لقد نزل التشريع الإسلامي بتحريم الزنا في القرآن الكريم والسنة النبوية منذ 1400 عام فقال الله تعالى في كتابه: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) [الإسراء:32]. وقال جل ذكره: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) [النور:30]. فالدين الحنيف حرم الزنا تحريما قاطعا ونهى عن الاقتراب من المواضع التي تؤدي إلى الوقوع في هذا الآثم كالخلوة وخروج المرأة متبرجة وخضوعها في القول وكل الأسباب والوسائل التي تؤدي إليه والتي تعد مقدمات للوقوع في الزنا. الحكمة من تحريم الزنا الزنا من أعظم الكبائر التي حرمها الله سبحانه وتعالى بعد الشرك بالله وقتل النفس وذلك لما فيه من ضياع الأنساب وتفشى الفحشاء في المجتمع المسلم وانتهاك حرمات الله وسبب للعداوة والبغضاء بين الناس والتفكك الأسري والإصابة بالأمراض الخطيرة لتفشي الرذيلة حرم الله الزنا لأنه يتنافى مع الطبيعة الإنسانية والفطرة السليمة لأن الشريعة الإسلامية جاءت لجلب المصالح ودرء المفاسد والحفاظ على الدين والنفس والعرض ولذلك حرم الله الزنا وأمر المسلمين بحفظ الفرج من الزنا وغض البصر والبعد عن الأسباب المؤدية إليه التي قد تحرك كوامن الشهوة وتثير الفتنة والمعاصى. جعل الله سبحانه وتعالى ترك الزنا أحد شروط البيعة على الإسلام فقال جل من قائل: (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم [الممتحنة:12]. أدلة تحريم الزنا من القرآن الكريم والسنة النبوية قال تعالى والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما (68) يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا (69) إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما). وقال تعالى: (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن). كذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث النبوية الشريفة في تحريم الزنا والتي تبين لماذا حرم الله الزنا نذكر منها: قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. رواه البخاري ومسلم. ومن ذلك أيضا ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب عند الله أكبر ؟ قال: (أن تجعل لله ندا وهو خلقك). قلت: ثم أي ؟ قال: (أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك) قلت: ثم أي ؟ قال: (أن تزاني بحليلة جارك). متفق عليه. وعن أبي أمامة: أن فتى شابا أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنى فأقبل عليه القوم فزجروه وقالوا: مه مه فقال: ادنه فدنا منه قريبا فجلس فقال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال أفتحبه لخالتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال: فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. رواه أحمد وصححه الألباني والأرناؤوط.