يُعتبر الطريق السيار شرق - غرب من أضخم مشاريع النقل في الجزائر وأكبرها على المستوى الإفريقي والمتوسطي، فهو أطول طريق سريع في العالم يمتد على مسافة 1200 كلم، وكلف خزينة الدولة ملايير الدولارات، إلا أن مشروع القرن الذي يربط الشرق بغرب الجزائر لازالت تعتريه عدة نقائص، وهو في طريقه إلى التسليم، حيث أُنجز دون أن تهتم الدراسات بالمرافق المرافقة له، والتي من شأنها أن تحفظ سلامة وأمن وراحة مستعمليه. »أخبار اليوم« ترصد لكم اليوم معاناة مستعملي الطريق في بعض الأشطر التي تم فتحها أمام حركة المرور. الإنسان والحيوان ضحايا الطريق بالشلف بسبب التسرع في فتح المحولات يُعتبر الطريق السيار شرق - غرب في شطره الغربي بولاية الشلف الممتد على مسافة 40كلم والرابط بين ولايتي عين الدفلى وغليزان، من أهم المشاريع التي عرفتها الولاية خلال السنوات الأخيرة، خاصة وأن هذا المحور يتواجد على بعد أقل من 52 كلم من ميناء تنس و8 كم من المطار الجهوي أبو بكر بلقايد، وهو ما يجعل من هذا المحور محولا اقتصاديا مهما، خاصة وأن الولاية تربط بين عدة ولايات، منها ولايتا تيارت وتيسمسيلت بالجهة الجنوبية، وولايتا عين الدفلى وتيبازة، وأيضا البليدة والمدية بالجهة الشرقية، إضافة إلى ولايات أخرى بالجهة الغربية كغليزان ومعسكر. من السلبيات المسجلة بمحور الطريق بالشلف غياب المرافق الخدماتية رغم افتتاحه في وجه الحركة المرورية. وانعدام المرافق يجعل مستعملي هذا الطريق يأخذون كل احتياطاتهم قبل دخول الطريق، خاصة من جانب تزويد مركباتهم بالوقود؛ لأن غياب محطات التزويد بالوقود على مستوى الطريق السريع يُعد عاملا سلبيا، حيث لا توجد أي محطة بنزين محاذية للطريق عدا محطة واحدة متواجدة ببلدية حرشون، وهي تبعد عن المحول المؤقت بنحو 300 متر، إضافة إلى غياب محطات الراحة كالمقاهي والمطاعم، وهو ما يجبر مستعملي هذا الطريق على الصيام. كما أن النقص في المحولات وتشغيل محولات مؤقتة يشكل خطرا على مستعملي الطريق، حيث يوجد بولاية الشلف محولان فقط، الأول بواد سلي، وهو يقوم بنشاطه حاليا بصفة رسمية، فيما يوجد محول ثان قريب من وسط مدينة الشلف بمنطقة المصالحة، وهو ما لم يتم فتحه بصفة رسمية، ما يجعل سكان المدن الساحلية لولاية الشلف وحتى المدن الجنوبية يقطعون مسافات إضافية من أجل الدخول إلى الطريق السيار شرق غرب من المحول المتواجد بواد سلي قبل أن يتم فتح المحول الرئيس المتواجد بحي المصالحة. أما النقاط الأخرى السلبية المسجلة بالطريق السيار شرق -غرب في شطره بولاية الشلف، فهي غياب الحواجز الأمنية التي تمنع دخول الحيوانات إلى الطريق، وهو ما يشكل خطرا كبيرا في حالة تسرب أحد الحيوانات وخاصة الكلاب التي تؤدي إلى حوادث مرورية وخيمة، إضافة إلى غياب الشباك أو السياج الواقي، لتبقى نقطة سلبية أخرى تسجَّل بالطريق في محوره بالشلف عكس ما هو ما موجود بولاية عين الدفلى، سيما من جانب غياب المساحات الخضراء. وقد كشفت مصالح الحماية المدنية عن تسجيلها عدة حوادث مرورية بالطريق السيار، وهذا بسبب السرعة المفرطة وغياب إشارات المرور حين تم فتح الطريق قبل أن تستدرك الجهات المسؤولة النقائص المسجلة عبر الطريق. كما خلّفت الحوادث المرورية عدة قتلى وإصابات خطيرة سُجلت في صفوف العمال بمختلف جنسياتهم، وهذا نتيجة فتح الطريق قبل نهاية الأشغال بها. كما أن غياب الإشارات المرورية عبر محول حرشون وقبل الافتتاح في جزئه الرابط بين حرشون وواد سلي، كانت تسجل يوميا حوادث مرور جسيمة. ومن جهة أخرى، السرقة والاعتداء على مستعملي الطريق سُجلت هي الأخرى على محور الشلف، مستغلة هذه العصابات الظلام الدامس بالمحولات، وخاصة المحول المؤقت المتواجد بحرشون، حيث سُجلت به عدة اعتداءات وسرقة. سائقون بالبويرة يقعون في ورطة لنفاد الوقود يشرف مشروع الطريق السيار شرق -غرب على مستوى ولاية البويرة على نهايته، حيث وصلت نسبة الأشغال به إلى 98 بالمائة، ولم يبق منه سوى الجزء الرابط بين منطقة الأخضرية ومنطقة الأربعطاش على حدود ولاية بومرداس على مسافة 12 كلم، إلى جانب مشروع النفق الممتد على مسافة 10 كلم، وهو المشروع الذي انطلق في شهر أفريل من سنة 2008 في مدة إنجاز محددة ب 20 شهرا. ويُعتبر هذا الجزء من الأجزاء الأكثر تعقيدا بالنسبة لهذا المشروع؛ كونه يتواجد به النفق إلى جانب 4 جسور كبرى وثلاثة جسور صغيرة مع ممرات للمواطنين من أجل فك العزلة عنهم، حيث يُنتظر تسليمه خلال شهر جويلية المقبل، هذا إلى جانب مشروع محول أحنيف، الذي من المفروض أن تم تسليمه خلال شهر مارس المنصرم. وفي ما يتعلق بمشاريع محطات الخدمات ومحطات الترفيه فهذه المشاريع عرفت تأخرا في الانطلاقة، ذلك أن الجهات المعنية لم تفكر في إنجازها إلا بعد تسليم العديد من الأجزاء من الطريق السيار شرق - غرب بمنطقة البويرة، والتي لم يتم تسجيلها سوى في الصائفة الماضية، إلا أنها لم تعرف الانطلاقة بعد، وانتهت الدراسة على مستوى محطات الخدمات، والتي حُددت مواقعها على مستوى منطقتي الجباحية بالمدخل الشمال للولاية ومنطقة بشلول جنوب الولاية، حيث خُصص غلاف مالي مقدر ب 100 مليار سنتيم لإنجاز هذه المشاريع الثلاثة، والتي يُنتظر تسليمها مع شهر جويلية من سنة 2010، هذا في انتظار انطلاق الأشغال على مستوى محطة الخدمات ببلدية الجباحية هذه الصائفة، بعدما تم رفع كل العراقيل التقنية، كشبكتي الماء والكهرباء على مستوى هذه المحطة، والتي تتربع على مسافة 16 هكتارا، فيما نجد مشكل نزع الملكية بالنسبة لمحطة الخدمات ببلدية بشلول، إذ تتربع المحطة على مساحة 32 هكتارا، علما أن والي البويرة طالب المشرفين على إنجاز المشروع مصالح الأشغال العمومية مع الوكالة الوطنية لتسيير الطرقات السريعة، بضرورة الإسراع في انطلاق مشروعي محطتي الخدمات، خاصة تلك المتواجدة ببلدية الجباحية، وهذا لإشكالية محطة الوقود المطروحة من طرف مستعملي هذا الطريق والمنعدمة عبر المنطقة، علما أن هذا الطريق يمتد على مسافة 101 كلم في الوقت الذي طالب بالإسراع في إنهاء الدراسة على مستوى محطة الخدمات ببلدية بشلول، حتى يتسنى إنجاز الأشغال بالموازاة، هذا إلى جانب 5 محطات للترفيه، من بينها محطتان ببلدية أحنيف. وفي ما يتعلق بحوادث المرور فبعض المصالح تحدثت عن ارتفاع حوادث المرور على مستوى هذا الطريق، إذ سجلت حوادث تسلسلية، وهذه الحوادث التي لم تسجل على مستوى الطريق الوطني رقم 05، إلى جانب كثرة حوادث انحراف الشاحنات، إلا أنه تعذّر علينا الحصول على الإحصائيات الدقيقة في هذا الشأن، خاصة وأن الجهات المعنية متحفظة حول هذه المسألة، خاصة إذا علمنا أن هذا الجزء الذي يعبر البويرة يعرف نقائص في مجال إشارات المرور، وهو الأمر الذي نبهت إليه مصالح الأمن من أجل وضع إشارات المرور اللازمة، فكثيرا ما كانت مشكلا بالنسبة لمستعملي الطريق ليلا. مقطع الشفة النقطة السوداء في البليدة ولاية البليدة نقطة هامة باعتبارها أول ولاية شُرع فيها تجسيد المشروع؛ إذ يمتد من تسالة المرجة التابعة للعاصمة إلى غاية مدينة الحساينية النقطة الحدودية التابعة لولاية عين الدفلى على امتداد 52،50 كلم، أُنجز بنسبة تفوق 99 % إلا بعض الروتوشات التي تمس مقطع الشطر الرابط بين تسالة المرجة إلى غاية الشفة، سيما تلك المتعلقة بإعادة تعبيد المقطع الذي مرت 20 سنة على تعبيده، بالإضافة إلى إعادة تعبيد أكثر من 1 كلم من الطريق الرابط بين مدينة الشفة والعفرون، التي تحدث بها تشققات مع سقوط أولى قطرات الأمطار، مما يسبب حوادث مرور خطيرة تشهدها المنطقة. ورغم الأموال التي رُصدت لإنجازه إلا أنه يفتقر إلى أدنى الخدمات العمومية، إذ أنه تنعدم به محطات البنزين والمقاهي والمطاعم والمراحيض العمومية وغيرها من الخدمات التي يحتاج إليها المسافرون، خاصة القادمين من شرق وغرب البلاد؛ باعتبار البليدة تتوسط طول الطريق السيار. »أخبار اليوم« وقفت على مدى معاناة مستعملي الطريق السيار على مستوى الولاية، لتخلص إلى تذمر وسخط جل من التقيناهم نظرا لانعدام الكثير من المرافق، على غرار المقاهي والمطاعم ومحطات البنزين إلا تلك المتواجدة على مستوى المدخل الغربي لمدينة بوفاريك الجهة الشمالية للولاية، والبالغ عددها محطتين فقط، ليكون طول الخط دون وجود أيّ محطة إلى غاية مدينة الشفة، التي تُعتبر الوحيدة، لتنعدم بعد ذلك كل أوجه الخدمات وصولا إلى مدينة الحساينية التابعة لولاية عين الدفلى، ليكون بذلك مستعملو المركبات محرومين من أدنى شروط الاستراحة، ليجدوا أنفسهم مجبَرين على الدخول إلى أقرب مدينة لأخذ احتياجاتهم من تناول الوجبات أو غيرها من المطالب، ناهيك عن ارتفاع حوادث المرور على مستوى هذا الطريق، سيما بمنطقة الشفة، التي يعاد تعبيدها لعدة مرات بسبب تشقق الطريق صيفا وارتفاع منسوب المياه الجوفية إلى السطح شتاء، حسب تصريحات بعض مستعملي الطريق. وتُعد هذه الأخيرة في مجملها أسبابا مباشرة لجعل المكان نقطة سوداء تُحسب على المشروع إلى جانب محول بني تامو ومحوّل نقطتي موزاية والشفة، اللذين يمثلان في الوقت الراهن أبرز نقاط تدخّل مصالح الحماية المدنية بالنظر إلى عدد التدخلات التي تمت في الآونة الأخيرة بعين المكان. وعود بإنشاء حواجز أمنية للقضاء على الاعتداءات في بومرداس بلغت نسبة عملية إنجاز آخر وأصعب شطر من مقطع الطريق السيار شرق - غرب الخاص بالوسط في بومرداس لحد اليوم 91 بالمائة، حيث جرت بوتيرة جيدة وتحت مراقبة مكاتب دولية متخصصة. وتمثلت، حسب مصادرنا، الصعوبات التي ميزت هذا الشطر من الطريق عبر بومرداس على مسافة أكثر من 25 كلم أساسا، في التضاريس الجبلية والتعقيدات التقنية والجيولوجية للمنطقة. ويمتد طول الشطر الخاص ببومرداس المسلَّم معظمه للمرور من مجمل مقطع الوسط من الطريق السيار الذي يبلغ طوله حوالي 600 كلم، وسُلم كلية للمرور على مسافة أكثر من 61 كلم بداية من الحميز بالجزائر العاصمة إلى غاية بلدية الخروبة ببومرداس في الحدود الغربية مع البويرة. كشفت مصادرنا المطلعة أنه من المرتقب مباشرة إجراءات جديدة على مستوى الطريق السيار شرق - غرب في شطره الرابط بين العاصمة وبومرداس. وسيتم استحداث مراكز مراقبة جديدة وتعزيز تواجد عناصر الدرك الوطني للحد من عمليات السرقة والسطو التي تسجلها مصالح الأمن على فترات متقطعة. وفي هذا الصدد، كشف قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني لبومرداس الرائد موسى مختار، ردا على سؤال حول ما تم تداوله من أخبار الاعتداءات التي عرفها الطريق السيار شرق - غرب، أن سيكون مركز مراقبة على مستوى مدخل ولاية بومرداس تحسبا لأي اعتداء لعصابات السرقة التي قد تستهدف الطريق. بعد تسليم مقطع الطريق السيار شرق - غرب المار على ولاية بومرداس يتساءل الكثير من مستعملي هذا الطريق عن الخدمات الواجب توفرها على مثل هذا النوع من الطرق وعلى باقي الضروريات الأخرى، كالإشارات المرورية والسياج على حواف الطريق. وفي هذا الشأن، أوضحت مديرية الأشغال العمومية لولاية بومرداس، أن تسليم الطريق السيار شرق - غرب كان بهدف تخفيف الضغط عن مستعمليه دون كل هذه الضروريات وكذا للتقليل من حوادث المرور التي كانت تعرفها الطرق الوطنية على غرار الطريق الوطني رقم 24، 12، 25... في حين أكدت المصادر ذاتها أنه سيتم التكفل بهذه المتطلبات تدريجيا بعد الانتهاء الكلي من الأشغال الجانبية المقامة حاليا. ففي شأن تأمين سلامة مستعملي الطريق السيار بإحاطته بسياج على الجانبين من أجل تفادي دخول الحيوانات، أكد مدير الأشغال العمومية لولاية بومرداس أن هذه الأشغال انطلقت على محور الأربعطاش، وتجاوزت نسبتها 75 بالمائة على أن تشمل باقي الإجراءات الأخرى. أما بخصوص الإشارات المرورية والتوجيهية فأكدت مديرية الأشغال العمومية أنها وضعت الضروري منها فقط، على أن تتكفل الوكالة الوطنية لتسيير الطريق السيار بباقي الإشارات والمرافق عند الانتهاء من دراستها. أما في ما يتعلق بالخدمات والمرافق الواجب توفرها على الطريق السيار والتي تحتوي على كافة المستلزمات الضرورية للمسافرين كأماكن الراحة والفنادق والمقاهي والمساجد ومحطات البنزين، فإن محور بومرداس وحتى محطة للبنزين وفندق ومطعم وحظائر للسيارات، موزعة على مناطق خميس الخشنة والأربعطاش وبودواو وبرج منايل، حيث أن بعض الفضاءات منها قيد الإنجاز، والبعض الآخر ما انطلقت الأشغال به. إعداد: ز. طاوس. / المراسلون