الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد
الأمة العربية
الأيام الجزائرية
البلاد أون لاين
الجزائر الجديدة
الجزائر نيوز
الجلفة إنفو
الجمهورية
الحصاد
الحوار
الحياة العربية
الخبر
الخبر الرياضي
الراية
السلام اليوم
الشباك
الشروق اليومي
الشعب
الطارف انفو
الفجر
المساء
المسار العربي
المستقبل
المستقبل العربي
المشوار السياسي
المواطن
النصر
النهار الجديد
الهداف
الوطني
اليوم
أخبار اليوم
ألجيريا برس أونلاين
آخر ساعة
بوابة الونشريس
سطايف نت
صوت الأحرار
صوت الجلفة
ماتش
وكالة الأنباء الجزائرية
موضوع
كاتب
منطقة
Djazairess
ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية
بوريل: مذكرات الجنائية الدولية ملزمة ويجب أن تحترم
توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين
الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية
قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر
رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي
اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي
تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير
الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة
سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات
انطلاق الدورة ال38 للجنة نقاط الاتصال للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بالجزائر
الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني
بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق
سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل
عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي
مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل
حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع
أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب
توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة
هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار
الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها
توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع
التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب
السيد ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين
رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود
المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية
غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا
صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان
منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان
غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع
كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025
حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري
الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا
الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025
الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب
بين تعويض شايل وتأكيد حجار
ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024
التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية
3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد
طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل
الشريعة تحتضن سباق الأبطال
قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"
90 رخصة جديدة لحفر الآبار
خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب
الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك
دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها
مصادرة 3750 قرص مهلوس
فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد
رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية
الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية
ماندي الأكثر مشاركة
الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات
هتافات باسم القذافي!
هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته
الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية
الأمل في الله.. إيمان وحياة
المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم
نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
لا ل الحقرة وبخس الناس أشياءهم !
إمام مسجد حيدرة العاصمة
نشر في
أخبار اليوم
يوم 19 - 08 - 2016
الشيخ: قسول جلول
إِنَّ قَوَاعِدَ السُّلُوكِ وَالأَخْلاَقِ وَالتَّعَامُلِ تَنْبَثِقُ مِنْ قَاعِدَة أَسَاسِيَّة أَصِيلَة مِنْهَا تَنْتَشِرُ كُلُّ فَضِيلَة وَتُعْدَمُ كُلُّ رَذِيلَة هَذِهِ القَاعِدَةُ هِيَ إِفْرَادُ اللهِ بِالأُلُوهِيَّةِ وَالعِبَادَةِ وَلِذَلِكَ قَدَّمَها شُعَيْبٌ-عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فِي دَعْوَتِهِ حَيْثُ هِيَ أَسَاسُ رِسَالَتِهِ وَقَاعِدَةُ دَعْوَتِهِ فَمَنْ بَخَسَ الأَشْيَاءَ وَظَلَمَ النَّاسَ واحتقرهم فَبِنَاؤهُ قَائمٌ عَلَى غَيْرِ قَاعِدَة
وَأَسَاس فَحُسْنُ المُعَامَلَةِ مِنْ جَوْهَرِ الدِّينِ بِهِ تَستَقِيمُ الحَيَاةُ وَيَتََحَقَّقُ الانْسِجَامُ ويَتَرَسَّخُ الإِخَاءُ وَيَعُمُّ الخَيْرُ وَالرَّخَاءُ فَالمُعَامَلَةُ الطَّيِّبَةُ تَكْفُلُ لِلنَّاسِ سَعَادَتَهُمْ وتُحَقِّقُ لَهُمْ رَاحَتَهُم. ومعنى احتقر الشَّيءَ حقَره استصغره استهان به ونظر إليه نظرةَ ازدراء من المؤسف أن يحتقر المؤمنون إخوانهم ويأذونهم با لأفعال والأقوال والأوصاف وهو ما يعرف عند العامة بالحقرة أي استصغره استهان به ونظر إليه نظرةَ ازدراء واحتقار لا تحتقر كيد الضَّعيف فرُبَّما ... تموت الأفاعي من سموم العقاربِ !!
أحتقره وأحتقر علمه (كم من علماء جزائريين لهم مكانة عالمية في الفقه والدين ....ولكن عندنا نقلل من قيمتهم ...ونقدر غيرهم ممن ليسوا من أهلنا ولو كانوا تلاميذ عندهم) كم من مهندسين وأطباء ومختصين يشهد لهم العالم إلا أننا نزدريهم ونقلل من قيمتهم !!). ووووكم من مخترع ومن منتج أحتقر سلعته وأبخس أشياءه !!!كأننا نطبق المقولة ..(مطرب الحي لا يطرب) ( ولا نبي تنبأ في قومه) والله يقول ((لاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ )) ومَنِ استَهَانَ بِشَأْنِ أَخِيهِ الإِنْسَانِ وَاحتَقَرَهُ فَقَدَْ بخَسَهُ حَقَّهُ وَحَطَّ قَدْرَهُ لأَنَّ حَقَّ الإِنْسَانِ عَلَىَ خِيهِ الإِنْسَانِ أَنْ يُعَامِلَهُ بِاحتِرَام وَتَقْدِير وَإِعْزَاز وَتَوقِير وأمَرَ الله عِبَادَهُ بِتَحقِيقِ العَدْلِ وَالإِنْصَافِ وَإِعْطَاءِ الحُقُوقِ دُونَ بَخْس وَنُقْصَان وَجَعَلَهُ مِنْ مَكَارِمِ الأَخْلاَقِ وَأَجْمَلِ الأَوصَافِ وَنَهاهُمْ عَنِ الظُّلْمِ وَحَذَّرَهُمْ مِنَ الحَيْفِ وَالإِجْحَافِ والاحتقار !!
إِنَّ لِلنَّاسِ حُقُوقاً وَعَلَيْهِمْ وَاجِبَات بِمُرَاعَاتِهَا َستَقِيمُ الحَيَاةُ وَتَنْتَظِمُ وَتَتَعَافَى جِرَاحُ الأَخْلاَقِ وَتَلْتَئِمُ فَمَنَ عَرَفَ وَاجِبَاتِهِ فَأَدَّاهَا وَعَرَفَ حُقُوقَهُ فَلَمْ يَطْلُبْ سِوَاهَا سَلِمَتْ أَخْلاَقُهُ مِنَ الاضْطِرَابِ وَالخَلَلِ وَبَرِئَتْ مِنَ الأَسقَامِ وَالعِلَلِ فَوَضَعَ بِذَلِكَ الدَّلِيلَ وَالبُرْهَانَ عَلَى حُسْنِ الإِيمَانِ فَالخُلُقُ السَّلِيمُ السَّوِيُّ وَلِيدُ إِيمَان قَوِيّ وَفِي كَثِير مِنْ أَحَادِيثِ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- نَلْحَظُ الرَّبْطَ الوَثِيقَ وَالوَصْلَ الدَّقِيقَ بَيْنَ الإِيمَانِ وَالأَخْلاَقِ فَهُوَ -صلى الله عليه وسلم- يَنْفِي الإِيمَانَ عَنِ الإِنْسَانِ الذِي آذَى جَارَهُ بِالفِعْلِ أَو سَلاَطَةِ اللِّسَانِ فَيَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ-: ((وَاللهِ لاَ يُؤمِنُ وَاللهِ لاَ يُؤمِنُ وَاللهِ لاَ يُؤمِنُ قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائقَهُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا بَوائِقُهُ؟ قَالَ: شَرُّهُ)) كَمَا يَنْفِي -صلى الله عليه وسلم- الإِيمَانَ عَنْ شَخْص آخَرَنُزِعَ مِنْهَ الحَيَاءُ فَاقْتَرَفَ الرَّذَائلَ عَلَناً لَمْ
يَمْنَعْهُ خَجَلٌ وَلَمْ يَحُلْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّذِيلَةِ شُعُورٌ بِخَوْف وَوَجَل فَرَاحَ يَقْتَرِفُ الخَطَايَا وَيَفْعَلُ الدَّنَايَا غَيْرَ آبه لِشُعُورِ الآخَرِينَ وَلاَ مُكْتَرِث لِفعْلِهِ المَشِينِ يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-:
(الحَيَاءُ وَالإِيمَانُ قُرَنَاءُ جَمِيعاً إِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الآخَرُ))
وَمِنَ الأَخْلاَقِ التِي حَرَصَ الإِسْلاَمُ عَلَى استِمْرَارِهَا وَبَقَائِهَا وَسَلاَمَتِهَا وَنَقَائِهَا إِعْطَاءُ كُلِّ ذِي حَقّ حَقَّهُ دُونَ تَعقِيد أَو مَشَقَّة وَهُوَ لَوْنٌ مِنْ أَلْوَانِ السَّمَاحَةِ التِي يُرِيدُهَا الإِسْلاَمُ وَاقِعاً مَلْمُوساً وَيُرِيدُ أَثَرَهَا مُشَاهَداً مَحْسُوساً كَمَا أَنَّهُ مَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ الرِّفْقِ فِي التَّعَامُلِ وَالرِّفْقُ فِي كُلِّ الأُمُورِ زِينَةٌ وَجَمَالٌ وَسُمُوٌّ وَكَمَالٌ يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيء إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيء إِلاَّ شَانَهُ)) وَالرِّفْقُ إِذَا تَوَارَى أَو عُدِمَ حَلَّ العُنْفُ مَحَلَّهُ فَهُضِمَتْ بِذَلِكَ حُقُوقٌ وَضَاعَتْ وانْتَشَرَتِ المَظَالِمُ وَشَاعَتْ يَقُولُ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ-: ((إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ويُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى العُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى سِوَاهُ)).
إِنَّ إِعْطَاءَ الحُقُوقِ لأَرْبَابِهَا وَإِيصَالَهَا لأَصْحَابِهَا بِيُسْر وَسُهُولَة هُوَ سِمَةُ العِفَّةِ وَالشَّهَامَةِ وَالبُطُولَةِ لِذَلِكَ حَرَّم اللهُ عَلَى كُلِّ مَنْ تَحَلَّى بِهَا واتَّصَفَ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ لأَنَّهَا مَأْوَى كُلِّ غَلِيظ مُتَكبِّر جَبَّار يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَو بِمَنْ تََحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ؟ تَحْرُمُ عَلَى كُلِّ هَيِّن لَيِّن سَهْل )) وانْطِلاَقاً مِنْ مَبْدأِ الرِّفْقِ وَالسَّمَاحَةِ وَاليُسْرِ وَالسُّهُولَةِ حَرَّمَ الإِسْلاَمُ البَخْسَ والإحتقار وَهُوَ نَقْصُ الشَّيءِ عَلَى سَبِيلِ الظُّلْمِ وَقَدْ شَاعَ استِعْمَالُهُ فِي المَوازِينِ وَالمَكَاييلِ وَقَدْ أَعَدَّ اللهُ لِمَنِ اقتَرَفَهُ العَذَابَ الوَبِيلِ فَقَالَ تَعَالَى فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ: ((وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْم
َظِيم يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)).
احذروا البخس
وَالتَّعَامُلُ بِالبَخْسِ والاحتقار إِذَا شَاعَ فِي أُمَّة وَانْتَشَرَ عُدِمَ الخَيْرُ وَانْدَثَرَ فَدَمَّرَها اجتِمَاعِيَّاً وَأَخْلاَقِيَّاً واقتِصَادِيَّاً وَمَاذَا يَبقَى لِهَذِهِ الأُمَّةِ َعْدَ هَذَا التَّدْمِيرِ الذِي يَشْمَلُ كُلَّ مُقَوِّمَاتِ حَيَاتِهَا؟
إِنَّ عَوَاقِبَ البَخْسِ والاحتقار إِذاً جِدُّ خَطِيرَة لاَ يَستَهِينُ بِهَا إِلاَّ جَاهِلٌ مَطْمُوسُ البَصِيرَةِ فَلاَ عَجَبَ أَنْ أَرْسَلَ اللهُ بَعْضَ رُسُلِهِ فِي أُمَم مَارَسَتْ هَذِهِ المُعَامَلاَتِ المَشِينَةِ واقتَرَفَتْ هَذِهِ التَّصَرُّفَاتِ
المُهِينَةِ فَعَمَّ الظُّلْمُ فِيهِمْ وَسَادَ وَأَوقَعُوا فِي الأَرضِ الفَسَادَ وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمَرَ أَنْ تَبقَى الأَرْضُ صَالِحَةً مُطهَّرَةً وَمَعَالِمُ الخَيْرِ مِنْهَا وَاضِحَةً ظَاهِرَةً يَقُولُ اللهُ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ شُعَيْب -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- لِقَوْمِهِ: ((يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَه غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)) ومَنِ استَهَانَ بِشَأْنِ أَخِيهِ الإِنْسَانِ وَاحتَقَرَهُ فَقَدْ َخَسَهُ حَقَّهُ وَحَطَّ قَدْرَهُ لأَنَّ حَقَّ الإِنْسَانِ عَلَى أَخِيهِ الإِنْسَانِ أَنْ يُعَامِلَهُ بِاحتِرَام وَتَقْدِير وَإِعْزَاز وَتَوقِير فَالإِنْسَانِيَّةُ رَحِمٌ بَيْنَ كُلِّ النَّاسِ عَلَى اختِلاَفِ العَقَائِدِ وَالأَلْوَانِ وَالأَجْنَاسِ وَلَقَدْ أكَّدَ القُرآنُ الكَرِيمُ هَذَهِ الحَقِيقَةَ فِي أَكْثَرَ مِنْ آيَة حَيْثُ رَدَّ أَنْسَابَ النَّاسِ جَمِيعِهِمْ إِلَى ذَكَر وَاحِد وَأُنْثَى وَاحِدَة هُمَا بِمَنْزِلَةِ دَوْحَة تَوَحَّدَ َصلَُهَا وَتَشَعَّبَتْ فُرُوعُهَا وَأَغْصَانُهَا يَقُولُ اللهُ َعَالَى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَة وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً))(4) وَقَدْ جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ تَشَعُّبَ النَّاسِ إِلَى شُعُوب وَقَبَائلَ مَثَارَ تَعَارُف لاَ تَنَاكُر وَمَدْعَاةَ ائتِلاَف لاَ اختِلاَف فَقَالَ تَعَالَى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَر وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ ِعنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ))(5) وَقَدْ أَشَارَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى هَذِهِ الرَّحِمِ الإِنْسَانِيَّةِ وَالآصِرَةِ القَوِيَّةِ فِي أَرْوَعِ جُمُوع حَاشِدَة ضَمَّتْ قُلُوباً نَقِيَّةً وَعُقُولاً رَاشِدَةً فَقَالَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ: ((أَيُّها النَّاسُ: ِنَّ رَبَّكَمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ كُلُّكُمْ لآدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَاب )). وَلَقَدْ مَرَّتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- جِنَازَةٌ فَقَامَ لَهَا فَلَمَّا أُخْبِرَ بِأَنَّهَا جَنَازَةُ غَيْرِ مُسلِم أَجَابَ بِمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّها نَفْسٌ بَشَرِيَّةٌ لَهَا حَقٌّ مَكْفُولٌ وَرَحِمٌ مَوْصُولٌ.
أَنَّ بَخْسَ النَّاسِ أَشْيَاءَهُمْ والتَّنْقِيصَ مِنْ أَقْدَارِهِمْ هَدْرٌ لِلْحُقُوقِ وَظُلْمٌ وَعُقُوقٌ.
مَنْ وُكِلَ إِلَيْهِ عَمَلٌ مِنَ الأَعْمَالِ لَهُ شَأْنٌ وَعَلاَقَةٌ بِالنَّاسِ وَخِدْمَاتِهِمْ ومُتَطلَّبَاتِهِمْ فِي الحَيَاةِ لَزِمَهُ أَنْ يُيَسِّرَ لِلنَّاسِ أُمُورَهُمْ ويَقْضِيَ لَهُمْ مَطَالِبَهُمْ ويُحَقِّقَ لَهُمْ مَآرِبَهُمْ مَا استَطَاعَ ِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً ذَلِكَ حَقُّهُمْ عَلَيْهِ وَقَدْ وَرَدَ عَنِ ابنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهَ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((أَعْطُوا الأَجِيرَ حَقَّهُ قَبْلِ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ)) إنَّ كُلَّ جُهْد يُبْذَلُ وعَرَق يَتَصَبَّبُ وفِكْر ُبْتَكَرُ يَجِبُ أَنْ يَلْقَى مُقَابِلاً مَعقُولاً تُقَدَّرْ حَقَّ قَدْرِهَا فَصَاحِبُ المَالِ يُصَانُ مَالُهُ وَالعَامِلُ يُقَدَّرُ جُهْدُهُ وتُثَمَّنُ أَعْمَالُهُ لاَ تَظْلِمُونَ ولا تُظْلَمُونَ.....
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
ماذا يقول الإسلام عن العنف؟
سنن مهجورة ترك عيب الطعام
ترك عيب الطعام
ترك عيب الطعام
سُنَّة ترك عيب الطعام
أبلغ عن إشهار غير لائق