تزور مصلحة طب الأورام الخاصة بالأطفال بمستشفى مصطفى باشا: أجساد صغيرة تئن من أوجاع المرض الخبيث * ظروف ملائمة للتكفل بالأطفال وجهود مكثفة للجمعيات الخيرية عكس ما يروج إليه تماما يتداول في العديد من وسائل الإعلام الوطنية وحتى بين عامة الناس أن قطاع الصحة في الجزائر مريض ومنذ زمن بعيد والسبب في ذلك تدهور العديد من الهياكل الاستشفائية التابعة للقطاع هذا دون الحديث عن الخدمات المتدنية التي تقدم للمواطن البسيط الذي لا يجد غير المستشفيات الحكومية ملجأ له للتداوي بعدما عرفت أسعار الكشوفات الطبية ارتفاعا كبيرا مطلع السنة إلا أنه وعلى ما يبدو أن هناك بعض المصالح الاستشفائية التي تقدم خدمات مميزة لمرضها على غرار مصلحة طب الأطفال بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة. عتيقة مغوفل يبدو أن مرض السرطان بات يزحف إلى الأجساد الصغيرة في الجزائر ولم تسلم منه مختلف الشرائح العمرية وأضحى يصيب حتى الرضع فمعاناتهم تبقة متواصلة على مستوى المستشفيات بعد أن حرموا من نعمة الصحة كبقية أقرانهم ولله حكمة في ذلك مما يستدعي التكفل الجيد بهؤلاء من أجل كفكفة دموعهم والتخفيف من معاناتهم. بلغت مسامعنا بعض المعلومات عن تواجد فتاة تعاني من ورم سرطاني خطير وتحتاج للمساعدة من أجل العلاج وهي الآن متواجدة بمصلحة طب الأطفال بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالجزائر العاصمة وما زاد الطين بلة حسبما وردنا أن الطفلة لا تتلقى العلاج المناسب بالمصلحة التي هي فيها لذلك قمنا بزيارة المصلحة من أجل التحقيق في الموضوع. فريق طبي ساهر على رعاية الأطفال كانت الساعة تشير إلى حدود العاشرة والنصف صباحا عندما دخلنا إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي والجدير بالذكر أن المكان كان يعج بالناس كل جاء من أجل أمر معين لنقوم بعدها بالبحث عن مصلحة طب الأطفال ليخبرنا أحدهم أنه توجد مصلحتين الأولى استعجالات طب الأطفال والثانية مصلحة العلاج العامة وأول ما قمنا به دخول مصلحة الاستعجالات العامة للأطفال عندما دخلنا إليها وجدناها تعج بأولياء الأمور الذين اصطحبوا أبناءهم من أجل العلاج وحسبما شهدنا فإن كل الأطفال هناك قد تعرضوا لإصابات مختلفة بين من وقع على قدمه في المدرسة وجيء به من أجل إسعافه ومن وقع في البيت ومن يعاني من الحمى طوال الليل ولم تنزل ما شد انتباهنا أنه كان هناك طاقم طبي شاب يقوم بفحص الأطفال واحدا تلو الآخر سألنا أحدهم عن مكان الجناح الخاص بالأطفال المرضى المقيمين في المستشفى فأخبرنا أنه في الطابق العلوي صعدنا إلى هناك وسألنا إحدى السيدات عن اسم الفتاة التي كنا نبحث عنها فأخبرتنا أنه لا توجد أي فتاة بذاك الاسم في المصلحة وقد تكون في القسم الثاني ولكن وما لاحظناه عندما كنا هناك أن جميع غرف الأطفال مرتبة بشكل جميل ومصبوغة بألوان رائعة تبهج كل من ينظر إليها. غرف مهيئة وتنظيم محكم خرجنا من مصلحة الاستعجالات متوجهين إلى مصلحة طب الأطفال وبعد أن وصلنا إلى هناك وجدنا المدخل الرئيسي للمصلحة مغلق وقد كتب على الباب لافتة بالفرنسية كتب عليها ممنوع الدخول إلا في أوقات الزيارة ما بين الواحدة والثالثة بعد الزوال فما كان علينا سوى الانتظار قليلا وبعد حوالي ربع ساعة من الزمن جاء أحد العمال يرتدي مئزرا أبيض وقد كان يجر عربة فيها بعض الأدوية والحقن بالإضافة إلى أكياس المصل فتح باب المصلحة ودخل وتركه فتوحا وراءه فكانت فرصة سانحة لنا حتى ندخل ونبحث عن الفتاة التي جئنا من أجلها أول ما شد انتباهنا أن الهدوء كان يخيم على المكان فبدأنا نصعد السلالم متوجهين إلى الطابق العلوي وما لفت انتباهنا نظافة المكان وحين وصلنا إلى الطابق الذي يوجد فيه الأطفال المرضى وجدنا بعض الأمهات اللائي يرافقن أبناءهن المرضى واقفات في الرواق يتبادلن أطراف الحديث بينهن وبدأنا ندخل الغرف الواحدة تلوى الأخرى بحثا عن الطفلة من بين الأمور التي أعجبتنا في الغرف التي دخلناها الألوان الجميلة التي كانت مصبوغة بها الجدران فكلها ألوان زاهية ورائعة وقد كانت تلك الألوان تختلف ما بين الوردي والأحمر والأزرق السماوي وكذلك الأخضر كل غرفة كانت مطلية بلون معين بالإضافة إلى هذا فقد كان يوجد في كل غرفة تلفاز وكان معظمها مشغل وموضوع على قناة مخصصة للرسوم المتحركة هذا دون الحديث عن الأسرة التي كان ينام عليها الأطفال وقد كان معظمها جديد. خدمات مميزة تقدم لأطفال المصلحة بقينا نبحث عن الفتاة إلى أن وجدنا والدتها واقفة في الرواق مع بقية النسوة سألناها عن حال ابنتها فأجابتنا أن الفتاة تعاني من ورم على مستوى الرأس وهي الأن تخضع للعلاج الكيميائي حتى تتماثل للشفاء رويدا رويدا سألناها مرة أخرى إن كانت حالة ابنتها تستدعي العلاج في الخارج حسبما بلغنا فردت علينا الأم أن الكثير من الحالات المماثلة لابنتها غادرت للعلاج في الدول الأوربية إلا أنها تجد أن العلاج في مستشفى مصطفى باشا يضاهي العلاج في الخارج لذلك فإنها غير محتاجة لإرسال ابنتها إلى الخارج كما سبق وأن سمعنا وقد أكدت لنا السيدة أن الطاقم الطبي العامل في المصلحة خصوصا في الفترة الليلية يقوم بدروه على أكمل وجه ولا ينقص ابنتها أي شيء أما عن الأكل الذي تقدمه المصلحة للأطفال فقد أكدت لنا السيدة أنه يقدم لهم أكل جيد ونظيف وابتسمت قائلة إنه أحيانا يقدم لهم اللحم المشوي مع البطاطا وهي عادة الأكلة المفضلة عند الأطفال وفي استراحة المساء يقدم لهن حتى الخبز بالزبدة والمعجون وحسب الأم هذا كله دون الحديث عن الأدوية الغالية التي يعالج بها الأطفال والتي تقدم لهم مجانا وليست على كاهل الأولياء. الجمعيات الخيرية ...جهود مكثفة استحسنت أم الطفلة ما تقوم به العديد من الجمعيات الخيرية من نشاطات ومن مساعدات للأطفال المرضى بذات المصلحة كتقديمهم الحفاظات وعلب العصير والشكولاطة للأطفال بالإضافة إلى الألعاب كما أن بعض الجمعيات تقوم أحيانا بتنظيم رحلات ترفيهية لفائدة الأطفال المصابين بالسرطان والذين يتطلب علاجهم البقاء لمدة طويلة في المستشفى بعيدا عن دفء العائلة خصوصا إن كانوا ينحدرون من الولايات الداخلية.