لقمة العيش جرّتهم إلى السجون كلوندستانات يُقحمون في قضايا إجرامية خطيرة أصبح غلاء المعيشة يثقل كاهل الجزائريين كثيرا فغلاء المعيشة وضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين جعلهم يبحثون عن لقمة عيشهم بكل السبل فالظروف اضطرت العديد من الناس لامتهان وظائف أخرى غير وظائفهم عساهم يستطيعون تسديد متطلبات حياتهم اليومية خصوصا أرباب العائلات ومن بين الوظائف التي يعتمدون عليها حرفة الكلوندستان إلا أنهم للأسف عادة ما تجرهم هذه الحرفة إلى العديد من المشاكل فيجدون أنفسهم متورطين في قضايا خطيرة. عتيقة مغوفل بعض المساجين يزجون بالسجن من أجل تهم توجه لهم ظلما وبهتانا ويحكم عليهم بالسجن لعدة أعوام رغم أنهم بريئون من التهم المنسوبة إليهم ولكن الأدلة تقف كلها ضدهم ومن بين هؤلاء الناس سائقو السيارات غير الشرعيين أو ما يطلق عليهم بالعامية اسم (الكلوندستان) هؤلاء يقلون في بعض المرات مجرمين في سياراتهم يحملون معهم ممنوعات وحين يتم توقيفهم يتورط الكلوندستان مع المجرم في قضيته ويصبح شريكا فيها. زبون يحمل 300 قرص مهلوس بعد أن ركبنا سيارة أجرة ونحن في طريقنا جمعتنا مع السائق دردشة بسيطة وفي خضم حديثه إلينا أخبرنا أنه قبل أن يكون سائق سيارة أجرة كان يعمل كلوندستان مثل الكثير من الشباب الذين لم يستطيعوا أن يجدوا منصب عمل وعانوا من البطالة فاشترى له والده السيارة حتى يعمل وفي أحد الأيام بينما كان واقفا في أحد أحياء العاصمة يبحث عن زبائن من أجل أن يقلهم وإذا بشابين يقصدانه يطلبان منه أن يقلهما إلى حي(مناخ فرنسا) التابع لبلدية بوزريعة بالجزائر العاصمة وبعد أخذ ورد اتفق معهما على أن يقلهما ب600دينار جزائري ولكن لم يكن يعرف أبدا ولم يتصور أن ذلك المشوار سيجره إلى السجن فبينما كان في طريقه إلى بوزريعة مرورا بحي شوفالي استوقفه شرطي المرور وطلب منه وثائق سيارته كإجراء قانوني عادي ليقوم بعدها بتفتيش السيارة ثم طلب من الشابين النزول وقام بتفتيشهما وطلب من أحدهم أن يفتح محفظة الظهر التي كانت معه لتحدث بعدها المفاجأة وما لم يتصوره السائق فقد كانت محفظة الشاب مملوءة بالأقراص المهلوسة وكان يحمل معه قرابة 300قرص ليقوم بعدها الشرطي رفقة زميل له باعتقال الشابين والكلوندستان واقتيد الجميع إلى مركز الشرطة لبوزريعة وهناك بدأت مصالح الأمن تحقق مع الشابين والسائق وقد اعترف الراكبان أنهما كان سيقومان بتسليم تلك الأقراص المهلوسة لأحد تجار المخدرات بحي (مناخ فرنسا) من أجل ترويجها في حين أن سائق سيارة الكلوندستان أنكر جملة وتفصيلا أنه يعرف الشابين وقد أكد لضابط الشرطة أنه كلوندستان قام بتوصيلهما فقط إلا أن الضابط لم يصدقه وأحيل جميعهم على مجلس القضاء من أجل محاكمتهم بتهمة تكوين جماعة أشرار من أجل ترويج المخدرات وهناك وأمام القاضي اعترف أحد الشابين أن السائق هو كلوندستان قام فقط بتوصيلهما وهو لا علاقة له بهما ولا يعرفهما أين نطق القاضي بحكم البراءة للسائق الذي حلف يمينا أنه لا يمهتن مهنة الكلوندستان مرة أخرى وقرر أن يصبح سائق سيارة أجرة يعمل في إطار قانوني كما أنه يختار الزبائن الذين يقلهم والأمكنة التي يأخذهم إليها. زبونة تُقحمه في قضية سرقة وعلى ما يبدو أن السائق الذي قابلناه ليس الوحيد الذي تورط في تهمة ووجد نفسه وراء القضبان بسبب مشوار قام به وهو حال(رشيد) شاب في العقد الثالث من العمر هذا الأخير يعمل عون أمن في إحدى المؤسسات الخاصة وهو يعمل بنظام المناوبات أي أنه يعمل لمدة24 ساعة ثم يبقى 48 ساعة راحة وهكذا طوال أيام الأسبوع وبما أنه يملك سيارة صغيرة وجدها فرصة حتى يعمل(كلوندستان) في أيام راحته من أجل أن يحسن دخله وقد أصبح له زبائن مثل أصدقائه وجيرانه الذين يطلبونه كلما احتاجوا إليه ومن بين زبائنه فتاة تبلغ من العمر24 سنة بنت الجيران تعود أن يقلها هي وأهلها كلما طلبوا منه ذلك وفي أحد الأيام تلقى(رشيد) اتصالا هاتفيا من الفتاة تطلب فيه منه أن يقلها إلى أحد الأحياء ببلدية بئرخادم وحين وصلا إلى هناك طلبت منه أن ينتظرها فرآها (رشيد) تفتح إحدى الفيلات بالمفتاح وتدخل إليها ثم وبعد مرور حوالي ربع ساعة من الزمن عادت الفتاة وهي تحمل في يدها حقيبة صغيرة وطلبت منه أن يعيدها إلى البيت مرة أخرى وبعد مرور حوالي 20 يوما وبينما كان يتجول في سيارته في العاصمة ثم توقيفه في أحد الحواجز الأمنية واقتيد إلى مركز الشرطة على أساس أنه شخص محل بحث من طرف رجال الأمن وهناك وجهت له تهمة تكوين جماعة أشرار من أجل سرقة إحدى الفيلات ببئرخادم وقد أطلعته مصالح الأمن على شريط فيديو عندما كان متوقفا أمام باب الفيلا ينتظر شريكته في الجريمة حتى تخرج من البيت إلا أنه أكد أنه لا يعلم عن الأمر شيئا وأنه قام فقط بإيصال بنت الجيران على أساس أنه (كلوندستان) لا أكثر ولا أقل لتقوم بعدها مصالح الشرطة بإحضار الفتاة التي اعترفت أنها هي من قامت بسرقة منزل صديقتها مستغلة فرصة قضاء العائلة للعطلة في ولاية جيجل وقد سبق لها وأن سرقت منها مفتاح الباب دون أن تعلم صديقتها كما أن الفتاة أكدت أن السائق بريئ من التهمة وقام يإيصالها فقط.