عنابة: توقيع اتفاقية تفاهم بين جامعة باجي مختار وشركة هواوي للانضمام إلى أكاديمية امتياز تكنولوجيات الإعلام والاتصال    يوم تكويني حول الأحكام الجديدة للقانون العضوي المحدد لتنظيم غرفتي البرلمان    انطلاق الحملة الوطنية للتبرع بالدم على مستوى مصالح الأمن الوطني    فتح باب الترشح أمام الجمعيات للاستفادة من دعم المشاريع الثقافية والفنية لسنة 2025    السوق الجزائرية للتأمينات تحقق نموا ب 8ر8 بالمائة خلال السداسي الأول 2024    فلسطين : مئات المستوطنين الصهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك    السيد بوغالي يعقد اجتماعا تنسيقيا مع رؤساء المجموعات البرلمانية    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على لبنان إلى 2464 شهيدا و 11530 مصابًا    السيد بوغالي يترأس اجتماعا لمكتب المجلس الشعبي الوطني    عميد جامع الجزائر يشرف على انطلاق حلقات تحفيظ القرآن لطلبة المدرسة الوطنية العليا للعلوم الإسلامية    غزة : الاحتلال الصهيوني رفض طلبا عاجلا لإجلاء عالقين تحت الأنقاض شمال القطاع    العرباوي يستقبل السفير الأممي    إرادتنا مشتركة لبناء مستقبل قوامه المنفعة المتبادلة    اتفاقية بين جامعة الجزائر1 وجامعة تشجيانغ    وقفة جزائرية ترحماً على السنوار    شبيبة القبائل تمر بفترة عصيبة    هذه توجيهات عون ل آغروديف    شرطة غرداية توقف امرأة بحوزتها 3600 كبسولة    الحكومة ملتزمة بدعم السوق المالية    قطاع السياحة أصبح جذابا للشباب    انطلاق التصفيات المحلية    تجمعنا علاقات أخوية وإرادة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة    مستغانم : عشرات طلبة " العلوم الطبية" يحتجون    تسجيل 178 قضية مكافحة التهريب والتجارة غير الشرعية    انطلاق التصفيات المحلية الخاصة بجائزة الجزائر للقرآن الكريم    أبو الغيط يحل اليوم ببيروت للتشاور مع القيادات اللبنانية    بورصة الجزائر: لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة تقترح توسيع نشاط الوسيط إلى شركات التأمين    اتحاد الشغل يدعو العمال إلى وقفة احتجاجية الأحد القادم    التشكيلية يمينة بورحلة تعرض ذاكرتها الإبداعية بالجزائر العاصمة    أكتوبر الوردي: حملات تحسيسية مكثفة بتيميمون حول الكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم    دراجات: تتويج الدراج حمزة ياسين بطلا للدورة الوطنية للدراجات الهوائية بتلمسان    الجزائر العاصمة.. إخماد الحريق الذي شب بمصنع للبسكويت بالمنطقة الصناعية بالرغاية    ميناء الجزائر: معالجة أزيد من 232 ألف مسافر خلال موسم الاصطياف 2024    ديدوش: قطاع السياحة يعرف "تنافسا كبيرا" ويحتاج إلى طاقات مؤهلة ومحترفة    "كانكس ويكاند 2024" : ضرورة وضع آليات مشتركة لتمويل الإنتاجات السينمائية والسمعية البصرية    العرض الأول بالعالم العربي : فيلم 196 ينافس في مهرجان الجونة السينمائي    الرئيس الصحراوي يشارك في احتفالات تأسيس إتحاد عمال الساقية الحمراء ووادي الذهب    ملاكمة: ايمان خليف تستعرض مشوارها الرياضي وتكشف عن آفاقها المستقبلية    معسكر: وفاة شخصين وإصابة آخر بجروح في حادث مرور    مولودية الجزائر ترتقي إلى الصدارة    الشرطة تحسّس التلاميذ    دعوة إلى إشراك جميع الاختصاصات الطبية    أوقفوا قصف أطفال غزّة    رقم مميّز للخضر    كرة الطاولة/بطولة إفريقيا: الثنائي بوهني-ناصري يحرز الميدالية الفضية    تظاهرات متنوعة وإطلاق مشاريع تنموية بولايات الجنوب    وزير الصحة يؤكّد ضرورة إنشاء أقطاب خاصّة    وزير الصحة يشرف على افتتاح أشغال المؤتمر الدولي لأمراض القلب    الابتلاء من الله تعالى    منصّة رقمية لتسيير مصالح الاستعجالات    اللجنة الوطنية للأطباء المقيمين في إضراب وطني لمدة 3 أيام    حملة تلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    المنتخب الجزائري لتنس الطاولة في مواجه ساخنة مع النيجيري    الخضر يتاهلون إلى كأس أفريقيا للأمم 2025    نعمة الأمن لا تتحقق إلا بوجود 4 مقومات    هكذا نزلت المعوذتان على النبي الكريم    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    عقوبة انتشار المعاصي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فرانسوا براتشي في حوار خارج عن المألوف لالخبر الرياضي
نشر في الخبر الرياضي يوم 16 - 03 - 2015

كيف حالك سيد براتشي في قسنطينة ؟
الحمد لله أنا بصحة جيدة وكما ترون أنيق أيضا ( يضحك) الأمور جيدة هنا والجميع أصدقائي، أنا من طبعي شخص يحب التواصل كثيرا مع كل الأطراف من عمال وزائرين وحتى أصحاب الفندق الذين أجلس إليهم من حين لآخر.
هل تجد مضايقة من بعض الأنصار عندما يلتقون بك في الخارج؟
لا بالعكس أنا لا أعتبرها مضايقة على الإطلاق بل هو شعور محبة متبادل، السنافر "معريفة قديمة" ولدي علاقة أكثر من رائعة معهم لذلك ففي كل مرة ألتقي بهم في الخارج إلا ونتبادل التحية وأحيانا بتجاذب بعض أطراف الحديث.
ما قصدك بجملة ‘معريفة قديمة' وأنت وجدت صعوبات كبيرة عند التحاقك بالفريق هذا الموسم؟
نعم كان ذلك من بعض الأنصار المتعصبين فقط، والحمد لله أن الأمور لم تدم مطولا، فبعد الفوز على الموب عاد كل شيء إلى نصابه، أنا شخصيا أتفهم موقف الأنصار الذين كانوا يخشون على مستقبل فريقهم وأعتقد بأن أي مدرب آخر كان سيتعرض لنفس الضغط مع قدومه للسي.اس.سي في مثل هذه الظروف.
قبل لقاء الموب، هل لك أن تشرح لنا الوضعية التي وجدت عليها السي.اس. سي؟
أعتقد بأن الجميع يدرك الوضعية الصعبة التي كان يمر بها الفريق الذي لم يحقق الفوز لأكثر من أربع مباريات، وكان اللاعبون رغم عزيمتهم على نفض الغبار عن أنفسهم إلا أن معنوياتهم في الحضيض بسبب النتائج السلبية التي تخبط فيها الفريق طيلة الفترة السابقة، لذلك المهمة لم تكن سهلة على الإطلاق.
هل لنا أن نطلع على بعض النصائح التي منحتها للاعبين بعد إلمامك على حالة الفريق؟
في الحقيقة ركزت كثيرا على العمل النفسي وقلت الكثير من الأشياء للاعبين، ربما يبقى الأهم منها أنني طلبت من بولمدايس أن ينهي الموسم هدافا للبطولة، كما قلت لفوافي "حرام عليك لو لا تراوغ" وأنت بكل هذه الإمكانات التي تمتع بها الأنصار، أعتقد أيضا بأن كلامي مع سيدريك حفزه كثيرا عندما قلت له ستعود للمنتخب الوطني ورويت له قصة الكنز الموجود في شباكه وعليه أن يحرصه جيدا حتى لا يأخذ منه المنافس أي قطعة وكنت أقصد الهدف.
قبلت بالعرض وأنت تعلم بأن وزرا ثقيلا ستحمله على أكتافك كيف تم ذلك؟
من يعرف براتشي يدرك تماما بأنه لا يخشى التحديات، وهذا نابع من شخصيتي الكورسيكية، فلا تنسوا بأنني ابن ثوري كافح وناضل من أجل تحرير بلاده كما كافح الجزائريون من قبل لإخراج فرنسا من أرضهم وهذا ما يجعلني أشبه نفسي كثيرا بالجزائريين بل ودفعني للارتباط بهم من خلال الاقتران بجزائرية وبدينهم الإسلامي أيضا الذي اعتنقته مؤخرا.
اتفقت مع الإدارة على تجديد العقد في حالة بلوغ الأهداف التي تحدثت عنها مع الرئيس، هل لنا أن نعرف تلك الأهداف؟
في الحقيقة اتفقت مع السيد بن طوبال على تحقيق البقاء أولا وفي أقرب فرصة ممكنة، وهذا حتى يتسنى للإدارة إعادة بناء البيت من جديد قبل نهاية الموسم طبعا، كما أنه في حال تجسد ما اتفقنا عليه فإن هذا يعني تجديد العقد تلقائيا، لذلك قبلت بالفكرة وتفهمت موقف الرئيس الذي لم تخدمه النتائج في الفترة الماضية قبل مجيئي، وأنا شخصيا أريد البقاء لأطول مدة في هذا الفريق الذي أدين له بالعديد من المزايا.
الفوز الأخير أمام الموب منحك الفرصة للعمل في هدوء، هل كنت تتوقع تلك النتيجة أمام صاحب المرتبة الأولى؟
بكل تأكيد، فخلال الحصص التدريبية التي سبقت موعد المباراة التمست في اللاعبين رغبة كبيرة في تحقيق الفوز، وقد سهلوا علي كثيرا العمل بفضل ذلك الإصرار الذي وجدته بداخلهم، أعتقد بأن دور الأنصار كان كبيرا أيضا في تلك المباراة التي وقفوا إلى جانبنا فيها وفهموا بأن السي.اس.سي في حاجة ماسة إلى التفافهم لإنقاذ سفينتها من الغرق.
إذن أنت تعد السنافر بمشاركة قارية إذا فزتم في بلعباس؟
إن شاء الله سيكون لهم ما تمنوه شرط أن تتوفر ظروف العمل الجيدة ويلتحف السنافر حول فريقهم كما عهدتهم من قبل وعرفت عشقهم لألوان فريقهم.
سيد براتشي كيف وجدت محيط شباب قسنطينة بعد غيابك عنه لأكثر من 8 سنوات؟
أعتقد بأن العديد من الأمور قد تغيرت، فالسي.اس.سي لم يسبق لها أن لعبت لقاءات بحمداني تحت مدرجات شبه شاغرة والسنافر معروفون بعشقهم لفريقهم أكثر من أي فريق آخر، فلما شاهدت بعض اللقاءات والمدرجات فارغة اندهشت لما وصل إليه هذا الفريق العريق، وحتى مدينة قسنطينة بصفة عامة تغيرت كثيرا مقارنة بما تركتها عليه من قبل.
ما هي الأسباب التي جعلت الأنصار يعزفون عن حضور لقاءات الفريق في رأيك؟
النتائج طبعا فغياب النتائج يعني بصفة مباشرة غياب الاهتمام من قبل الأنصار، أقول هذا الكلام بالرغم من أن أنصار السي.اس.سي عودونا على حضور اللقاءات حتى في غياب النتائج الجيدة، وأتذكر أيضا أنني خلال الموسم الأول الذي قدمت فيه للشباب انبهرت بعدد أنصار هذا الفريق رغم أنه كان يتواجد في القسم الثاني.
هل تتذكر خطواتك الأولى مع السي.اس.سي في عهدة الرئيس خطابي؟
بكل تأكيد أتذكر حتى يوم جلست أنا وهو وأحد أصدقائي في ميناء مرسيليا وعرض علي فكرة تدريب الفريق، كانت لحظات جيدة لم نتفاوض مطولا وقبلت بالفكرة، ولما وصلت إلى قسنطينة عرفت أنني أحسنت الاختيار، كان موسما لا ينسى كما أنني ما زلت أتذكر حتى اللاعبين الذين عملت معهم في تلك الفترة كعمرون ووشام وزردية وذلك الصغير الشاب شويب، لقد كنت أنا من اكتشف المدافع زدام الذي كان ينشط في تلك الفترة مع فريق الأواسط وقمت بترقيته.
النهاية لم تكن كما كنت تتمناها، كيف غادرت الفريق بعد موسم واحد فقط؟
هذا الأمر سبب مباشر فيما وصلت إليه الكرة الجزائرية، فمعظم المدربين لا يواصلون مع أنديتهم ولا يتمكنون من تسطير برنامج طويل المدى لأنهم يدركون بأن أية نتيجة سلبية سيجدون أنفسهم مطرودين من الفريق، صحيح أنني لم أواصل مع الشباب في تلك الفترة بالرغم من أن النتائج كانت جيدة، وأتذكر جيدا بأنني طردت من الفريق في المباراة الثانية من الموسم الموالي بعد أن حققنا الصعود، لقد كان لقاء ضد اتحاد العاصمة وانهزمنا في ملعبنا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، لكن قبلها عدنا بفوز من بوفاريك فالإدارة نست النتيجة الأولى وعاملتنا على النتيجة الثانية.
كيف هي علاقتك الآن مع الرئيس خطابي وهل ما زلت تتواصل معه؟
نعم علاقتي جيدة الآن مع خطابي وكان آخر اتصال بيننا عندما اعتنقت الإسلام ووصله الخبر اتصل بي هاتفيا وهنأني على ذلك وقد كان في غاية السعادة هو أيضا.
بعد مغاردتك لشباب قسنطينة اتجهت نحو مولودية العاصمة كيف تقيم مشوارك مع هذا الفريق؟
لست أنا من يقيم مشواري مع المولودية بل النتائج هي التي تتحدث عن ذلك، مولودية العاصمة ومنذ سنة 1983 لم تحقق أي لقب، وبعد إشرافي على هذا الفريق حققنا ثلاثة ألقاب كاملة كأس السوبر، كأس الجزائر والبطولة الوطنية أعتقد بأن كل هذا يكفي للقول بأني حققت مشوارا ناجحا مع الشناوة.
هل علاقتك بالشناوة كانت مثل علاقتك بالسنافر؟
متقاربة نوعا ما مع أفضلية للسنافر، وذلك لأني أخذت أول تجربة في الجزائر مع فريقهم السي.اس.سي كما أن استقبالهم الحار لن أنساه طوال حياتي، السنافر لهم ذوق خاص وعقلية تشبه الكورسيكيين كثيرا حتى في بعض الأحيان أقول لبعضهم أنتم مثلنا تشبهون اللاتينيين الإيطاليين الذين ينفعلون لمجدر استفزاز صغير من شخص آخر.
…وماذا عن أنصار مولودية العاصمة؟
هم أيضا لهم ذوق خاص وعادات خاصة وتقاليد رياضية خاصة لكني لم أكن قريبا منهم كما أنا عليه مع السنافر، خلال إشرافي في الموسم الأول على السي.اس.سي كنت أنهض باكرا وأتجول في أزقة هذه المدينة العتيقة، خاصة صبيحة اللقاءات الصعبة التي تنتظر فريقي كنت أعيش مع الأنصار تلك اللحظات التي تسبق المباراة وأتجول في أقدم الشوارع لأعيش تلك الأجواء الحماسية معهم وهناك أيضا أمرا آخر..
تفضل سيدي ما هو؟
قسنطينة كنت أعرفها على لسان أنريكوماسياس الذي تغنى بها مطولا وكنت من بين الأشخاص الذين يستمعون لغناء هذا الفنان لذلك كنت مطلعا نوعا ما عن هذه المدينة الرائعة بمناظرها الخلابة وبسكانها الطيبين.
كيف كانت أولى خطواتك مع الفريق العاصمي؟
في الحقيقة مسؤولو هذا الفريق هيأوا لي الأرضية جيدا وحتى الأنصار احتضنوني بينهم، أتذكر أن الأمور سارت على أحسن ما يرام في تلك الفترة لكنني أحسست بالتغيير بين الفريقين.
ما هو هذا التغيير الذي وجدته بين السنافر والشناوة؟
لا التغيير لم يكن كبيرا بين أنصار الفريقين وأنا كنت وما زلت أقولها بأنني محظوظ بتدريبي لعميدي الكرة الجزائرية وعشت أجمل الأوقات مع أنصار هذين الفريقين، لكن هناك بعض التغيير في عقلية اللاعبين فمثلا يوم وصلت وقدمتني الإدارة للاعبين اعتقدت أننا في ستار أكاديمي وليس في ملعب بعد أن شاهدت طريقة تحليق بعض العناصر ومنهم من يضع قرطا في أذنه فتأكدت بأن أمور كثيرة سأجدها متغيرة.
مع ذلك حققت نتائج باهرة مع المولودية هل لك أن تذكر لنا بعض المحطات التي ما زلت تحتفظ بها كذكرى مع هذا الفريق؟
هناك العديد من اللحظات السعيدة والتعيسة طبعا، وسأروي لكم قصة حدثت لي مع المدرب "زكرينيو" (قالها هكذا براتشي)، في إحدى لقاءات الموسم الذي حققنا فيه البطولة كان وفاق سطيف أكبر منافس لنا، وهزمنا في ملعبه بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، أتذكر جيدا أن مدرب الوفاق توجه إلى الأنصار في كل أرجاء الملعب وهو يضرب في صدره على أساس أنه حقق كل شيء بفوزه علينا، وعند عودته قلت له المثل الإفريقي المشهور" لا تلعب مع التمساح حتى تعبر النهر" وفي الأخير عاد وسام اللقب للمولودية وأعتقد بأن ما قلته لزكرينيو لن ينساه على الإطلاق.
مولودية العاصمة تصارع من أجل البقاء كيف تشعر اتجاه هذا الفريق الذي دربته من قبل؟
أشعر بالأسف الشديد خاصة على فريق مثل مولودية العاصمة الذي يملك كل الإمكانات ليصبح رقم واحد في الجزائر لكن ما وصل إليه الآن هذا الفريق الشعبي الكبير مؤسف للغاية.
إلى ماذا ترجع أسباب وصوله إلى هذه الوضعية الكارثية؟
لقد قلتها لكم من قبل لا يوجد استقرار في العمل على مستوى العارضة الفنية وأي فريق يجلب مدرب تنتهي صلاحيته مع أول نتيجة سلبية فإن ذلك لا ولن يخدم النادي وحتى الكرة الجزائرية بصفة عامة.
على سبيل ذكرك للكرة الجزائرية بصفة عامة كيف يرى براتشي مستوى لاعبي البطولة المحلية؟
أعتقد بأن الجواب عند الناخب الوطني غوركيف الذي لم يجد لاعبا واحدا يعوض بالشكل اللازم زميله في المنتخب الوطني، وإلا كيف نفسر سياسية الاتحادية الجزائرية بالسعي وراء اللاعبين الذين تكونوا في الخارج وبالأخص في فرنسا وأعتقد بأن هناك أمرا مهما لم أعد أراه في الجزائر..
ما هو..؟
في السابق كان المدربون يشرفون على الأندية ببرنامج طويل المدى كما كان يفعل سعدان المعروف بهدوئه الكبير وكرمالي رحمه الله الذي كان أول من هنأني على التتويج بالبطولة مع مولودية العاصمة وغيرهما من شيوخ المدربين، الآن كل شيء تغير ولم أر هذا الأمر إلا في وفاق سطيف الذي بالمناسبة أرفع القبعة للمدرب الشاب مضوي على ما يقوم به في هذا الفريق وهذا طبعا راجع للاستقرار وطول مدة العمل التي قضاها في الوفاق، كما أن شخصية هذا الشاب الهادئة جعلته يحتك بطريقة جيدة مع المدربين الذين عمل معهم من قبل كغيغر و فيلود وغيرهما وهو الآن يقطف ثمار الاجتهاد التي بذرها من قبل، على الجميع أن يفهم بأن غياب الاستقرار هو من حرم الجزائر من الاستثمار في مواهبها الشابة لأن الرؤساء يغيرون المدربين لأتفه الأسباب.
إذن أنت توافق المدربين السابقين للمنتخب الوطني على أن أنديتنا عاجزة على منح لاعب واحد للفريق الأول؟
بكل تأكيد، هل يوجد لاعب في المنتخب الجزائري يمكن تعويضه بآخر في البطولة المحلية؟ شخصيا لا أعتقد ذلك وأساند سياسة الاتحادية في السعي وراء المغتربين إلى حين أن يعاد ترتيب أوراق الأندية.
هل أنت على اطلاع بملف لاعب ليون فقير الذي تردد في اختيار الجزائر قبل أن يفصل منتخب الديكة؟
نعم أنا على اطلاع بكل كبيرة وصغيرة تخص الكرتين الجزائرية والفرنسية، لأني كنت لاعبا دوليا لمدة 8 سنوات في المنتخب الفرنسي وأعمل حاليا في البطولة الجزائرية، فقير ضحية ضغط رهيب فرض عليه وأنا متأكد بأنه قبل تحديد وجهته النهائية لم يكن لينام الليل، فعائلته تضغط عليه لتقمص ألوان المنتخب الجزائري، وإدارة ناديه ومدربه ومناجيره يريدانه في منتخب الديكة فاتخذ قرار من كان أكثر ضغطا على هذا اللاعب الشاب الذي علينا جميعا أن نحترم اختياره لوجهته النهائية.
إلى متى في رأيك سيبقى الجزائريون يبحثون عن المنتوج الخارجي لتعزيز صفوف منتخبنا الوطني؟
إلى حين أن يغير المسؤولون في سياستهم التي يديرون بها شؤون الكرة، كما أن رؤساء الأندية يتحملون مسؤولية كبيرة في ذلك بسبب طريقة العمل التي تحمي مصالحهم الشخصية وفقط على حساب المدربين واللاعبين، أعتقد أيضا بأن غياب مرافق التكوين سببا مباشرا فيما وصلت إليه الكرة الجزائرية.
على سبيل ذكرك لمراكز التكوين كيف انتهت قصة مركز الأغواط الذي أشرفت عليه أنت شخصيا؟
لم تتم المهمة كما خططنا لها من قبل، لأن أشغال المشروع سارت بوتيرة بطيئة جدا، كما أن الحماس الذي انتاب المسؤولين في بادئ الأمر انطفأ بسبب منجز المشروع وجعل المسؤولين ينسونه تماما بسبب هذا التماطل، أرأيت لذلك قلت لكم بأن كل شيء مرتبط ببعضه البعض فإهمال الرقابة على المقاول منجز المشروع، وتغاضي المسؤولين عن مهلة انتهاء الأشغال وغيرها من الأمور الأخرى كلها أسباب اجتمعت ضد مصلحة الكرة الجزائرية.
غوركيف وقبله حاليلوزيتش بحثا مطولا في البطولة ولم يجدا لاعبا واحدا قادرا على تعويض زميله في المنتخب كيف ترى عمل هذين المدربين؟
هذين المدربين أعرفهما جيدا ولكل منهما طريقة عمله الخاصة، فحاليلوزيتش لديه الحماس الزائد ويحب الوصول إلى الهدف في أقرب فرصة ممكنة، وهذا طبعا راجع إلى شخصيته وطبيعة حياته، البوسني قبل أن يكون مدربا كان لاعبا وقبلها مجندا في الجيش البوسني وهو ما أثر على شخصيته الحربية وجعله صعب المزاج، في حين أن غوركيف شخصية هادئة ويحب العمل في الصمت عكس الأول.
الجمهور الجزائري انقسم بين معارض لرحيل حاليلو وبين مؤيد لسياسة غوركيف أي الطرفين تساند؟
بفضل معرفتي الجيدة لهذيبن الشخصين أفضل طريقة غوركيف، لأن هذا المدرب الذي كان مدرسا للغة الرياضيات "يحسبها مليح"، كما أنه يركز في عمله على جماليات اللعبة ويحب إمتاع المتفرجين وهذا ما خلقت كرة القدم لأجله، الفرجة والمتعة، في حين أن حاليلوزيتش لا يهتم للأداء على قدر ما يهتم للنتائج وهذا أمر لا يدوم معك مطولا لأن قاعدتك هشة إن اعتمدت على أسلوب حاليلوزيتش.
الأنصار يعتبرونه صاحب الإنجاز التاريخي مع المنتخب الجزائري لذلك تعلقوا به أكثر هل توافقهم الرأي؟
ربما في بعض الجوانب لكن لا يجب أن ينسى الجمهور الجزائري بأن للاعبين دور كبير في ذلك التأهل إلى الدور الثاني في المونديال، ألم تروا ماذا كان دور اللاعب بوقرة الذي أعتبره من أحسن اللاعبين الذين مرّوا على المنتخب الجزائري، ليس في الميدان فحسب بل حتى من دكة البدلاء، بوقرة الشخصية التي يبحث عنها أي مدرب أن تكون موجودة في فريقه ولكم أن تعودوا إلى دوره الكبير في لم شمل اللاعبين وتحفيزهم على الموت فوق أرضية الملعب لأجل ألوان الوطن ولأجل الجمهور الجزائري.
هل سبق لك وأن احتككت بحاليلوزيتش لما كان يعمل في البطولة الفرنسية؟
قبل أن أجيبك على هذا أطلعك قليلا على بعض لحظات حاليلوزيتش عندما كان يدرب فريق بوفا لأول مرة، فعندما دخل رفقة الرئيس إلى الملعب ليقدمه لهم كمدرب جديد وجد اللاعبين جالسون، فصاح في وجههم وهو لا يتكلم الفرنسية جيد » debout président ici vous assis «، كما أن له حادثة أخرى عندما طلب من لاعبه أن يجلب الكرة التي رماها إلى خارج أسوار الملعب في مكان مليء بالمجرمين فخاف اللاعب أن يذهب لجلب الكرة، عندها صاح المدرب في وجهه وطلب منه أن يتبعه ليجلب الكرة وما إن وصل لوكر المجرمين صاح في وجههم وطلب الكرة بكل خشونة فردوها إليه وهم صامتون.
..وماذا عن غوركيف؟
غوركيف شخصية هادئة وصامتة حتى يجعلك أحيانا تشعر بأن وجودك معه يضايقه، لكن في العمل هو منضبط جدا ولا يحب الخروج عن النص لذلك تجد برنامجه طويل المدى وناجح وهو ما يجعلني أستبشر له خيرا للمنتخب الجزائري مع هذا المدرب.
لنعرج على حياة براتشي الشخصية كيف تجد العيش هنا في الجزائر؟
الجزائر بلاد جميلة زرت مناطقا كثيرة فيها وقد تعلقت بها كثيرا خاصة بعدما ارتبطت بإحدى الأسر الجزائرية وأنا كما تعلمون زوجتي جزائرية وأهلها يعيشون في الشلف.
هل يمكن أن نقول بأن براتشي اعتنق الإسلام من أجل أن يتزوج بجزائرية؟
لا على الإطلاق ،لا أنفي أن لها دور كبير في هذا الجانب، لكن اعتناقي للإسلام كان عن قناعة وأنا من رغب في هذا الدين الحنيف الذي عرفته قبل أن آتي إلى الجزائر.
ماذا تقصد بأنك عرفته قبل مجيئك للجزائر؟
والدي كان مناضلا في جبهة تحرير كورسيكا وكان يعمل في تلك الفترة في الجمارك، كان متأثرا كثيرا بشخصية نابوليون ولم يترك فرصة إلا ويحدثني عن مواقف هذا البطل، حيث جعلني أتأثر أنا أيضا به، لقد كان نابوليون يأتي برجل عربي ويطلب منه أن يقرأ له القرآن ويفسره له، وكان دائما يقول لحاشيته بأن هذا الدين هو الحقيقي في العالم وكل كلماته صحيحة ومدققة، لذلك كنت أحترم الإسلام قبل أن أعرفه.
كيف فكرت في اعتناقه والخروج من الديانة المسيحية؟
فكرة أن أصبح مسلما راودتني كثيرا لما كنت مع فريق شباب قسنطينة وكنت أحتك كثيرا بأنصار السنافر الذين ما لبثوا يحدثون عن الإسلام وأراهم كيف يطبقون تعليماته من خلال الصوم والصلاة وأداء الفرائض الأخرى، فاستطعت أن أجمع معلومات كافية عن الإسلام بفضل السنافر.
..وبعدها كيف سار معك الأمر؟
بقيت لمدة طويلة أبحث في الإسلام وأقرأ العديد من الكتب والصحف القرآنية، أتذكر جيدا أنني أول مرة دخلت فيها مسجدا كنت في الأغواط وكنا متنقلين لإجراء مباراة ما يوم الجمعة، فتوقف السائق وطلب مني أن أنتظر في الحافلة إلى غاية عودة جميع الركاب من المسجد، فانسللت خفية ووقفت في باب المسجد، وكم أبهرني ذلك المشهد والكل جالس على الأرض ويستمع لشخص واحد يروي لهم قصصا دينية ومواعظ في الإسلام، في تلك اللحظة قررت نهائيا أن أعتنق هذا الدين الذي أحبه نابوليون ودخل في قلبي بسرعة.
لكنك اعتنقته بالعاصمة وليس بقسنطينة التي عرفته فيها ولا في الأغواط أين قررت اعتناق الإسلام ما هو السبب وراء ذلك؟
لما أخبرت بعض المقربين مني بأني أنوي الدخول في الإسلام كلهم أرادوا أن يكون ذلك في مدينة الأغواط، لكن بعض الأطراف الأخرى المقربة مني أكدت لي بأنه من الأحسن أن يكون بالعاصمة لعدة أسباب أبرزها سهولة جمع الأوراق الإدارية وتحضير الملف كاملا وبسهولة أكبر فأخذت بهذا الطرح واعتنقت الإسلام بإحدى مساجد الجزائر العاصمة.
هل يطبق براتشي جميع تعاليم الدين الحنيف ؟
لا ليس جميعها إلى حد الآن بل أنا مبتدأ مثل التلميذ الذي يدخل المدرسة في أول سنة، أنا أطبق ما استطعت تطبيقه تدريجيا ومع مرور الوقت سأكون مطلعا على كل كبيرة وصغيرة والحمد لله أنني أسلمت وسأموت مسلما وهذا هو الأهم بالنسبة لي.
..وماذا عن عائلتك بعد أن اطلعت على قضية إسلامك؟
لا شيء لا أحد اعترض طريقي وأعتقد بأن هذه حياتي الخاصة والكل حر في اعتقاداته، لما علمت أمي بالخبر لم تتفاجأ وطلبت مني أن أقوم بما يرضي نفسي ويجعلني مطمئنا، والدتي كانت دائما مسالمة وتحبني كثيرا وكانت تنصحني بشيء واحد فقط تقول لي" لا تجعل أبوك يخجل بك"، كما أن والدي أيضا كان يطلب مني أن لا أضع عين أمي في الأرض عندما يحدثونها عني.
هل أنت سعيد باعتناقك للدين الإسلامي؟
بكل تأكيد فكل شيء تغير في حياتي وأصبحت شخصا آخر على الإطلاق وأحمد الله على هذه النعمة، كما أن سعادتي أيضا تكمن في معاشرتي لزوجتي التي وفرت لي كل الشيء وجعلتني أسعد إنسان في الوجود .
مادام أنك أصبحت مسلما الآن أي اسم في الإسلام اختاره فرانسوا؟
نعم لقد اخترت اسم يوسف وهذا لسببين الأول لأني أعلم بأن يوسف نبي الله وفي قصصه عبر كثيرة، كما أن والدي اسمه "جوزيف" فسقط اختياري على هذا الاسم الذي أعجب الكثير من الناس.
بعيدا عن الرياضة والدين ما هي الأمور الأخرى التي تقضي وقتك بها؟
أحب مطالعة الكتب لأني من هواة المطالعة الأدبية والقصص القديمة، كما أحب أيضا الاستماع للأغاني الهادئة من حين لآخر ومشاهدة أفلام السنيما.
هل لديك أكلة مفضلة؟
نعم أحب الكسكسي الصحراوي كثيرا وأعشق الحلويات التقليدية القسنطينية التي كنت أتذوقها كثيرا من قبل لما دربت الشباب في أول محطة لي مع هذا الفريق.
كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار..
أتمنى أن أوفق في مشواري الجديد مع فريق شباب قسنطينة وأن يعود الأنصار ليساندونا بقوة كما عرفتهم من قبل وأعدهم شخصيا بأن نهاية الموسم ستكون سعيدة، كما أتمنى أن يخرج فريق مولودية العاصمة من الوضعية الكارثية التي يمر بها وأن تدوم علاقتي الطيبة مع السنافر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.