تشكل خطرا على الصحة العامة توابل مغشوشة في الأسواق الجزائرية يعتبر المطبخ الجزائري واحدا من أشهر المطابخ في العالم وذلك نظرا لتنوعه وثرائه بالأطباق الشهية ويعد هذا التنوع في التراث الثقافي الذي تزخر به كل ولاية من ولايات الوطن التي تتميز بأكلة معينة والمعروف عند العام والخاص أنه وحتى يتم الحصول على وجبة شهية يجب الاعتماد على العديد من التوابل أو الحرور كما يحلو لبعض الناس تسميتها إلا أن هذه المادة الأساسية أصبحت تباع مغشوشة في الأسواق الجزائرية وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطن. عتيقة مغوفل تقتني ربات البيوت بصفة متكررة العديد من التوابل والبهارات التي يحتجنها في مطابخهن والتي تعد ضرورية إلا أن الكثير من التجار منعدمي الضمير أصبحوا يروجون بهارات مغشوشة في الأسواق وذلك من أجل تحقيق الربح السريع خصوصا بعد أن عرفت أسعار بعض التوابل ارتفاعا كبيرا في الأسواق الدولية مع ارتفاع أسعار العملة الصعبة. العكري بمسحوق الآجر قامت (أخبار اليوم) بجولة في بعض أسواق العاصمة من أجل التقرب من بعض المحلات المتخصصة في بيع البهارات والتوابل ومعرفة مصدرها وأول سوق قمنا بزيارته سوق(كلوزال) الواقع بمحاذاة شارع (حسيبة بن بوعلي) دخلنا السوق والساعة حينها تقارب الحادية عشرة صباحا وقد وجدنا السوق يعج بالمواطنين الذي جاءوا لاقتناء مختلف الحاجيات التي يحتاجون إليها فكانت فرصة لنا حتى نقابل بعض المواطنين من أجل سؤالهم عن نوعية التوابل التي تروج في الأسواق والتي يقومون باقتنائها وكانت أول من تقربنا منها وسؤالها السيدة (عزيزة) التي تبلغ من العمر 55 سنة سألناها عن رأيها في التوابل التي تشتريها من أجل الطبخ فردت علينا السيدة (عزيزة) أنه يصعب العثور على توابل من النوع الممتاز في الأسواق الجزائرية وللأسف أغلب التوابل المعروضة هي من النوعية الرديئة وأخبرتنا أنه في إحدى المرات قامت باقتناء الفلفل العكري وحين كانت تستعمله في إحدى المأكولات تفاجأت بقطع صغيرة من الآجر الأحمر المفتت وسط الفلفل العكري لتعرف بعدها أنه مغشوش فبحثت طويلا حتى عثرت على بائع متخصص في التوابل يبيع بهارات جيدة وغير مغشوشة وأصبحت دوما تشتري من عنده. ... وإسمنت في الفلفل الأسود بعد أن ودعنا السيدة (عزيزة) بقينا نبحث عن مواطنين آخرين سبق لهم وأن اقتنوا بهارات مغشوشة حتى جمعتنا الصدفة بالسيدة (حورية) صاحبة 46 ربيعا هي الأخرى كانت تقوم بشراء بعض الخضر والفواكه التي تحتاج إليها فسألناها عن كيفية اختيارها للتوابل فردت علينا أنها تقوم بشرائها من الباعة الصحراويين الذي يبيعون التوابل في محلات متخصصة بالعديد من شوارع العاصمة سألناها إن كان سبق لها وأن اقتنت بهارات مغشوشة فردت ضاحكة وقالت (نعم سبق لها وأن اشترت في العديد من المرات توابل غير أصلية آخر مرة كانت عندما قامت بشراء فلفل أسود إلا أنها عندما طبخت به لاحظت أنه لم يترك أي ذوق في الطعام وفي اليوم الموالي قامت بتذوقه إلا أنها تفاجأت أنه له طعم غريبا يشبه طعم التراب فقامت بوضع القليل من الماء فتماسكت حبات الفلفل مع الإسمنت وأصبحت وكانها خليط مستعمل في البناء فطلبت من زوجها أن يعطيها رأيه فأخبرها أنها كانت تطبخ بالإسمنت وليس بالفلفل الأسود لذلك قررت السيدة (حورية) من يومها عدم شراء الفلفل الذي يأتي في أكياس مغلقة بل أنها تقوم بشراء التوابل من عند الباعة الصحراويين أين تتوفر التوابل الأصلية. باعة يؤكدون جودة سلعهم بعد الحديث الذي جمعنا ببعض المواطنين الذين اقتنوا البهارات المغشوشة أردنا ان نعرف من أين يأتي التجار بتلك الأنواع من البهارات التي يبيعونها في الأسواق للمواطنين وأول من قابلناه(عبد الرحيم) تاجر في مقتبل العمر ينصب طاولة خاصة لبيع البهارات في سوق(كلوزال) سألناه من أين يقتني بضاعته فرد علينا هذا الأخير أنه يقتينها من سوق الجملة بالسمار بالجزائر العاصمة فحدثناه عن البهارات المغشوشة التي تباع للمواطنين إلا أن هذا الأخير أكد لنا أنه يبيع توابل مميزة لأنه يشتريها من عند تاجر أمين ونزيه ولم يسبق لأي مواطن أن اشتكى من نوعية التوابل التي يبيعها. بعد أن تحدثنا إلى(عبد الرحيم) قمنا بزيارة أحد المحلات المتخصصة في بيع الأعشاب والبهارات والتي يشرف عليها أحد الباعة الصحراويين تقربنا من صاحب المحل وسألناه عن مصدر التوابل التي يبيعها فأخبرنا أنه يأتي بها من المغرب والبعض الأخر يشتريها من بعض التجار التي يقتنونها من الهند لذلك فإن محله مشهور في بيع أجود أنواع البهارات حدثناه بعدها عن بعض البهارات المغشوشة التي تباع في الأسواق فأخبرنا أنه يوجد فعلا بعض التجار الذين لا ضمائر لهم يبيعونها للمواطنين. حرزلي محفوظ: مصالح الرقابة هي المسؤولة من جهة أخرى ولإثراء الموضوع أكثر ربطت(أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالسيد(حرزلي محفوظ) رئيس الاتحاد الوطني لحماية المستهلك وقد أكد لنا بدوره أن الاتحاد قد سجل عدة شكاوي من المواطنين وفي مرات كثيرة عن وجود بهارات مغشوشة في الأسواق الجزائرية والتي يتم ترويجها بكثرة في المناسبات التي يقتني فيها الجزائريون هذه المواد كثيرا على غرار شهر رمضان الكريم أين يشتري المواطنون أنواعا كثيرة من أجل التنويع في المأكولات وحتى في أيام عيد الأضحى المبارك إلا أن السيد حرزلي حمّل مصالح الرقابة وقمع الغش مسؤولية رواج مثل هذه المواد في الأسواق وذلك لأنها لا تقوم بالمهام المنوطة إليها على أكمل وجه وهو الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه للتجار من أجل العبث بأغلب المواد الاستهلاكية ومن بينها التوابل وهو الأمر الذي يهدد صحة المواطنين.