أعرب سكان قرية واد جنان، المتواجدة ببلدية بني عمران جنوب شرق ولاية بومرداس، عن استيائهم الكبير جراء الوضعية الصعبة التي آلت إليها ظروفهم المعيشية في ظل غياب أبسط ضروريات الحياة الكريمة؛ فلا ماء بالحنفيات ولا طرق معبدة ولا هيكل صحي يتكفل بالعلاج. سكان قرية واد جنان، الذين يزيد تعدادهم عن 3500 نسمة لا تفصلهم عن مقر عاصمة البلدية بني عمران كثيرا، إلا أن هذا لم يغير من وضعهم أي شيء، فالتنمية تراوح مكانها بهذه القرية، حيث أن هذه الأمور بقيت على ما كانت عليه في التسعينيات، إذ تم وقتها إغلاق قاعة العلاج الوحيدة بالقرية لأسباب أمنية، إلا أنه قد تم فتحها مؤخرا لكن في غياب الوسائل والإمكانات، الأمر الذي يجبر المرضى من سكان القرية على قطع عدة كيلومترات لأجل العلاج بالبلديات المجاورة، علما أن أغلب سكانها من ذوي الدخل المحدود وكذا من العائلات المعوزة. وحسب بعض سكان المنطقة فإن استقرار الوضع الأمني لم يغير شيئا من ظروفهم المعيشية، لكن تشبث سكان القرية بأراضيهم حملهم على الاستمرار فيها وقت المعمر الفرنسي وأمام بطش الجماعات المسلحة، حيث يوجد بالقرية أكثر من 200 مسلح من عناصر الدفاع الذاتي ضحوا بأعز ما يملكون من أجل حماية قريتهم، بالوقوف في وجه الجماعات الإرهابية المسلحة التي عملت على زرع اللاأمن وبث الرعب في نفوس المواطنين العزل. أما مشكل الماء الشروب فهو الشغل الشاغل وهاجس سكان القرية كباقي القرى الأخرى التابعة للبلدية؛ فهم يوميا في رحلة بحث طويلة عن قطرة ماء تسد رمقهم، فالصهاريج بها تخضع للمضاربة، إذ يستغل التجار الجشعون فرصة غياب هذه المادة الحيوية للرفع من سعر الصهريج الواحد من الماء ليصل إلى 300دج! وأمام هذه النقائص التي عطلت حركة التنمية بالقرية يبقى مواطنوها يعانون مرارة الحياة التي عبّروا عنها في شكاوي إلى الجهات المسؤولة دون أن تولي هذه الأخيرة التفاتة مسؤولة نحوهم.. لتبقى معاناتهم مؤجلة إلى إشعار آخر.