قرر القائمون على مستشفى الميداني بميدان التحرير الذي كان يتخذ من مسجد عباد الرحمن مقرا له خلال الثورة المصرية، عقد جمعية عمومية في نقابة الأطباء الجمعة القادمة الساعة الواحد ظهرا؛ لبلورة ملامح إقامة مستشفى خيري لعلاج المرضي بالمجان كامتداد لما قاموا به أثناء ثورة 25 يناير. وقال الدكتور هشام إبراهيم إبراهيم المنسق العام للمستشفى الميداني في تصريح ل«أون إسلام»: "المستشفى لن يتبع أي جهة سياسية أو حزبية، وإنما هي حركة تطوعية شبابية". وأضاف: "سيتم خلال الجمعية العمومية المرتقبة اختيار الطبيب الأكبر سنا من أطباء المستشفى الميداني في التحرير لكي يتولى منصب رئيس مجلس الإدارة المستشفى الخيري، على أن يتم تشكيل باقي المجلس من الأطباء الذين شاركوا في المستشفى الميداني (كل من ساهم في أو تطوع للخدمة في المستشفى سواء كان طبيب -ممرض- خدمات معاونة). واعتبر د. هشام أنه إلى حين انعقاد الجمعية فإن مقر إدارة المستشفى سيكون هو مسجد عباد الرحمن المتفرع من شارع محمد محمود بميدان التحرير. مسجد عباد الرحمن الذي يقع في شارع صغير متفرع عن ميدان التحرير وتحول إلى مستشفى خلال الثورة المصرية كان يضم أقساما للجراحة والباطنة والعظام والرمد ووحدة لطب الأسنان ووحدة تعقيم، وضم المستشفى أكثر من 500 طبيب في تخصصات مختلفة ومن كافة أنحاء مصر. كما قام المستشفى بتوزيع 12 نقطة إسعاف سريع في الميدان، وتحتوي كل نقطة على وحدة لعلاج الجروح السطحية وأدوية للأمراض المزمنة جميعها تمنح بالمجان. وكان الجرحى من جراء الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة أو من الاختناقات من الغازات المسيلة للدموع يتم نقلهم فورا إلى المسجد (المستشفى) لإجراء الإسعافات الأولى إلى حين وصول سيارات الإسعاف التي كانت لا تصل أحياناً، وهو ما يستلزم قيام المستشفى بكل ما يلزم. وبعد يوم الأحد 30 يناير وانسحاب الشرطة من مبنى وزارة الداخلية القريب من ميدان التحرير والذي كان مسرحا لأعنف الاشتباكات كان أغلب نشاط المستشفى ونقاطه في إطار إغاثة أصحاب الأمراض المزمنة (السكري– الضغط..) الذي كانت تنتابهم مضاعفات جراء توقفهم عن تناول العلاج أثناء مشاركتهم في الثورة. كما قدَّم المستشفى ونقاطُه المنتشرة في الميدان خدماته لجميع المصابين أيا كان انتماؤهم، فقام بعلاج المصابين من المتظاهرين والشرطة أو حتى البلطجية الذين هاجموا المتظاهرين يوم الأربعاء الأسود 2-2-2011، إيمانا من أطبائه بأن إغاثة المصاب والجريح رسالة بغض النظر عن صواب موقفه من خطئه.