حمل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بعنف أمام مؤتمر متابعة تطبيق معاهدة الحد من الانتشار النووي على الدول التي تملك السلاح النووي واتهمها بتهديد العالم بهذه الأسلحة. وسارعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى الرد على اتهامات الرئيس الإيراني التي وصفتها ب(الخاطئة والتي تدل على هذيان) في خطابها أمام المؤتمر. ويتوقع أن ترمي الأزمة النووية الإيرانية بثقلها على مناقشات هذا المؤتمر الذي يشارك فيه ممثلو نحو 150 بلدا. وتعتبر إيران اختبارا في هذا الإطار لأن حصولها على السلاح النووي يمكن أن يطلق سباقا على هذا السلاح في الشرق الأوسط برمته. وقالت كلينتون إن إيران هي البلد الوحيد الذي لا يفي حاليا بالتزاماته التي نصت عليها المعاهدة، مؤكدة أنها تواجه عزلة وضغوطا متنامية من جانب المجتمع الدولي. وسبق أن أصدر مجلس الأمن الدولي ثلاثة قرارات تتضمن عقوبات على إيران في محاولة لدفعها إلى التخلي عن تخصيب اليورانيوم، وتسعى الولاياتالمتحدة إلى استصدار قرار رابع. وتتهم الدول الغربيةإيران بالسعي إلى حيازة سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني، الأمر الذي تنفيه طهران. وقال أحمدي نجاد في خطابه: من المؤسف أن حكومة الولاياتالمتحدة لم تستخدم أسلحة نووية فحسب لكنها أيضا تواصل التهديد باستخدام مثل هذه الأسلحة ضد دول أخرى ولاسيما إيران. وشددت كلينتون على أن الرئيس باراك أوباما جعل من تقليص التهديد الناتج من الأسلحة والمواد النووية محورا مركزيا في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وطالب أحمدي نجاد بإنشاء مجموعة دولية مستقلة، تستمد سلطتها من المؤتمر. وقال إن على هذه المجموعة أن تحدد موعدا نهائيا لإزالة جميع الأسلحة النووية مع جدول زمني محدد. ومن جهته، حذر الرئيس الأمريكي من أن الدول التي لن تتخلى عن سعيها إلى امتلاك ترسانة نووية سيكون مصيرُها العزلة. واعتبر أوباما أن الدول التي تتجاهل التزاماتها ستجد نفسها أقل أمانا وأقل ازدهارا وأكثر عزلة، مبينا أنه الخيار الذي على الدول القيام به. وفي واشنطن، أعلن البنتاغون الإثنين أن الترسانة النووية الأمريكية اشتملت حتى نهاية سبتمبر 2009 على 5113 رأسا نوويا، كاشفا معلومات ظلت حتى الآن سرية. وأوضحت وزارة الدفاع في بيان أن هذا العدد الذي يشمل الأسلحة التي تم أو لم يتم نشرها وتلك الاستراتيجية وغير الاستراتيجية يشكل تقليصا نسبته 84 في المئة مقارنة بالترسانة القصوى (31 ألفا و255 رأسا) مع نهاية العام 1967. أما الأسلحة التكتيكية التي شملها الإحصاء فقد تراجعت بنسبة تسعين في المئة بين 1991 و2009، لكن عددها الفعلي يبقى سريا. وفي المقابل، لا تشمل الترسانة النووية الأمريكية الأسلحة التي تم سحبها من التداول وهي على طريق الإزالة. ولفت البنتاغون إلى أنه بين 1994 و2009، عمدت الولاياتالمتحدة إلى تفكيك 8748 رأسا نوويا، مؤكدا أن آلافا عدة من الأسلحة النووية الإضافية هي في طريقها إلى التفكيك. ويبدو أن الأرقام التي كشفها البنتاغون تتطابق مع تقديرات خبراء نزع السلاح الذين قدروا ترسانة الولاياتالمتحدة بنحو تسعة آلاف رأس نووي.