بقلم: محمد شوارب* إنه ليحزنني أن أقول: إن صورة الإعلام أصبحت باهتة وغير مرئية وواضحة لا طعم لها وهذا كله نتيجة الثرثرة المتبادلة بين بعض الإعلاميين بعضهم لبعض دون فائدة تعود على المتتبع والمشاهد. فهذه الزوبعة التي انتشرت في الآونة الأخيرة على شاشات التلفاز والاهتمام بأخبار لم يكن لها أثر ترتاح إليه النفوس للمتتبعين والمشاهدين فأصبح من واجبي الوطني أن أكتب وأرد على (البعض.. البعض) من الإعلاميين الذين لم يقدموا شيئا حسّنا يذكر وأصبحوا عائقا. فنريد أن نصرخ في آذان (بعض الإعلاميين) الغافلين عن وطنيتهم والذين يحاولون أن يسيروا فتنة وثرثرة وزوبعة عارية دون غطاء. ... من المعروف أن الإعلام هو خليط هائل مملوء بالمعلومات والأحداث والأخبار والتقارير لكنه يحتاج إلى نظر فاحص واختيار لبيب وإعادة ترتيب من جديد وأساس هذا الترتيب يعتمد فيما أرى على تنسيق الاختيار في الألفاظ واحترام عين المتتبع والمشاهد فهو يكثف الأدنى والأعلى يريد أن يؤدي رسالة يبين فيها الخطأ والصواب من خلال العرض والتقديم ولهذا إما أن يكون الإعلامي رابحا أو خاسرا. المعروف عندما تنهض دولة يكون في وعيها ووجدانها شيئان مهمان هما: الخلق المتين وروح التفاؤل والأمل وعندما نسرد كلمتنا عن التفاؤل والأمل فنقول إنها مرهونة بوسائل الإعلام التي من الممكن أن تبث روح التفاؤل والأمل أو التشاؤم مثلما فعل أحد الإعلاميين بالتلفاز وغيره من بعض الإعلاميين أعترف وأقر أن الإعلام مقصر كل التقصير في حق الشعب والنهوض ببلادنا وخصوصاً عدم استضافته لكلاً من المخترعين والمفكرين والباحثين والمثقفين والاقتصاديين وأصحاب الرؤيا والحلول والمشكلات التي تخص المواطن وتؤلمه فللأسف الشديد الإعلام يهتم فقط بالفنانين والفنانات وأخبارهم الخاصة وربما هذه الأخبار تضر ببعض الفنانين والفنانات (مع كامل الاحترام لهم) فلو قارنا الفرق بين الإعلامي والفنان هناك فرق كبير فالفنان ثروة لا تقدر بمال (لماذا) لأن المال لا يصنعهم إنما هو يصلوا إلى وجدان المشاهد أو الجمهور بإحساسهم وقلوبهم فمنهم من أرق وأعمق في الاستخراج فالفنان الحق يبذل كل جهده من فؤاد وجسد. أما بعض الإعلاميين يسيرون فتنة أو اهتمام بأشياء لا تهم المشاهد والمتتبع على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. ... ولا زلت أؤكد أن الإعلام لابد من أن يستيقظ من فجوته العميقة وعليه أن يستعين بالكلمة والخبر اليقين عليه أن يسد أفواه الحمقى الذين يريدون أن يخربوا بلادنا فعليه أن يترك الفوضى الفكرية المرئية على الشاشات وإعادة الرشد إلى حياتنا الثقافية وعدم التحريف ولا المغالاة دون قصور ولا فوضى. فإلى متى يبقى الإعلام في هذه الصورة ضعيفاً بألم الغلابة والفقراء والمساكين وأصحاب المشاكل التي تريد الحلول وعرضها على المسؤولين وكيفية الخروج بحلول مرضية للمواطن الغلبان البسيط المسكين الفقير. ... فلابد من غربلة بعض الإعلاميين وعلاج الهفوات الفردية بما يرد الاعتبار إلى كل عين متتبع ومشاهد بالكلمة البريئة والخبر اليقين ورؤية في ميدان الطبيعة والحياة. الإعلام يجب أن يخضع لرقابة صارمة تضبطها القوانين واللوائح وفق واجبات ونصوص وحقوق المتتبع والمشاهد. .... على الإعلام أن يوسع دائرة الثقافة النافعة للمشاهد والمواطن الغلبان من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأن يقدم الأسلوب الذي ينفع والألفاظ المتأنية في الإلقاء. على الإعلام أن ينشئ أجيالا أدنى إلى الاستقامة بالرؤية والتحاليل التي تخدم كل الأجيال القادمة.