قبل أسبوع من مواجهة المنتخب الجزائري لأقلّ من 23 سنة ** (لن أتمالك دموعي في ملعب 5 جويلية) يجهل الكثير من الجزائريين أن جنسية مدرّب المنتخب الفلسطيني جزائرية فهو من مواليد حي باب الوادي العتيق بعد عشر سنوات من الاستقلال ودرّب أكثر من فريق جزائري لأصنافه الشبّانية كما عمل مساعد مدرّب للفرنسي براتشي في شباب قسنطينة ليجد نفسه بعد ذلك مدرّبا لمنتخب عربي اسمه فلسطين المنتخب الذي سيواجه منتخبنا الوطني لأقلّ من 23 سنة في مثل هذا اليوم من الأسبوع المقبل في ملعب 5 جويلية في مباراة ودّية تندرج في إطار استعدادات المنتخبين للمباريات الرسمية المقبلة. ترى من هو المدرّب الجزائري الذي يشرف على تدريب منتخب (الثوّار) كما يحلو للكثيرين مناداة منتخب فلسطين؟ كيف وجد نفسه على رأس هذا المنتخب؟ وكيف يرى لقاء الأربعاء المقبل في ملعب 5 جويلية؟ تلكم من بين الأسئلة التي طرحت عليه في القناة الإذاعية الأولى أوّل أمس سنتعرّف على الإجابة عليها في هذا الحوار. * جزائري على رأس هيئة تدريب المنتخب الفلسطيني كيف تفسّر هذا؟ *** أوّلا أنا لست غريبا عن المنتخب الفلسطيني لكرة القدم فقد سبق لي وأن أشرفت على الفريق عامي 2009 و2010 ولو لم أكن أحظى باحترام الإخوة الفلسطينيين لما طلبوا منّي العودة للإشراف على تدريب المنتخب الفلسطيني الأوّل لكرة القدم. * ماذا يعني وجود مدرّب جزائري على رأس الإدارة الفنّية للمنتخب الفلسطيني؟ *** بالنّسبة لي يعني لي ذلك الكثير والكثير فلو لم يكن الإخوة الفلسطينيون وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم السيّد الرجوب يكِنّ كلّ التقدير لي وللجزائريين ولكرة القدم الجزائرية لما عرضوا عليَّ من جديد العودة لتدريب المنتخب الفلسطيني زد على ذلك أنني لا أحسّ بأنني غريب في أرض فلسطين الحبيبة فكلّ الفلسطينيين يكِنّون لي كلّ التقدير والاحترام. * قبل مواصلة حديثنا حبّذا لو تعرّف الجمهور الجزائري بنفسك... *** اسمي الكامل نور الدين ولد علي من مواليد سنة 1972 بحي باب الواديبالجزائر العاصمة على غرار الكثير من الرياضيين الجزائريين بدايتي في عالم كرة القدم كانت في الشارع ففيه داعبت كرة القدم وبعدها لعبت لفريق اتحاد العاصمة لكن وبسبب الدراسة فضّلت الانسحاب والحمد للّه وفّقني اللّه في دراستي حيث تخرّجت بشهادة عُليا في التدريب وفي التربية البدنية اختصاص كرة القدم في عين البنيان. * ماذا بعد تخرّجك؟ *** بعد تخرّجي أشرفت على تدريب العديد من الأندية العاصمية الصغيرة نذكر منها فريق شبيبة بوزريعة وشباب وادي قريش وشبيبة الأبيار بعدها انتقلت إلى فرنسا للدراسة وفيها حصلت على شهادة تدريب عُليا معترف بها من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم لأعود إلى أرض الوطن واشتغلت في تدريب الفئات الشبّانية في عدّة فِرق نذكر منها اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر واتحاد الشاوية بعدها رجعت إلى فرنسا للتعلّم من جديد وفيها تعرّفت من جديد على المدرّب الفرنسي براتشي الذي يشرف اليوم على تدريب شباب بلوزداد فاقترح عليَّ العمل معه كمساعد مدرّب في فريق شباب قسنطينة وخلال تواجدي مع براتشي تعلّمت معه الكثير من الأمور في عالم التدريب مكّنتني فيما بعد من تطوير نفسي بنفسي. * ماذا بعد شباب قسنطينة؟ *** بعد شباب قسنطينة انتقلت للعمل في الخليج العربي حيث أشرفت على تدريب منتخب عمان لأقلّ من سنة وحقّقت معه نتائج إيجابية مهّدت لي للعمل في منتخب فلسطين. * كيف كانت عودتك إلى المنتخب الفلسطيني بعد أن سبق وأن درّبته من قبل؟ *** كما لا يخفى على أحد أن الفلسطينيين يكِنّون كلّ التقدير والثناء للجزائريين فكلّ من هو جزائري في نظر الفلسطينيين فهو فلسطيني إذ لا يخلو بيت فلسطيني من العلم الجزائري كما أن الفلسطينيين يناصرون منتخبنا الوطني بشكل جنوني وكلّ الفلسطينيين يحفظون عن ظهر قلب أسماء اللاّعبين الجزائريين ويتابعون أخبار لاعبينا المحترفين فيفرحون لكلّ هدف يسجّله لاعب جزائري مع ناديه أمّا في حال فوز المنتخب الجزائري ففرحتهم تكون أشبه بفرحة الجزائريين بمنتخبهم وهي حقيقة لمستها من خلال تواجدي في أرض فلسطين. * كيف تنظر إلى اللّقاء الودّي الذي سيجمع المنتخبين الفلسطينيوالجزائري بعد أسبوع من الآن في ملعب جويلية؟ *** لا يمكن أن أصف لك فرحتي بهذا اللّقاء خاصّة وأنه يقام على أرض بلدي الجزائر وفي ملعب اسمه 5 جويلية الذي يرمز إلى عيد الاستقلال لهذا السبب أنا على يقين من أنني لن أستطيع أن أتمالك دموع يوم المباراة وبغض النّظر عن النتيجة التي ستنتهي بها المباراة فإن اللّقاء سيكون عرسا رياضيا جزائريا-فلسطينيا فكلّ الفلسطينيين يتمنّون حضور هذه المواجهة إلى درجة أن بعض الإخوة الفلسطينيين طلبوا منّي مرافقتي إلى الجزائر بل والبعض اقترح عليَّ أن يرافقوني داخل حقيبتي فلو كانت لي القدرة على ذلك لنقلت كلّ الفلسطينيين إلى الجزائر ليس لحضور اللّقاء فحسب بل ليقفوا على معنى الحبّ الكبير الذي يكِنّه الجزائريونللفلسطينيين وللقضية الفلسطينية. * كيف هو واقع كرة القدم في الأراضي الفلسطينية؟ *** المنتخب الفلسطيني هو المتنفّس للشباب الفلسطيني ونحن نعمل رفقة رئيس الاتحاد الفلسطيني لإثبات مكانة المنتخب الفلسطيني على الصعيد العالمي من خلال التصفيات المؤهّلة إلى مونديال روسيا وكأس آسيا بالإمارات. * هل من كلمة تقولها للشعبين الفلسطينيوالجزائري بمناسبة المباراة المقبلة؟ *** يعجز لساني عن أن أعبّر عمّا يدور في وجداني من حبّ لفلسطين كما يعجز لساني عن التعبير عن حبّ الفلسطينيين للجزائريين فدون مجاملة منّي حبّ الجزائريينلفلسطين لن نجده في أيّ بلد آخر وفي أيّ شعب آخر لهذا كلّه الفلسطينيون ينتظرون اللّقاء المقبل بشوق كبير.