وسط مخاوف من وقوعهم ضحية (أعمال انتقامية) *** يتعرّض جزائريو ألمانيا خلال الفترة الأخيرة لهجوم شعبي شرس على خلفية اتّهامات رسمية لهم بالمشاركة في أعمال عنف واغتصاب جماعي في كولونيا ليلة رأس السنة فيما زعمت الشرطة الاتحادية في ألمانيا أن نسبة كبيرة من المشتبه في ارتكابهم جرائم سرقات حقائب يدوية وسفر في محطات القطارات ينحدرون من الجزائر هذه الاتّهامات والأحداث وصفها الوزير الأول عبد المالك سلاّل بغير المقبولة. يعيش الجزائريون في ألمانيا وضعية حرجة بفعل تزايد الضغوط الرسمية والشعبية عليهم وسط مخاوف من وقوع أعمال انتقامية ضد المهاجرين على خلفية استغلال أطراف حاقدة على المسلمين لحادثة كولونيا للمطالبة بطرد اللاّجئين. وأثبتت التحرّيات التي باشرتها السلطات الألمانية بعد تعرّض العديد من النّساء الألمانيات لتحرّشات واعتداءات جنسية عشية الاحتفال برأس السنة تورّط عدد من المهاجرين في القضية أغلبهم مغاربة في حين زعمت تورّط 9 جزائريين في القضية التي زلزلت الرأي العام الألماني. وأكّد وزير الداخلية للدولة الإقليمية شمال الراين وستفاليا رالف جاغر لمجلة (20 دقيقة) أن (أغلب المتورّطين في القضية الأخلاقية التي طالت أزيد من 500 ضحية عشية الاحتفال برأس السنة الميلادية مؤخّرا هم مهاجرون ينحدرون من شمال إفريقيا تمّ تحديد هوية 14 من 19 متّهما في القضية وهم من أصول مغربية وجزائرية في حين يتواجد أربعة منهم رهن الحبس الاحتياطي). سرقة الحقائب.. تهمة أخرى تطال الجزائريين من جهة أخرى أعلنت الشرطة الاتحادية في ألمانيا أن نسبة كبيرة من المشتبه في ارتكابهم جرائم سرقات حقائب يدوية وسفر في محطات القطارات ينحدرون من شمال إفريقيا. وذكرت صحيفة (دي فيلت آم زونتاج) الألمانية -استنادا إلى بيانات الشرطة- أن الشرطة سجّلت العام الماضي 1399 شخص ينحدرون من دول شمال إفريقية للاشتباه في تورّطهم في جرائم سرقات. وأوضحت الصحيفة أن هذا العدد يشكّل نحو 46 بالمائة من إجمالي عدد المشتبه بهم في جرائم سرقات في محطات القطارات بألمانيا العام الماضي. وفي الإحصائية الشرطية للمشتبه في تورّطهم في هذه السرقات يحلّ الجزائريون في المرتبة الأولى يليهم المغاربة ثمّ الألمان بينما ارتكب سوريون جرائم سرقات أقلّ مقارنة بالجنسيات السابقة. وجاء في تقرير الصحيفة أنه من اللاّفت للانتباه زيادة عدد المشتبه في تورّطهم في هذه الجرائم من خمس من شمال إفريقيا وهي مصر والجزائر وليبيا والمغرب وتونس بنسبة حوالي 90 بالمائة مقارنة بعام 2014 كما ارتفع عدد الألمان المشتبه في تورّطهم في تلك السرقات بنسبة 5ر26 بالمائة مقارنة بعام 2014. ووفقا لتقرير لمكتب مكافحة الجريمة الاتحادي يعود تاريخه إلى نوفمبر الماضي ارتفعت نسبة الجريمة بين اللاّجئين بمتوسّط أدنى بوجه عامّ مقارنة بالارتفاع في أعداد المهاجرين. وفي هذا الصدد أوضح وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير أن البيانات المتاحة حاليا تشير إلى أن متوسّط أعداد اللاّجئين المتورّطين في جرائم لم يتغيّر مقارنة بمتوسّط أعداد مرتكبي الجرائم من السكّان المحلّيين. وأشار الوزير إلى أن هناك فئة من طالبي اللّجوء المنحدرين من دول معيّنة أكثر لفتا للانتباه في التورّط في مثل هذه الجرائم مقارنة بغيرهم موضّحا أن هذه الفئة لا تشمل اللاّجئين المنحدرين من سوريا أو العراق. ميركل تطالب بترحيل المرفوضين.. وسلاّل يردّ طلبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من نظيرها عبد المالك سلاّل سرعة أكبر في إعادة ترحيل الجزائريين الذين رفضت ألمانيا منحهم حقّ اللّجوء. وقالت ميركل خلال مؤتمر صحفي مع الوزير الأول عبد المالك سلاّل إن اتّفاقا يفترض أن ينظّم عودتهم إلى الجزائر موجود على الورق (لكن يجب أن يطبّق بالشكل المناسب). وتشكو السلطات الألمانية منذ زمن من عدم فعالية اتّفاق مع الحكومة الجزائرية منذ 1997 وأخذت المسألة بُعدا جديدا مع ارتفاع عدد الجزائريين والمغاربة الوافدين إلى ألمانيا مع مهاجرين آخرين لطلب اللّجوء أو الإقامة فيها بشكل غير مشروع إلى حدّ كبير نهاية العام الماضي. وقالت ميركل إن عددا أكبر من الجزائريين (دخلوا ألمانيا بصورة غير مشروعة) في الآونة الأخيرة مضيفة أنها اتّفقت مع نظيرها الجزائري على تعاون أفضل في هذا الخصوص بين البلدين خصوصا على الصعيد الأمني. ونوّهت المستشارة باتّفاق إعادة ترحيل الأجانب الذين رُفضت طلبات لجوئهم القائم مع الجزائر منذ 1997. بدوره قال الوزير الأول عبد المالك سلاّل إن الجزائر تحارب الإرهاب مؤكّدا أنه قبل إبعاد أيّ شخص إلى الجزائر (يجب بالطبع التأكّد من أنه جزائري) وأضاف أنه في حال تبيّن أن جزائريين شاركوا في أعمال العنف في كولونيا ليلة رأس السنة (يمكنني أن أؤكّد أنني كجزائري أعتبر ذلك غير مقبول).