تعتبر البهارات والتوابل من أهم المضافات الصحية التي تحقق الكثير من الفوائد فيما يتعلق بحماية الإنسان من الأمراض، فضلا عن كونها من المطيبات التي تضفي على الطعام نكهات، حيث تعرف سوق التوابل في هذه الفترة الأخيرة انتعاشا كبيرا في الأسواق الشعبية بالعاصمة مما دفع بالكثير من التجار إلى قطع مئات الكيلومترات للحصول على النوعية الجيدة التي ألفت ربات البيوت الاعتماد عليها في هذا الشهر الفضيل حيث تحرص ربات البيوت على اقتناء تشكيلية كبيرة من هذه التوابل التي تضفي على الأطباق الرمضانية نكهة خاصة و مذاق يختلف من منطقة لأخرى. تنافس الباعة على توفير مختلف البهارات و اجودها وقد اصطفت اسواق العاصمة طاولات تجار التوابل التي تعرض مختلف الأنواع و ما زاد من كثرة الإقبال عليها رائحتها العبقة و ألوانها المختلفة التي تتأرجح بين الأحمر و الأصفر و الأخضر، و غيرها من الألوان التي تستهوي الناظر اليها، حيث وضعها التجار في أكياس بلاستيكية بأحجام مختلفة، تلبي رغبة السيدات، وتتناسب مع قدرتهم الشرائي و هذا بعد اقتربنا من الباعة التي كانت طاولاتهم تعج بأعداد كبيرة من النساء اللائي أبين إلا أن يقتنين تشكيلة من هذه التوابل و البهارات. توابل الهند و المغرب تغزو الاسواق الجزائرية في رمضان حيث أكد لنا احد التجار أنه مع حلول شهر رمضان تعرف تجارة التوابل رواجا كبيرة لأهميتها في المطبخ الجزائري ففي السنوات الأخيرة أصبح الطلب لا يقتصر على التوابل المتعارف عليها والتي اعتادت النسوة على استخدامها في الأطباق الرمضانية و التقليدية بل تعدى ذلك بكثير حيث أصبحن يطالبن بتوابل و بهارات جديدة غزت السوق و التي يكثر استخدامها في المغرب كورقة موسى و عود مريم، الابزار و الزعفران المغربي بالإضافة إلى التوابل التي تعودن عليها كالفلفل الأسود والأحمر و الكسبرة و جوزة الطيب و زريعة البسباس و الزعيترة، رأس الحانوت و السكنجبير الذي ذاع صيته في السنوات الأخيرة لتمكنه من علاج عدة أمراض حسب أطباء الأعشاب، وعن مصدر سلعته فقد أكد لنا متحدثنا انه جلبها من ولاية غرداية المشهورة بتجارة التوابل و كذا ورقلة و المسيلة، مشيرا إلى أن هناك من يقوم باستيراد هذه التوابل من الهند و تونس و المغرب و عن سر وراء قطع مئات الكيلومترات للتزود بها فقد أوضح البائع أن الكثير من النساء يرفضن اقتناء التوابل المعروضة في الأسواق منذ أشهر، و بما أنها تجدد كل شيء في شهر رمضان فهي لا تتوانى أن تشترط أن تكون التوابل جديدة هي الأخرى و ليست تلك المخزنة طيلة العام في محلات العطارة أما عن الأسعار فهي تختلف حسب الكمية المراد اقتناؤها ، و في هذا الصدد تقول احد السيدات انها قد تعودت على اقتناء توابل جديدة لاستعملها في الطبخ، حيث تحرص كل العام على أن تطبخ بتوابل جديدة غير التي تباع في الأكياس البلاستيكية عند البقال التي مضت مدة طويلة على تخزينها، أما ما يباع في السوق الذي اقتنت منه التوابل فهي منتجات جديدة يتم بيعها بعد طحنها مباشرة كما أنها تشتري التوابل التي تعودت أن تطهي بها طيلة العام لانها تخاف ان يتغير ذوق الطبق بسبب البهارات الجديدة التي اكتسحت السوق. زيادة عى استعمالها في الاطباق البهارات كعقاقير طبية و شفاء لمختلف الامراض أصبحت البهارات تستخدم كعقاقير طبية مثلما تستخدم في التغذية من أجل أن تصبح طيبة وشهية. وبالتالي فقد أصبحت المحلات التي تبيعها عبارة عن صيدليات ، فقد كانوا يعتقدون بأنها تشفي من بعض الأمراض أو تساعد على الشفاء ففي زمن مضى كانت فيه البهارات غالية جداً و بثمن الذهب و الجواهر الكريمة نفسه، و لذلك تنافست عليها الدول الأوروبية و استعملت كدواء لمختلف الامراض حيث استعرض الباحثون أهم أنواع التوابل المشتقة من النباتات العلاجية و تشمل القرفة التي تفيد في حالات فقدان الشهية والتهاب المفاصل والانتفاخ والتقلصات و غازات البطن، والمشكلات الهضمية ، و تعمل كمضاد حيوي للبكتيريا و الفطريات و مهدئ للأمعاء، بينما يساعد الأوريجانو في تخفيف التهاب القصبات الهوائية و إصابات فطريات الكانديدا المبيضة، والتهابات الأمعاء والسعال وغثيان الحركة وآلام الأسنان، فضلا عن كونه مضاد قوي للبكتيريا والالتهاب والأكسدة و الفيروسات، كما انه تتوقف القيمة الغذائية للبهارات على نوع البهار و بصفة عامة فإن البهارات غنية بالبروتين والأملاح المعدنية وبعضها غني بالصوديوم ( الملح ) و الذي لا يفضل الإكثار منه بخاصة الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم. و لكن نظرا لأن البهارات يتم استخدامها بكميات قليلة جدا ً في الطعام فإنها لا توفر قيمة غذائية تذكر.