أحياء ينتظرون وأموات عالقون! عمارات ب10 طوابق بدون مصاعد بقلب العاصمة تتواصل معاناة سكان حي الأفواج بساحة أول ماي المتواجد على مستوى بلدية سيدي أمحمد بالعاصمة بسبب تعطل المصاعد بعماراتهم التي يفوق عدد طوابقها العشرة وذلك منذ قرابة ال 20 سنة وأكبر المتضررين حسب شهادات القاطنين بذات العمارة هم كبار السن المصابين بأمراض مزمنة والأطفال العالقين في سلالم هذه العمارات. مليكة حراث بعد عشرين سنة من المعاناة سكان حي الأفواج بأول ماي بالعاصمة ينتفضون ضد سياسة التجاهل التي تنتهجها المصالح المعنية في إصلاح المصاعد والتي يعود تعطيلها الى أزيد من ال 20 سنة يواجهون شتى المتاعب اليومية التي أثقلت كاهلهم وأرقت حياتهم خصوصا عند وفاة قاطن بالعمارة فإنهم يعانون بشدة لإخراج الجنازة الى آخر سلم نظرا لتعطل المصاعد الأمر الذي أثار سخط هؤلاء وطالبوا على إثرها التدخل الفوري للمعنيين لفك عزلتهم داخل تلك العمارة المنسية -حسبهم-. حيث أوضح بعض سكان الحي من خلال حديثهم ل أخبار اليوم أنه بالرغم من الشكاوي المتعددة والنداءات المتكررة التي أودعوها لدى السلطات المعنية لوضع حد لهذا المشكل ورفع الغبن والمعاناة اليومية إلا أنها لم تر النور لحد الساعة أو آذان صاغية سوى صبّ وابل من الوعود الكاذبة التي لم تعرف طريقها للتجسيد في إصلاح تلك المصاعد في القريب العاجل فهي مجرد وعود لتهدئة النفوس والتطمين وفقط حتى يتراجع هؤلاء عن احتجاجهم اليومي أمام مقر البلدية الوضع الذي زاد تأزما وساهم بشكل كبير في حجم معاناتهم. وفي السياق ذاته أكدت لنا إحدى القاطنات بالعمارة أن هذه الوضعية تعود إلى سنة 1987 عندما أقدمت مصالح ديوان الترقية والتسير العقاري بانتزاع بعض القطع من المقاعد بهدف إصلاحها إلا أن ذلك لم يتم رغم مرور كل هذه المدة ليتجرع بعد ذلك السكان يوميا مرارة الصعود إلى شققهم ببنايات تفوق العشرة طوابق ولعل الفئة الأكثر تضررا من هذه الوضعية فئة كبار السن والأطفال والمصابين بتعقيدات صحية والمزمنة لا سيما المصابين بالأمراض القلبية والتنفسية الذين باتوا يتفادون النزول والصعود كثيرا وأصبحوا يفضلون البقاء بالبيت بسبب تعطّل مصاعد العمارة مكتفين بالوقوف في الشرفات نظرا للمشقة والصعوبة الكبيرة التي يواجهونها عندما ينقلون مقتنياتهم إلى غاية منازلهم كما أضاف هؤلاء في ذات الصدد أنهم قاموا وفي الكثير من مناسبات عديدة رفع صرختهم ونجدتهم للسلطات المحلية من أجل النظر بعين الاعتبار لانشغالاتهم والتكفل بوضع حد نهائي للهاجس المؤرق الذي لازمهم سنوات طويلة إلا أن التجاهل والتماطل كانا سيد الموقف غير آبهين بالمعاناة والمرارة والمتاعب التي يواجهونها في ظل الصعود والنزول من أعلى الطوابق التي تقطع الأنفاس للشبان فكيف لأنفاس الكبار والنساء. كما لكم أن تتصوروا كيف يحمل هؤلاء جنازة فوق الاكتاف من 10 طوابق؟. واكد أحد القاطنين أن السلطات أرجعت التأخر في إصلاح تلك المصاعد إلى ضعف الميزانية إلا أن هؤلاء يتساءلون ان المشكل ليس وليد الأزمة التي تعيشها الجزائر في ظل التقشف بل كان مطروحا منذ عقود اين كانت البلاد في بحبوحة. وأمام هذه الظروف المزرية التي يواجهها سكان حي الأفواج الأربعة يطالب هؤلاء من الجهات المعنية التدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم التي طال أمدها والتي جعلت يومياتهم الصعبة والقاسية جحيما وينتهي الكابوس المفزع لديهم بإصلاح مصاعد العمارات آملين تجسد الوعود في أقرب الآجال.