ إلاّ أن السلطات ضربت الخطر المحدق بالسكّان عرض الحائط كما لو كان الموضوع في غير صلاحياتها. وفي ذات السياق عبّر بعض القاطنين في منطقة باب جديد عن امتعاضهم واستيائهم الشديدين نتيجة جملة المشاكل اليومية مع انسداد قنوات الصرف الصحّي من حين إلى آخر ما ساهم في انتشار الروائح الكريهة وزادت الأمور تعقيدا ناهيك عن الانقطاعات المتكرّرة للكهرباء التي بات هاجسا مقلقا للعائلات سيّما في الأيّام الأخيرة. وتساءل السكان لماذا تنتهج السلطات سياسة التجاهل اتجاه انشغالاتهم ومشاكلهم ومدى الخطر المحدق بهم منذ سنوات من دون أن تعجّل بترحيلهم إلى سكنات لائقة تحميهم من الموت تحت الأنقاض؟ وأمام هذه الأوضاع المتردّية جدّد هؤلاء مطالبهم للسلطات المحلّية والعليا في البلاد بإنصافهم ومنحهم سكنات ملائمة حتى يتمكّنوا من العيش في سلام كباقي المواطنين الجزائريين.