إعداد: كريم مادي لا حديث يعلو هذه الأيام على الداربي العاصمي بين الجارين المولودية والاتحاد والذي سيجمع الفريقين غدا الثلاثاء بداية من الساعة السادسة مساء بملعب 5 جويلية ضمن تسوية رزنامة الرابطة المحترفة الأولى كان قد تأجل إلى تاريخ يوم غد بسبب ارتباطات فريق الاتحاد بدوري أبطال إفريقيا والذي خسره أمام نادي تي بي مازامبي الكونغولي ذهابا وإيابا. ونظرا لأهمية هاته المواجهة ارتأينا أن نغص في أعماق تاريخ مباريات الفريقين ونقدم لكم أهم المباريات التي جمعت الفريقين معا وهذا في جزئين الجزء الأول بين يديك على أن نقدم لكم الجزء الثاني في عدد يوم غد بإذن الله تعالى. 7 أوت 1921 الموافق للمولد النبوي الشريف تأسيس فريق المولودية في يوم 7 أوت 1921 الموافق ل12 ربيع الأول 1339 اجتمع عوف رفقة أصدقائه من حي القصبة العتيق وباب الوادي أمام مقهى ياحي ليختاروا اسم وألوان النادي الجديد وقاموا باقتراح العديد من الأسماء على غرار: (البرق الرياضي الجزائري الهلال الجزائري النجم الرياضي الشبيبة الرياضية ...) وقد وجدوا صعوبة في اختيار الاسم المناسب وفي لحظة لم يتوقعها أحد صعد صوت من داخل المقهى من شخص مجهول مناديا: ( مولودية ! ) (نسبة للمولد النبوي الشريف الموافق لذلك اليوم) وهي التسمية التي لقيت تجاوب هؤلاء الشبان ليتم الاتفاق على تسمية الفريق (المولودية الشعبية الجزائرية) واختيار ألوان العلم الوطني كألوان رسمية للفريق وهي الأخضر والذي يرمز للأمل إضافة لكونه اللون الرمزي للإسلام أما اللون الأحمر فهو يمثل حب الوطن والتضحية من أجله. قضى عبد الرحمن عوف الليلة لجمع الوثائق اللازمة لتأسيس النادي رسميا: تأسيس الجمعية الرياضية تحضير الإمكانيات اللازمة (المادية والمالية) اختيار ملعب للفريق ومقره الخاص وقد لقي كل المساندة والتشجيع من طرف أصدقائه لتحقيق حلمه فانتقل لمقر الولاية لدفع الملف والحصول على الموافقة الرسمية لتأسيس النادي فتم رفض طلبه جملة وتفصيلا وقد كانت حجة الإدارة أنه لا يمكنه تأسيس جمعية لأنه لم يبلغ سن الراشد بعد كونه كان يبلغ من العمر 19 سنة. بالرغم من رفض السلطات الاستعمارية قبول طلب تأسيس فريق المولودية إلا أن المرحوم عوف لم يفقد الأمل فقام بتزوير الوثائق وانتحل هوية زوج عمته (عبد المالك وقد تم استدعاؤه مرتين من طرف الولاية بهدف إلغاء ملفه المتمثل في تأسيس ناد رياضي مسلم إلا أنه تمكن من تجاوز كل أسئلتهم المخادعة ففي الاستداء الأول قاموا بسؤاله عن هدف إنشاء هذا الفريق؟ فأجاب أنه يهدف لتدريب وتحضير الشبان للخدمة العسكرية وفي الاستدعاء الثاني سألوه عن سبب اختياره اللونين الأخضر والأحمر وإلى ماذا ترمز؟ فأجاب مباشرة: الأخضر يرمز للجنة والأحمر للنار أما الأسئلة الأخرى فكانت شكلية وتمكن من تجاوزها كلية لتتم المصادقة رسميا على تأسيس فريق مولودية الجزائر الذي اتخذ كشعار له النجمة والهلال. الأحد 7 جوان 1936 أحداث لقاء حجوط والمولودية مهدت لميلاد فريق الاتحاد في ذات يوم الأحد 7 جوان 1936 جمعت مباراة حاسمة بين المولودية الشعبية الجزائرية وأولمبيك مارينغو (حجوط حاليا) في ملعب العفرون البلدي لتحديد الصاعد للقسم الأول بعد نهاية اللقاءين السابقين بين الفريقين بالتعادل 1-1 في ملعب الحراش ليتم برمجة مباراة ثالثة بين الفريقين بالعفرون في أجواء مشحونة وحضور قياسي من المعمّرين في مدرجات الملعب إضافة للانحياز الفاضح للحكم الفرنسي تودوري إلا أن العميد تمكن من الفوز بالمباراة بنتيجة 2-1 وبعد صافرة الحكم النهائية قامت الجماهير باجتياح أرضية الميدان والإعتداء على كل جزائري وجدوه أمامهم رفقة لاعبي و مسيّري الفريق الخصم في أحداث كادت تودي بحياة لاعبي المولودية حيث دخل البعض منهم المستشفى بعد تعرّضهم لإصابات بالغة هذه الأحداث كانت الشرارة لتأسيس الغريم التقليدي حيث توصلوا إلى قرار مفاده أن المولودية لا يمكنها تمثيل العاصمة لوحدها أمام فرق الكولون و في ذات يوم 5 جويلية 1937 تأسس رسميا نادي الاتحاد الرياضي المسلم الجزائري الذي اتخذ الأحمر والأسود كألوان رسمية له. ثلاث سنوات بعد تأسيس الاتحاد قرعة الكأس الجهوية تضع الاتحاد المولودية وجها لوجه ثلاث سنوات فقط بعد تأسيس الاتحاد أوقعته قرعة الكأس الجهوية في مواجهة العميد في أول لقاء رسمي بين الفريقين بتاريخ 14 نوفمبر 1940 بملعب سانت اوجان (بولوغين حاليا) مباراة عرفت فوز العميد بنتيجة 4-1 سجل منها حاحاد ثنائية فيما سجل قاسي وعبدون الهدفين الأخيرين ولم ينتظر الجزائريون كثيرا لرؤية الفريقين الجارين وجها لوجه مجددا لأنه بتاريخ 4 جانفي 1948 أوقعتهما القرعة مجددا وجها لوجه ولكن هذه المرة في الدور ربع النهائي لكأس الجزائر (فوركوني) و هي المباراة التي عرفت تنافسا كبيرا بين الفريقين حيث كان الملعب البلدي لرويسو مسرحا لها (20 أوت حاليا) أمام جمهور قياسي حيث عرف الشوط الأول ندية كبيرة وانتهى بالتعادل السلبي مباشرة بعد بداية الشوط الثاني تمكن مهاجم العميد عمر حاحاد من افتتاح باب التسجيل ليضيف المهداوي الهدف الثاني و يهدي ثاني فوز للمولودية على الاتحاد ويواصل الفريق طريقه نحو النهائي ليفوز باللقب على حساب الجار الفرنسي (آ.س.سانت أوجان). سنة من بعد الفريقان يصطدمان من جديد في كأس الجزائر سنة بعد ذلك أوقعت القرعة من جديد الفريقين الجارين في ثمن نهائي كأس الجزائر بتاريخ 4 ديسمبر 1949 وقد كان الملعب البلدي (20 أوت) مسرحا لأكبر نتيجة في تاريخ الداربي حيث قهر العميد جاره الاتحاد بخماسية مقابل هدف وحيد وقد أنهت المولودية المباراة في شوطها الأول بتسجيل ثلاثية من توقيع خليل بنور وعازف و بعد انطلاق الشوط الثاني بدقائق يعود عازف من جديد ويضيف الهدف الرابع وقبل نهاية اللقاء تمكن دريش من إضافة الهدف الخامس لفريقه قبل أن يحفظ زواوي ماء وجه الاتحاد بتسجيل هدف الشرف في الوقت بدل الضائع. الفريقان إبان الثورة التحريرية الفريقان قدما 140 شهيدا استقلت الجزائر أخيرا بعد احتلال دام 132 سنة وحربا دامية دامت سبع سنوات أخذت أرواح أكثر من مليون و نصف مليون جزائري بما فيها أكثر من 140 شهيدا قدمها الناديان قربانا ثمنا للحرية وهكذا عادت المنافسة الرياضية بعد توقف دام 6 سنوات كاملة وقفت فيها كل الأندية المسلمة جميع نشاطاتها الرياضية. ما بعد الاستقلال الاتحاد يهزم المولودية ويتوّج بأول لقب وطني ثلاثة أشهر فقط بعد استقلال الجزائر انطلقت المنافسة الكروية بعدما تأسست أول وزارة للرياضة وأول اتحادية لكرة القدم حيث قسمت جميع الأندية الجزائرية على شكل مجموعات جهوية على أن يتأهل رواد كل البطولات إلى بطولة تصفوية قبل التأهل لدورة اللقب وقد وقعت المولودية والاتحاد في مجموعتين مختلفتين إلا أنهما تأهلا كرائدين لمجموعتيهما ليلتقيا في البطولة الوسطى المؤهلة لدورة اللقب حيث التقيا بتاريخ 9 جوان 1969 بملعب 20 أوت 1955 وهو اللقاء الذي عرف أول فوز للاتحاد على المولودية بنتيجة 2-1 بعدما افتتحت المولودية باب التسجيل عن طريق العقون قبل أن يقلب الغريم النتيجة ويسجل هدفين قبل نهاية الشوط الأول عن طريق مزياني وربيح. هذا الفوز منح الاتحاد لقب بطل العاصمة ليتأهل الفريقان معا إلى دورة اللقب كصاحبي المركزين الأولين ويواصلان طريقهما نحو النهائي الذي جمع بينهما في 16 جوان 1963 بملعب 20 أوت لتحديد بطل الجزائر و هو اللقاء الذي عرف تنافسا شديدا في شوطه الأول الذي انتهى بنتيجة التعادل السلبي 0-0 بداية الشوط الثاني عرفت نفس السيناريو حيث عجز الفريقان عن الوصول إلى مرمى الخصم قبل أن يسجل بن تيفور الهدف الأول للاتحاد في الدقيقة 60 وبعد أقل من ربع ساعة أضاف زميله ربيح هدفا آخر وبينما كانت المولودية تضغط لتسجيل هدف التقليص أطلق برناوي رصاصة الرحمة بتسجيله الهدف الثالث بعد هجمة معاكسة ليعلن بذلك الاتحاد أول بطل في تاريخ الجزائر المستقلة. فترة الستينات سيطرة للمولودية بعد آخر لقاء بين الفريقين في نهائي البطولة وفوز الاتحاد بنتيجة 3-0 لم تنتظر المولودية كثيرا لرد الدين بفضل عواج لموي ولوصيف لتفوز المولودية 3-0 في ذهاب موسم 1963 / 1964 بينما انتهى لقاء العودة بالتعادل السلبي الذي طغى على لقائي البطولة في الموسم الموالي الذي عرف سقوط الفريقين للقسم الثاني حيث احتل الاتحاد المرتبة الأخيرة بينما أسقطت المولودية بعقوبة بسبب أحداث شغب في أحد لقاءات البطولة بعدما كانت رائدة للترتيب أول لقاء بين الفريقين في قسم الثاني عرف فوز الاتحاد بنتيجة 2-1 بينما فازت المولودية ب 3 - 1 في لقاء العودة و هو الأمر نفسه الذي حدث في الموسم الموالي فوز كل فريق بلقاء وهو الموسم الذي عرفت فيه المولودية الصعود آخر موسمين بين الفريقين عرفا فوز العميد ذهابا وغيابا مرتين متتاليتين. عشرية السبعينيات المولودية يتوّج مرتين بالكأس على حساب الاتحاد انتهت عشرية الستينات ودخلت عشرية جديدة ولم تتمكن المولودية من الفوز بأي لقب بينما فازت الفرق العاصمية الأخرى بالألقاب على غرار نصر حسين داي اتحاد العاصمة أو شباب بلوزداد بجيله الذهبي للستينات وهو ما جعل أنصارهم يسخرون من المولودية وأنصارها و خاصة أنصار الاتحاد ومقولتهم الشهيرة: (من عام شارلو ما ديتو والو) بمعنى أن المولودية ومنذ فترة الاحتلال وفي نهاية موسم 1971 تأهلت المولودية إلى نهائي كأس الجمهورية لتواجه غريمها في نهائي لرد الإعتبار فبالنسبة للاتحاد كان التحدي لإنهاء نحس اسمه المباراة النهائية أما المولودية فكان هدفها الفوز بأول لقب لها بعد الاستقلال في الذكرى 50 لتأسيسها وقد دخل العميد المباراة بقوة فسجل بطروني الهدف الأول بعد 5 دقائق فقط من بداية اللقاء ليضيف زميله باشي الهدف الثاني في الدقيقة 36 لتستمر المباراة على حالها حتى النهاية و تتوّج المولودية بأول ألقابها في كأس الجمهورية على حساب الاتحاد الذي تواصلت سلسلة الهزائم المتتالية في النهائي. موسمين بعد ذلك إلتقى الفريقان مجددا في نهائي كأس الجمهورية المشوق الذي كان ملعب 5 جويلية 1962 مسرحا له لأول مرة في تاريخ الداربي وقد عرف تسجيل 6 أهداف كاملة حيث افتتح الاتحاد مجال التهديف عن طريق عطوي في بداية الشوط الأول قبل أن يعدل باشي النتيجة دقائق بعد ذلك لتنتهي المباراة بالتعادل وبنتقل الفريقان للعب الأشواط الإضافية التي عرفت دخول الحارس كاوة من جانب المولودية كلاعب ميدان ليسجل هذا الأخير هدف التقدم الذي أتبعته المولودية بهدفين آخرين عن طريق بوسري و بطروني قبل أن يسجل عطوي هدفه الثاني في الدقيقة الأخيرة من اللقاء و يفوز العميد بثاني كأس له على التوالي ضد الاتحاد الذي واصل سلسلة هزائمه المتتالية في النهائيات باقي مباريات مرحلة السبعينات كانت متكافئة النتائج وانتصار كل فريق بفارق هدف ما عدا انتصار المولودية 3-0 سنة 1974. مرحلة الثمانينات سيطرة مطلقة للعميد عرفت عشرية الثمانينات سيطرة مطلقة للمولودية التي لم تنهزم إلا بلقاء واحد فقط سنة 1983 أما باقي اللقاءات فقد كانت إما انتصارات للمولودية أو انتهت بالتعادل إضافة لالتقاء الفريقين 3 مرات في كأس الجمهورية تأهلت فيها المولودية كلها بداية باللقاء التاريخي سنة 1982 و الذي عرف أكبر نتيجة في تاريخ الداربي بالتعادل 4-4 لتتأهل المولودية للدور نصف النهائي بضربات الترجيح أما المباراتين الأخيرتين فقد فاز بهما العميد بنتيجة 1-0 بعد نهاية موسم 1984 / 1985 بسقوط المولودية قام أنصار الاتحاد بتعليق راية عملاقة في باب الوادي كتب عليها: (مرحبا بكم في الجهوي !) وهو الترحيب الذي لاقاه العميد بصدر رحب ليقهر غريمه في مباراة الذهاب أمام أكثر من 60 ألف مناصر بنتيجة 4-1. ... يتبع