ثلاث سنوات على فضّ اعتصام رابعة أين اختفى صاحب أشهر صرخة؟ ب. ح اختفى الشاب المصري أنس شرف صاحب أشهر صرخة في فض اعتصام رابعة في الذكرى الثالثة للفض وهي الصرخة التي خرجت عندما رأى قيام الشرطة بفض الاعتصام تنفيذا لأوامر الانقلابيين. تبدأ حكاية أنس سامي شرف من ثورة 25 يناير 2011 التي شارك فيها هو وأسرته ووالده الدكتور سامي شرف وأخوته الأربعة حيث ظلوا معتصمين مع الملايين التي تواجدت من أجل رحيل نظام مبارك وبعد أن رجع أنس إلى قريته مليج التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية وهو يحمل ذكريات التحرير وأفكاره التي أراد أن ينشرها ويعلمها لأهل قريته هو وأخوته حيث تحمس أنس لأول تجربة ديمقراطية في مصر. وشارك سامي شباب قريته اهتمامهم في المساعدة في النهوض بالبلاد حيث شارك في جميع الفعاليات وجمع الاستحقاقات الانتخابية وبعد أحداث 30 جوان التي أعقبها اعتصام رابعة الذي لم يترك أنس يومًا فيه هو وأسرته جميعًا الأب والعم والأم وإخوته أكثر من أربعين يومًا معتصمًا بميدان رابعة مرورًا بمذبحة الحرس الجمهوري الذي كان يومًا فاصلًا في حياته حيث حمل أنس جسد عمه صافي طه شرف وهو غارق في دمائه نتيجة رصاصة في الرأس حيث زاده الحادث إصرارًا على الاستمرار حتى جاء يوم الفض. رفض أنس أن يترك الميدان الذي ظل به أكثر من أربعين يومًا مع أصحابه وإخوانه الذين حمل منهم عشرات المصابين والشهداء ورأى الآلاف من المعتقلين الذي كان بينهم أخوه الأكبر المهندس إسلام سامي شرف وعندما عاد أنس إلى قريته وهو يحمل أسوأ كابوس عاشه في حياته قام بالمشاركة في جميع الفعاليات والمظاهرات حتى جاءت الذكرى الأولى لفض رابعة حيث تم القبض على أنس بشارع قصر العيني وتم الإفراج عنه بعد شهر كامل. كما خرج أنس في العديد من التظاهرات داخل جامعة المنوفية حتى تم القبض عليه أكثر من مرة وتم الحكم عليه بأكثر من عشرين عامًا وخرج أنس من السجن في انتظار الحكم النهائي في تلك القضايا ولكنه اختفى عن المشاهد ولم يره أحد حتى جاءت الذكرى الثانية للفض حيث رحلت والدته والتي كانت تهون عليه ما فيه من مصائب. وفي الذكرى الثالثة لا يعرف المصريون أين ذهب أنس بالضبط فمنهم من أكد أنه سافر خارج البلاد ومنهم من قال إنه هرب من الشرطة حتى لا يتم القبض عليه ويقضى بقية حياته داخل السجون ولكن في النهاية سيظل أنس شرف حاضرًا وبقوة في كل ذكرى لفضّ رابعة بصورته الصارخة.