تنقل مشاهد كارثية من قلب العاصمة مراكز صحية تتحول إلى قنابل موقوتة ببولوغين تتواصل فضائح قطاع الصحة بالجزائر وتتواصل معه يوميات المواطنين مع المعاناة والتسيّب عبر مستشفيات ومراكز صحية تفتقر للرقابة والتنظيم وهذا ما وقفت عليه (أخبار اليوم) عبر المركز الصحي ببولوغين. مليكة حراث أعرب عدد من المواطنين من حالة التسيّب والإهمال التي تميز المؤسسة العمومية للصحة الجوارية لباب الوادي وتدني مستوى الخدمات بذات مصلحة جراء الفوضى والنقص الفادح للعناية بالمرضى من طرف الأطباء والممرضين خصوصا في الفترات الصباحية التي تجدها خاوية على عروشها باستثناء وجود أعوان الأمن حيث تعرف هذه المصلحة توافدا كبيرا للمرضى الذين يجبرون على الانتظار لساعات من أجل الحظي بمعاينة من طرف الطبيب أو وضح حقن ورغم أن حالتهم إستعجالية ولا يمكنهم احتمال الانتظار بسبب الآلام إلا أنهم يعانون من الإهمال واللامبالاة. ووسط هذا التسيّب والإهمال رفع هؤلاء المرضى شكاويهم في حديث لهم مع (أخبار اليوم) التي كانت حاضرة بالمصلحة المذكورة التي أكد لها هؤلاء في حديثهم أنهم يجدون أنفسهم في غالب الأحيان مجبرين على الذهاب إلى العيادات الخاصة لتفادي الانتظار بالساعت لقدوم الطبيب أو حتى الممرضين وكأنهم يعملون بمؤسسة خاصة أو ملكية لهم على حد تعبيرهم مشيرين أنهم مستاؤون من الإهمال والتسيّب الذي يعد سيد الموقف بهذه المؤسسة التي يعمل طاقمها على حسب أهوائهم دون رقيب أو مسؤول يضع حدا لهذا التهاون والتماطل في أداء مهامهم واحترام أوقات دوامهم على غرار المؤسسات الصحية المجاورة. وفي السياق ذاته عبر هؤلاء المواطنون الذين تحدثوا معنا عن تذمرهم الشديد من عدم توفير المصلحة أدنى شروط العناية بالمريض فحسب هؤلاء فإن التحاق المريض بذات المصلحة يزيد من معاناتهم وتأزم حالتهم الصحية جراء عدم تلقيهم أي عناية أو اهتمام سيما في تأخير الذي تسجله تلك المؤسسة لحضور طاقمها في الوقت المحدد الأمر الذي يثير اشمئزازهم وأن انتظارهم من السابعة والنصف الى غاية التاسعة والنصف قدوم الطبيب والممرضين أمر غير معقول وما زاد من تذمر هؤلاء هو النقص الفادح الذي تعرفه المصلحة في خدمات الإسعاف أين يجد المواطنون أنفسهم مجبرين على تدبر أمرهم لنقل مرضاهم حيث أكد لنا هؤلاء أنه عند قيامهم بالاتصال بالمستشفى من أجل تزويدهم بسيارة الإسعاف فإنهم يتلقون رد وحيد وهو أنه لا توجد سيارة إسعاف شاغرة وعليهم تدبر أمرهم وضمان وسيلة نقل ذهابا وإيابا لمريضهم وهذا ما يجبرهم على القيام بكراء سيارة بمبلغ مالي باهض لنقل المريض إلى المستشفى. وعلى مدار الطريق يبقى هؤلاء في تخوف من أن تتأزم حالة المريض بسبب نقله في سيارة غير مجهزة طبيا. وأثناء تواجدنا بالمصلحة شد انتباهنا بعض المواطنين الذين كانوا يحاورون أنفسهم ويبدون تذمرهم جراء التسيّب وعدم إعارة هؤلاء العاملين بالمصلحة أي اهتمام بهم رغم معاناتهم مع الآلام والمرض إلا أنهم لا يجدون سبيل سوى الانتظار وقوفا أمام باب غرفة الطبيب. وما لاحظناه أيضا هو قيام عاملة التنظيم بممارسة مهنتها في الوقت الذي تعرف المصلحة اكتظاظا في عدد المرضى وذلك ما أدى إلى استياء هؤلاء. وقد وجه هؤلاء المواطنون أصابع الاتهام فيما يخص التسيب والإهمال الذي أصبح يؤرقهم إلى غياب الرقابة من طرف وزارة الصحة على المؤسسات والعيادات الجوارية مما يجعل العاملين في هذه المصالح يمارسون كل أنواع الإهمال والحقرة التي يذهب ضحيتها المواطن الضعيف الذي لا حول ولا قوة له في إيجاد حل آخر غير المصحات العمومية ليضطر تحمل تلك التصرفات والخضوع للانتظار وقبول الوضع مقابل الظفر بفحص يكون في غالب الأحيان سطحي وعشوائي ليصل في بعض الأحيان يوجه الطبيب السؤال للمريض دون أن يكلف نفسه عناء معاينته أو الكشف عنه بالسماعة مكتفيا بالسؤال ما يؤلمك وفقط؟ يقابلها بكتابة وصفة لا تجدي للمريض في شيء في غالب الأحيان. وعبر صفحاتنا طالب هؤلاء من السلطات الوصية والمعنية بقطاع الصحة العمل على مراقبة تصرفات الأطباء والممرضين والوقوف على حالة الإهمال والتماطل الذي ينتهجه ما يسمون بملائكة الرحمة.