حنان قرقاش اشتكى عدد من المرضى المعتمدين على دواء "تيميستا" وهو من الأدوية المهدئة المنتمية إلى عائلة "البنزوديارزيبام"، المضادة للاكتئاب، ويعرف أيضا باسم "اللورازبام"، في علاجهم، فقدان هذا الأخير من معظم الصيدليات عبر الوطن، سواء المستورد منه أو الذي يتم تصنيعه محليا، ما فاقم من معاناة هؤلاء، ودفعهم لقيام برحلات ماراطونية إلى الصيدليات المختلفة، أو توصية الآخرين من باقي مناطق الوطن، أو حتى المتجهين والقادمين من الخارج، لأجل البحث عن علبة واحدة منه، تخفف آلام ومعاناة المرضى المحتاجين إلى هذا النوع من الدواء تحديدا، وان كان لا يوصف إلا تحت وصفة طبية، نظرا لأنه من الأدوية التي تستعمل عادة في تحضير بعض المرضى لإجراء العمليات الجراحية لهم وكذا كعلاج بعض الأمراض النفسية والعصبية للمرضى الذين يعانون التوتر والقلق وأعراض أخرى، بالإضافة لعلاج حالات الأرق واضطرابات النوم، أو للحد و لتخفيف حالات الاضطراب أو الخوف لدى الأشخاص. وحسب الآنسة "ن" وهي صيدلية بنواحي القبة بالعاصمة، فان هذا الدواء تحديدا، المستورد أو المحلي الصنع، مفقود من معظم الصيدليات منذ عدة أشهر، وقد ازدادت حدة الطلب عليه من طرف المرضى المحتاجين اتليه بصورة كبيرة، رغم وجود بعض الأدوية المشابهة له و الفعالة، التي يبقى اقتنائها كبديل عن الدواء السالف الذكر مرتبطا برأي الطبيب المتابع للحالة دون غيره، فيما أن كثيرا منن المرضى يصرون على دواء "تيميستا" دون غيره، لاعتقادهم بفعاليته وقوته مقارنة بالأدوية الأخرى. وفي هذا الصدد قالت إحدى السيدات إنهم يبحثون منذ عدة أسابيع عن هذا الدواء داخل وخارج الوطن وقد جندوا للبحث عنه عددا كبيرا من الأقارب والأصدقاء لمساعدة قريب لها يحتاج إليه بشدة، إنما دون جدوى، ولم يتبق لهم غير الأمل في أن يتم حل مشكلة ندرة ونقص هذا الدواء وأنواع أخرى كثيرة مثلما بلغ مسامعهم في اقرب الآجال، حفاظا على صحة وسلامة المرضى المحتاجين إليها على الأقل. وكان مشكل نقص الأدوية في الجزائر مؤخرا قد أسال الكثير من الحبر، فيما أعلنت الوزارة الوصية عن تخصيص ما يقرب من 10 ملايير دينار لمواجهة نقص بعض الأدوية على المستوى الوطني، التي بلغت في مجملها حسب تصريحات سابقة لوزير الصحة جمال ولد عباس نحو 40 صنفا، كما أن حوالي 14 بالمائة منها هي أدوية غير أساسية في حين أن 38 بالمائة منها متوفرة في السوق الجزائرية على صورة أدوية جنيسة. وتختلف أسباب نقص أو ندرة بعض الأدوية التي يشتكي منها عدد من المواطنين ما بين عدم توفر بعضها على مستوى المصنع الأصلي أو تخليه عن إنتاجها بالإضافة إلى عزوف بعض بائعي الجملة عن اقتناء بعض الأدوية رغم توفرها في السوق الدولية، هذا فيما يأمل كثير من المرضى وحتى الأشخاص العاديين انتهاء أزمة ندرة ونقص بعض أنواع الأدوية، وتوفرها في السوق المحلية في اقرب الآجال، حتى لا تتضاعف معاناة المرضى أكثر مما يشتكون منه حاليا.