رغم نداءات أئمة المساجد والمنتشرة عبر ولايات الوطن بصفة عامة وفي بلديات ال28 لولاية تيبازة الموجهة للشباب المحتج بضرورة التحلي بالهدوء والتعقل والسكينة وحل المشاكل بعقلانية، إلا أن الأوضاع لم تهدأ ببعض بلديات الولاية· ويستمر مسلسل العنف ليومه الخامس على التوالي· ففي بلدية الدواودة مثلا قام الشباب الطائش الذين تترواح أعمارهم مابين 18 و21 سنة بقطع الطريق مرة أخرى رقم 57 المؤدي إلى بلدية القليعة والجزائر العاصمة بالمتاريس وجذور الأشجار وإضرام النيران في العجلات المطاطية، وهي الأعمال المعتادة لدى المحتجين في غالب الأحيان، وإلى جانب هذا انتقل هؤلاء إلى وسط المدينة أين هاجم بعضهم مكتبة البلدية قصد تخريبها، حيث تعرضت إلى تدمير جزئي من الوسط الخارجي رغم أن المواجهات كانت عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين، هذا في الوقت الذي تشهد فيه بعض المؤسسات العمومية مثل مقر البلدية ومراكز البريد والمؤسسات التربوية تعزيزات أمنية مكثفة· وكما قاموا هؤلاء أيضا من مهاجمة بعض المطاعم والكافيتيريات المتواجدة على مستوى الطريق الوطني رقم 57، حيث استولوا على زجاجات المشروبات الغازية ورميها عمدا وسط الطرقات، بالإضافة إلى نزع وتخريب وحرق اللافتات الخاصة بإشارات المرور الموجودة على مستوى الطرقات الوطنية، هذا وقد كان هدف هؤلاء في الكثير من الأحيان تحطيم كل المحلات التجارية المنتشرة عبر أرجاء البلدية غير أن أصحابها قاموا بغلقها بعد صلاة المغرب وهي الظاهرة التي عمت جميع بلديات الولاية وهذا خوفا من أن يتكبدوا خسائر مادية كبيرة· وفي هذا السياق، لم يسلم أحد المحلات التجارية الكائن بحي 18 فيفري بالدواودة من عملية التخريب بعدما استولوا هؤلاء على كل ممتلكاته في ساعات متأخرة من الليل وبعد مغادرة رجال الأمن المكان· والجدير بالذكر أن سكان الحي الجديد استنكروا بشدة لهذه الأعمال التي هي حقيقة تخريب دون فائدة، -كما وصفوها أبناء الحي-· ولم يشارك أحد منهم في الحركات الاحتجاجية الماضية، رغم أنهم تأسفوا لهذه الزيادات غير المتوقعة في أسعار المواد الأساسية التي رفضوها تماما خصوصا وأنها لا تتماشى مع قدراتهم الشرائية، حيث احتجوا قولا وليس فعلا· كما أجبرتهم أعمال الشغب العزوف عن الخروج إلى الشارع خوفا من تحملهم أية مسؤولية رغم أن المحلات التجارية بقيت مفتوحة إلى ساعات متأخرة من الليل، ونشير أن هذه الأوضاع هي نفسها التي شهدتها مدن تيبازة مثل فوكة، القليعة وبواسماعيل، هذه الأخيرة التي قام فيها شلة من الشباب بغلق طريق سيدي جابر وتجريد المارين من كل ممتلكاتهم مع تحطيم مركباتهم، هذا مع محاولة تخريب بعض المؤسسات مثل مراكز البريد ومقر البلدية غير أن هذه الأعمال الهمجية صدتها القوات الأمنية التي طالت مواجهاتهم العنيفة مع الشباب الغاضب·