يمزحون بها غير مدركين لعواقبها ألقاب غريبة تنتشر في أوساط الشباب * الدين الإسلامي ينهى عن التنابز بالألقاب جعل الله تعالى لكل مخلوق على الأرض حقوقا وواجبات يعيش بها منذ أن يولد إلى أن يتوفى ومن أهم حقوق الطفل على والديه اختيار اسم له يتسمى به طول حياته لذلك لابد أن يكون ذاك الاسم مقبولا لا يشكل أية مشاكل لصاحبه عندما يكبر ولكن ورغم ذلك أصبح العديد من الشباب اليوم يطلقون ألقابا على بعضهم البعض غريبة جدا لدرجة أن يطلق اسم بعض الأشياء والأكلات على الأشخاص. عتيقة مغوفل المتجول في شوارع العاصمة يسمع الكثير من الأسماء الغريبة وألقاب عجيبة بين الشباب والمثير في الأمر أن تلك الألقاب يطلقها الشباب على بعضهم البعض تحت اسم الموضة والعصرنة حيث وصل الأمر إلى التنابز بالألقاب وإطلاق أسماء جارحة تكون في أغلب الأحيان مخلة بالآداب العامة وهي ألقاب يطلقها البعض على أناس غير مبالين بمشاعرهم وما قد تسببه لهم من إحراج إلا أن الغريب في الأمر أن هذه الألقاب تطلق على أفراد في مرحلة معينة غالبا ما تكون في فترة المراهقة أو الشباب الأولى وتبقى ملازمة لهم طوال حياتهم. لقّب في حيّه ب الزفينفة أحيانا من عبارة قد يتلفظ بها الشخص يستغلها الانتهازيون ليجعلونها لقبا أو اسما يسمى به صاحبها ومن بين الأشخاص الذين أطلق عليهم شلة أصحابهم لقبا أمين البالغ من العمر 22 سنة هذا الأخير يلقب ب زفينفة سمعنا أحدهم يناديه بهذا الاسم فأردنا أن نعرف السبب فتقربنا منه بحجة سؤاله عن عنوان معين في أحد الشوارع وبعض حديث جمعنا به سألناه لماذا يناديه أصحابه ب الزفينفة فاحمرت وجنتاه من الخجل ثم ابتسم ورد علينا ضاحكا وهو يقول: في يوم من الأيام بينما كنت جالسا مع رفاقي في الحي طلب مني أحدهم أن أقرضه بعض المال فلم أكن أحمل أي فلس في جيبي فأجبته حينها قائلا: لا مال عندي فأنا زفينفة ولكن ومع أن هذه العبارة مستعملة كثيرا من طرف الشباب إلا أن أصدقائي أضحكتهم كثيرا وأصبحوا يطلقون علي لقب أمين الزفينفة وأصبحوا ينادونني به في الشارع أو حتى عند مناداتي من تحت شرفة البيت كنت أقبل الأمر في البداية من باب الدعابة ولكن الآن أصبحت لا أطيق هذه التسمية وأصبحت أكرهها لأن والدي يطلب مني في كل مرة أن لا أترك أي أحد يناديني بهذا اللقب لأنه سيلتصق بي إلى أن أكبر وأصبح شيخا . رغم أنه ذكر... ينادونه ب حدّة بعد أمين قابلنا محمد هو الآخر شاب يبلغ من العمر 19 سنة رغم أنه ذكر سمّي على اسم سيدنا محمد أشرف خلق الله إلا أن هذا الأخير أطلق عليه اسم امرأة وكني ب حدة وهو أمر يؤرقه كثيرا فيؤكد على أن الأمر لا يتوقف عند اسم يطلق على إنسان كاسم حدة الذي أطلق عليه بسبب مجالسته للنساء كثيرا في البيت والسبب أنه كان يحب الجلوس كثيرا مع عماته وجدته ليشاركهن الحديث إلا أن إخوته الصغار نقلو الاسم إلى أصدقائه في الشارع فتداولوه بينهم وأصبحوا ينادونه حدة وشيع الاسم عليه في كامل الحي وهو ما جعله يصاب بنوبة غضب كبيرة كلما يسمع هذا الاسم وقد أخبرنا أن أي خطأ صغير مهما كان نوعه سيكلف صاحبه الكثير. السلوفي و السوداني ألقاب أخرى وأضاف أنه يعرف العديد من الأشخاص نعتوا بأسماء جراء خلقتهم كإطلاق اسم السوداني على أحد معارفه كونه داكن البشرة و سلوفي كونه نحيفا ويجري بسرعة كبيرة على غرار أسماء أخرى كالشادي لأنه يتصرف مثل القرد. وفي ختام حديثه معنا أكد محمد أن الألقاب الغريبة انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة وغايتها التقليل من قيمة الأشخاص والحط من كرامتهم بالإضافة إلى كونها قد تطمس شخصيتهم الحقيقية وتلغيها في أغلب الأحيان مضيفا أن هذه الآفة تؤثر بشكل ملحوظ على الملقبين بمثل هذه الأسماء فهم يرفضون البتة أن يلقبوا بأسماء غير أسمائهم ويغضبون عند مناداتهم بها مما قد يتسبب في نشر الغل والحقد داخل المجتمع وبين الأشخاص خاصة أن هذه الألقاب تبقى ملازمة لهم طيلة حياتهم حتى لو غيروا أماكان إقامتهم. الإسلام يحرم التنابز بالألقاب بعد الشهادات التي سمعناها أردنا أن نعرف رأي الشرع في التنابز بالألقاب فربطت أخبار اليوم اتصالا هاتفيا بالشيخ أمين ناصري إمام مسجد الفتح بالشرافة أكد لنا هذا الأخير أن الإسلام يحرم التنابز بالألقاب وذلك مصداقا لقوله تعالى في القرآن الكريم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ومعنى الآية حسب علماء الدين أنه لا يجب أن يعيب بعضكم البعض وألا تتداعوا بالألقاب المستكرهة لما فيها من احتقار لهذا الشخص واستهزاء له وسخرية منه وأن هذه الظاهرة راجعة بالأساس إلى بعد شباب اليوم عن تعاليم الدين الحنيف وتأثره بكل ما يصدر من البلاد الأجنبية صالحا كان أم طالحا.