الحديث عن مستقبل المنتخب الوطني بات في خانة النسيان لأن كافة الجزائريين غير مقتنعين بالمستوى الهزيل الذي ظهرت به التشكيلة الوطنية في المباريات الودية والرسمية بعد مونديال جنوب إفريقيا والتي تسببت في تنحية الشيخ سعدان بطريقة مدروسة من طرف المعنيين· صحيح أن الناخب الجديد بن شيخة تحمل مسؤولية خلافة الشيخ سعدان في ظروف صعبة للغاية ولكن من الضروري عليه الاعتراف بإيجاد ميكانيزمات قصد تجاوز عقبة المنتخب المغربي في المواجهة الحاسمة المنتظر إقامتها نهاية شهر مارس المقبل· فبعد الوجه الشاحب الذي ظهر به زملاء زياني منذ عودتهم من مونديال جنوب إفريقيا، لا يزال المدرب عبد الحق بن شيخة يبحث عن الدواء للداء الذي ألم بالمنتخب الوطني، لكن يبدو أن هذا الدواء قد لا يعثر عليه في الأمد القريب طالما أن الواقع الحالي الذي يمر به المنتخب الوطني لا يبشر بالخير· لذا يستوجب على بن شيخة إحداث الدكليك وعدم العودة إلى الوراء والتحجج بأمور غير مقنعة، لأن بصراحة حان الوقت لإعادة النظر في العديد من الأمور قبل فوات الأوان ووضع ملحمة أم درمان في طيِّ النسيان لاسيما وأن الأموال التي سخرتها السلطات العليا تسمح للمعنيين بجلب مدرب أجنبي في المستوى مع الاحتفاظ بمدرب محلي، لأن كما يقال بالمثل الشعبي الجميع على دراية تامة أن تدني مستوى الخضر يعود للصراعات الحادة الموجودة داخل المكتب الفيدرالي وتعنت كل طرف بفرض نفسه دون مراعاة المصلحة العامة للكرة الجزائرية، وهو ما يتوجب على السلطات العليا عدم الاكتفاء بالتفرج من بعيد لأنه عندما يصل الأمر إلى اتهام رئيس الفاف بمطالبته رئيس فريق بالتنازل عن نقاط مباراة فريقه للممثل بلد العدو الأول للجزائريين يعني أن المرض الخطير الذي أصاب كرتنا سيطول إلى غاية تنقية المحيط الكروي من الأشخاص الذين عاثوا فسادا بكرتنا التي ستبقى تدفع الثمن غاليا·