جدار إسمنتي هنا.. وسياج هناك ** ن. أيمن فيما يواصل سياسيون مغاربة إطلاق تصريحات استفزازية باتجاه الجزائر وبينما تتأرجح خرجات (أمير المؤمنين) جارنا الملك محمد السادس بين التودد حينا والتحامل حينا آخر تشهد الحدود بين البلدين حراكا كبيرا فبلادنا تبني جدارا إسمنتيا على أمل أن يقيها تدفق السموم المختلفة ويحمي ثرواتها من التهريب وفي المقابل تقيم السلطات المغربية سياجا تراقب من خلاله حركة العبور بين البلدين الشقيقين اللذين يتواصل غلق الحدود بينها منذ سنة 1994 بسبب حماقة مخزنية كبيرة.. (الجزائر تبني جداراً إسمنتياً على حدودها مع المغرب والأخيرة تُسيّجها.. ماذا عن العائلات المقسمة بين البلدين؟).. هكذا تساءل موقع هافينغتون بوست عربي في تقرير مثير له بيّن فيه بعض جوانب خصوصية الوضع على الحدود الجزائرية المغربية.. عند مدخل مدينة السعيدية على أقصى شرق الساحل المتوسطي المغربي تتواجد نقطة حدودية فريدة من نوعها ما بين المغرب والجزائر تشكل وحدها صورة واضحة لعلاقات التوتر ما بين البلدين الجارين وتداعياتها على شعبيهما. وقررت السلطات الجزائرية قبل حوالي أسبوع بناء جدار إسمنتي على حدودها مع المغرب التي سبق له بدوره أن قام بتسييج وبناء سور على حدوده طوله أكثر من 100 كيلومتر مجهزاً بالكثير من الوسائل التكنولوجية التي تسهل مراقبة حركة المرور. هذه الإجراءات المضافة لحفر خندق بين البلدين وتوسيعه على الجهة الجزائرية من الحدود تجعل فرص صلة الرحم بين العائلات التي قسمتها الجغرافيا بين البلدين تقل وتصعب يوماً بعد يوم لتزداد معاناتها مع التمزق الأسري. وتحمل النقطة الحدودية بين المغرب والجزائر اسم (بين لجراف) ويتكون المشهد فيها من موقف للسيارات والأفراد من جانبي الحدود معززاً بعدة أعلام ترفرف محددة هوية كل جانب على الحدود. ويفصل بين البلدين عند هذه النقطة وادي كثيف الخضرة يتناوب على جانبيه بشكل مستمر مغاربة وجزائريون يلوحون لبعضهم بحرارة ويتبادلون التحيات والكلام بصوت مرتفع وفي كثير من الأحيان يكون هؤلاء أفراد عائلة واحدة تفصل بينهم بضعة أمتار. غير أن أفراد هذه العائلة لا يستطيعون تجاوز تلك الأمتار لأن هناك مسافات بعيدة من التوتر ما بين البلدين تغلق في وجههم باب اللقاء عبر الحدود البرية المقفلة منذ عام 1996 ومنذ ذلك التاريخ ووعود إعادة فتح الحدود تطفو لتخبو كسراب موجعاً قلوب عائلات موزعة ما بين طرفي الحدود المغربية الجزائرية. وحتى وقت قريب ورغم إغلاق الحدود البرية ما بين البلدين كان أفراد العائلات المختلطة يتمكنون من التواصل عبر تجاوز الحدود البرية من نقاط مفتوحة يستعملها في العادة مهربو السلع والمحروقات ولكن هذه الحدود عرفت في المدة الأخيرة سلسلة من الإجراءات من الجانبين صعبت عمليات العبور المتسلل لأفراد العائلات التي تتم بكثافة خاصة عند المناسبات العائلية أو الأعياد الدينية. وقد قامت السلطات الجزائرية قبل سنتين بحفر خنادق على طول الحدود قبل أن تقوم في مرحلة ثانية بتوسيع هذه الخنادق. ومن الجانب المغربي نفذت السلطات عملية تسييج وبناء سور تجاوز طوله 100 كيلومتر معززاً في بعض المواقع بتجهيزات إلكترونية وكاميرات من أجل المراقبة بدعوى منع تسلل المتطرفين والأسلحة. زيادة خندقة الحدود المغربية الجزائرية بشكل يكاد يجعل من المستحيل عبورها خاصة أن عناصر حرس الحدود الجزائري لا يترددون في إطلاق النار على أي حركة مشبوهة أصبح مؤرقاً للعائلات القريبة من الحدود بين البلدين خاصة أن كثيراً من هؤلاء يعد بالنسبة لهم العمل في تهريب المحروقات والسلع عبرها مورد الرزق الوحيد كما أن التزوار بين عائلات تربط بين بعضها صلات مصاهرة أصبح صعبا جدا. وأمام هذه التطورات طالبت جمعية المستهلكين في الجزائر قبل أيام بإطلاق خط جوي بين مدينة وجدة في الشرق المغربي ومدينة وهران في الغرب الجزائري لتقريب المسافة ما بين البلدين عوضاً عن الخط الجوي الحالي بين الدار البيضاءوالجزائر العاصمة. وقالت الجمعية إن الخط الحالي لا يخدم مصلحة الساكنة المغربية والجزائرية على الحدود بين البلدين التي في أغلبها امتداد طبيعي لبعضهما وتجمعها قرابات عائلية تقطع رحمها خنادق وأسوار الحدود.