الظاهرة تتفاقم.. والأمن بالمرصاد ** * حوكمة الأنترنت محور ندوة إفريقية بالجزائر تتفاقم ظاهرة الإجرام الإلكتروني في الجزائر بشكل غير مسبوق ومع سهولة استخدام الأنترنت وإتاحتها لملايين الجزائريين أصبحت المحاكم تعج بقضايا النصب والاحتيال والابتزاز وغيرها من أشكال الجريمة الإلكترونية ووفق ما تؤكده أرقام حديثة للأمن الوطني الذي يبذل جهودا كبيرا رفقة مختلف الأجهزة المختصة في التصدي له فإن الجزائر تشهد ما معدله ثلاث جرائم إلكترونية كل يوم. تم تسجيل 1055 جريمة إلكترونية بالجزائر خلال سنة 2016 تتعلق بالمساس بالأشخاص عبر الأنترنت حسب حصيلة للمديرية العامة للأمن الوطني نشرت أمس الأربعاء وبعملية حسابية بسيطة نجد أن الجزائر تشهد في المعدل جريمة إلكترونية كل ثماني ساعات أي ثلاث جرائم كل 24 ساعة وهو رقم يرى البعض أنه قد يكون بعيدا عن الواقع بالنظر إلى أن عددا غير قليل من ضحايا الإجرام الإلكتروني لا يقومون بالتبليغ لأسباب مختلفة يتقدمها الخوف من الفضيحة ونقص ثقافة التبليغ. وتتعلق هذه الجرائم -حسب بيان للمديرية العامة للأمن الوطني تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه -بالإعتداء على سلامة الأنظمة المعلوماتية والإحتيال عبر الأنترنت وغيرها من أنواع الجرائم الإلكترونية التي تورط فيها أكثر من 946 شخص خلال السنة المنصرمة. وللتصدي لهذا النوع من الجريمة أطلقت المديرية العامة للأمن الوطني حملة توعوية تحسيسية تحت عنوان (كن أنت التغيير: لنتحد من أجل شبكة إنترنت أفضل) وذلك بالإستعانة بصفحتيها للتواصل الإجتماعي فيسبوك وتويتر وكذا الموقع الرسمي للمديرية وذلك بهدف تعزيز استخدام شبكة الإنترنت بشكل آمن وهادف لاسيما في أوساط الأطفال والشباب. وأضاف بيان المديرية ان هذه الحملة تهدف إلى ترسيخ الوعي الجماعي والمشترك والتحلي بروح المسؤولية التي يجب أن يحملها على عاتقه كل مستخدم للإنترنت مهما كان سنه وعمله ومنصبه ووضعه الإجتماعي وكذا تعزيز الاستخدام الآمن والمسؤول والإيجابي للتكنولوجيا الرقمية للأطفال والشباب. ودعت المديرية العامة للأمن الوطني جميع متتبعيها عبر موقعها الرسمي وشبكتي التواصل الإجتماعي فيسبوك وتويتر إلى المشاركة بقوة في تعميم هذه النصائح والنداء بصوت واحد (كن أنت التغيير: لنتحد من أجل شبكة أنترنت أفضل). من جانب آخر يشكل موضوع حوكمة الأنترنت محور ندوة إفريقية يوم الاثنين القادم بالجزائر العاصمة بمبادرة من وزارة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال والبنك الإفريقي للتنمية حسب ما أعلنه بيان للوزارة أمس الأربعاء. وستشهد هذه الندوة التي تنعقد بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال مشاركة الوزراء الأفارقة المكلفين بتكنولوجيات الإعلام والاتصال وممثلين عن الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسكية والاتحاد الإفريقي وكذا خبراء في مجال حوكمة الأنترنت. ويعد هذا الموعد الرفيع المستوى فضاء للنقاش وتبادل الآراء بين مختلف الفاعلين في الفضاء الإفريقي الرقمي من أجل بحث فرص التنسيق الخاصة بحوكمة الأنترنت بالبلدان الإفريقية حسب ذات المصدر. كما تمت الاشارة إلى أن الأثر المباشر للأنترنت على الحياة اليومية للشعوب الإفريقية في المجال الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي يشكل تحديا بالنسبة لإفريقيا التي تبقى القارة الأقل استفادة من نتائج الاقتصاد الرقمي. في هذا الشأن تهدف هذه الندوة إلى (تقريب وجهات نظر البلدان الإفريقية وتوحيد مواقفها إزاء إشكالية حوكمة الأنترنت حتى تتمكن إفريقيا من استعمال الأنترنت بشكل مكيف مع حاجياتها وواقعها) حسب البيان. وستتعلق المواضيع الأخرى للمحاضرات التي ستنشطها مجموعة من الخبراء المعروفين دوليا حول (حوكمة الأنترنت والتقاسم العادل لعائدات الأنترنت وحماية مستعملي الشبكة). ومن خلال تنظيم هذه الندوة تؤكد الجزائر الوفية لالتزاماتها الإفريقية استعدادها للتحرك بالتعاون الوثيق مع الأعضاء الأخرين بالاتحاد الإفريقي من خلال ضمان اعادة بعث ديناميكية اقتصاد رقمي كفيلة بضمان أحسن ربط وتبادلات في مستوى تطلعات الشعوب الإفريقية. وعلى هامش هذه الندوة تقرر أيضا تنصيب لجنة الربط الخاصة بخط الألياف البصرية العابر للصحراء -يضيف البيان-. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع الذي أطلق سنة 2003 في إطار الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا يهدف إلى إنشاء شبكة ذات نطاق عريض في مسار التنمية والتكامل كفيلة بتلبية الاحتياجات المتزايدة من حيث البنى التحتية الخاصة بنقل مضمون موثوق وأكيد وحديث خدمة للشعوب الإفريقية.