واصل الاف المتظاهرين في البحرين أمس الاحد اعتصامهم في دوار اللؤلؤة وسط المنامة التي أصبحت رمزا لقضيتهم، فيما تبحث المعارضة استراتيجيتها في الحوار مع السلطة. واشار شهود عيان الى ان المحتجين تدفقوا عائدين إلى دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة، ودفعوا شرطة مكافحة الشغب إلى الهرب، ونصبوا خياما استعدادا لإقامة مطولة في الميدان، حتى تُنفذ مطالبهم باقالة الحكومة واصلاح النظام. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة سيجري محادثات اولية مع احزاب المعارضة، التي تضم احزاب المعارضة الشيعية الرئيسية. فيما اشارت مصادر في المعارضة الى انها ستبحث استراتيجيتها في الحوار مع السلطة. ويتوقع أن تقدم المعارضة البحرينية مطالب إلى ولي العهد الذي يقود حوارا وطنيا بعد اضطرابات استمرت عدة أيام وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وكانت المعارضة قد طالبت بإقامة نظام ملكي دستوري واستقالة الحكومة التي يرأسها عم الملك الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي يحتفظ بمنصبه كرئيس للحكومة منذ 1971. وكان آلاف المحتجين المناهضين للحكومة البحرينية قد توافدوا إلى دوار اللؤلؤة بوسط العاصمة المنامة السبت، وذلك بعد يومين من فض الشرطة لاعتصام هناك بالقوة. ونقلت وكالة "رويترز" عن احدى المتظاهرات قولها "لا نهاب الموت بعد الآن فليأت الجيش وليقتلنا لكي يرى العالم وحشيته". وكان الجيش البحريني قد فتح النار على مئات المتظاهرين كانوا يعتزمون العودة الى دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة الجمعة. وتعرض المتظاهرون لاطلاق النار بعد تجمعهم في المنامة بعد حضورهم جنازات قتلى التظاهرات. من جانبها، حثت السعودية المعارضة البحرينية على بدء حوار مع الحكومة، وتعهدت بالوقوف الى جانب جارتها، بعد أن تمكن المحتجون من احتلال دوار اللؤلؤة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" "ان المملكة تراقب عن كثب التطوارت في البحرين وتدعو الأخوة هناك للتحلي بالمسئولية في طرح افكارهم، وقبول ما عرضته الحكومة". وعبرت السعودية عن "رفضها المطلق لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للبحرين" دون أن ترى في موقفها هذا "تدخلا". وكانت المعارضة اشترطت استقالة الحكومة وانسحاب القوات المسلحة من شوارع المنامة للاستجابة لعرض الحوار الذي تقدم به الجمعة ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. الى ذلك، افادت الانباء بان مستشار الامن القومي الامريكي توم دونيلون اجرى مكالمة هاتفية مع ولي العهد البحريني "كرر فيها ادانة الرئيس الامريكي باراك اوباما للعنف الذي استخدم ضد المتظاهرين المسالمين، وعبر عن دعم الولاياتالمتحدة للجهود التي يبذلها ولي العهد لضبط النفس واطلاق حوار". وكان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ اتصل بولي العهد البحريني السبت مرحبا بسحب الجيش ومعربا في الوقت ذاته عن "قلق بريطانيا العميق" من استخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين، حسب قول مسؤولين بريطانيين. وفي تطور منفصل، دعا الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين إلى إضراب عام مفتوح اعتبارا من امس الأحد حتى يتم سحب الجيش من الشوارع والسماح للمحتجين بالتظاهر السلمي دون التعامل معهم بعنف من قبل قوات الأمن. وأدان الاتحاد "عنف قوات الأمن" الذي أدى إلى "استشهاد البعض وإصابة آخرين".