تنتظر 10 عائلات قاطنة بنهج وريدة مداد ببلدية القصبة واحدة منها تقطن في السطح منذ 50 سنة بشغف ترحيلها إلى سكنات لائقة خلال الكوطة المبرمجة، وعليه عبر هؤلاء عن تذمرهم الشديد من سياسة التهميش واللامبالاة المنتهجة من قبل السلطات المحلية -على حد تعبيرهم- خاصة وأن السكنات الهشة تتدهور حالتها يوم بعد يوم سيما خلال الأشهر الأخيرة. كشف محدثونا أن سكناتهم قابلة للانهيار في أية لحظة، سواء في فصل الشتاء أو الصيف نتيجة ما آلت إليه من تدهور وبات البقاء فيها بمثابة الكابوس أو الشبح الأسود، وأردف محدثونا أن في الآونة الأخيرة أجبرت العائلات على قضاء ليالي بيضاء بفعل تسربات مياه الأمطار من الثقوب المتواجدة على مستوى أسقف البنايات، وبين الجدران المتصدعة نتيجة التدهور الذي لحق بها، ناهيك عن الرطوبة العالية التي تعرفها هذه البيوت التي نتج عنها إصابة معظم العائلات بأزمات صحية معقدة خصوصا الحساسية والربو، وكان ضحايا هذا الوضع الكارثي بالدرجة الأولى هم الأطفال الأبرياء الذين تعرضوا لأمراض مزدوجة صحية ونفسية، وقد أكد أحد القاطنين من خلال تصريحاته أن أحد أبنائه البالغ عمره 16 سنة تعرض إلى حالة نفسية حادة بسبب الوضع مما أدى إلى عرضه على أخصائي نفساني بعدما لاحظ هذا الأخير حالة الانطواء والاكتئاب التي لازمت ابنه مباشرة بعد النتائج السلبية التي تحصل عليها في الدراسة خصوصا وأن الظروف التي حضر فيها كانت غير ملائمة تماما خاصة بعد تساقط أجزاء من الأسقف والجدران بالبناية التي أحدثت هلعا وخوفا كبيرين، يقول الوالد من يومها لاحظت عائلته بتغير طباعه والتزامه الصمت وعدم مخالطته لإقرانه كما كان في السابق، وأرجعت عائلة الطفل تدهور حالة ابنها وانحراف باقي أبناء العائلات المقيمة بذات النهج إلى المسؤولين الذين تنصلوا من مسؤولياتهم إزاء طلباتهم وانشغالاتهم فشروط الحياة منعدمة بسبب اهتراء البيوت الشبيهة -حسبهم- بالزنزانات لتتحول مع مرور الوقت إلى هاجس يؤرق حياتهم والمعاناة اليومية التي يحيونها مردها إلى السلطات المحلية -حسبهم- ،حيث لم تكلف نفسها التنقل إلى مقر سكناتهم والوقوف على حجم الظروف القاسية، داخل زنزانات دون أن يشفق على حالها أية جهة معنية رغم الكتابات والشكوى المقدمة في عدة مرات، إلا أنها لم تلق أذان صاغية إلى غاية كتابة هذه الأسطر. وحسبهم أنه رغم تصنيف البناية ضمن الخانة الحمراء ومطالبة رجال الحماية المدنية بإخلائها في حالة تدخلها في أي طارئ، إلا أن السلطات ضربت الخطر المحدق بالسكان عرض الحائط كما لو كان الموضوع في غير صلاحياتها. وفي ذات السياق عبر بعض القاطنين بنهج وريدة مداد عن امتعاضهم واستيائهم الشديدين نتيجة جملة المشاكل اليومية، مع انسداد قنوات الصرف الصحي، من حين لآخر ما ساهم في انتشار الروائح الكريهة، وزاد الأمور تعقيدا ناهيك عن الانقطاعات المتكررة للكهرباء التي بات هاجسا مقلقا للعائلات سيما في شهر رمضان الفضيل. وتتساءل العائلات لماذا تنتهج السلطات سياسة التجاهل اتجاه انشغالاتهم ومشاكلهم ومدى الخطر المحدق بهم منذ أزيد من 50 سنة دون أن تتعجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحميهم من الموت تحت الأنقاض وأمام هذه الأوضاع المتردية جدد هؤلاء مطالبهم للسلطات المحلية والعليا في البلاد بإنصافهم ومنحهم سكنات ملائمة حتى يتمكنوا من العيش في سلام كباقي المواطنين الجزائريين.