انتشرت مؤخرًا أجهزة التابلات في كل منزل ولم يقتصر استخدامها على الكبار فقط بل أصبحت في أيدي الأطفال الصغار الذين ينبهرون بسبب صورها الجذابة والصوت الصادر منها وقد نجدهم الآن متمكنين من طريقة استخدامها واللعب عليها ببراعة على الرغم من صغر سنهم وعدم قدرتهم على الكلام بعد ما يجعل الكثير منا يقعون في خطأ ترك هذه الأجهزة بأيديهم والتهافت على شرائها لهم سعداء ببراعتهم في اللعب بها الأمر الذي أثبتت الدراسات مدى تأثيره السيء عليهم نتيجة استخدامهم المفرط لهذه الأجهزة وعدم قدرتنا فيما بعد على تقنين استخدامهم لها من جديد. وسنستعرض ما أثبتته الدراسات من أسباب تمنعك من إعطاء طفلك التابلات وتجعلك تراجعين نفسك في الحد من ذلك وتقنين الوقت المحدد لاستخدامه من الآن فصاعدًا. - فقدان الترابط الاجتماعي: يؤثر الاستخدام المفرط للتابلت على علاقة الطفل بمن حوله فقد تنقطع علاقات الطفل مع الآخرين نظرًا لانشغاله باستخدامه طوال الوقت ما يُحدث فجوة كبيرة في العلاقات العاطفية بين الآباء وأبنائهم وتجعل الطفل أكثر انطواءً على نفسه فينزوي في غرفته يخاطب جهازًا إلكترونيًا ويعيش في عالمه الآخر مما يُفقده ثقته في نفسه وقدرته على الاتصال المباشر مع الناس والعالم الخارجي. - تعطيل النمو العقلي: يتضاعف حجم دماغ الطفل 3 مرات خلال الفترة منذ ولادته حتى عمر السنتين وهذا التطور المبكر يعتمد على بيئة نمو الطفل ومدى تفاعله أو عدم تفاعله معها لذلك وُجد أن تفاعل الطفل الزائد مع الأجهزة الإلكترونية يؤدي إلى ظهور العديد من المشاكل في وظائفه التنفيذية مثل: النسيان وتشتت الانتباه وضعف التركيز وقلة القدرة على الانضباط وخمول وظائف الدماغ وعدم القدرة على حل المشكلات. - التعرض إلى اضطرابات نفسية: يعتبر الاستخدام الزائد لهذه الأجهزة عاملًا أساسيًا في زيادة معدلات الإحباط لدى الأطفال وكذلك معدلات القلق والتوتر واضطراب التعلق والتوحد والانعزال والذهان كما يسبب اضطرابات النوم حيث إن 75 بالمائة من الأطفال الذين بلغوا التاسعة والعاشرة من عمرهم يعانون من صعوبة النوم ويطيلون مدة السهر ما يؤثر على صحتهم واستيعابهم الدراسي. - التأثير السلبي على الصحة: استخدام الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة في اليوم يتسبب في إجهاد العين ويضعف البصر تدريجيًا ويؤدي إلى الصداع المستمر ويؤخر النطق لدى الأطفال الصغار ويضر بأنسجة وعضلات اليدين نتيجة تأثرها بالضعف وعدم تنويع طريقة حركتها على المدى الطويل ويضعف العظام والمهارات الحركية بشكل عام والعمود الفقري نتيجة الجلوس لفترات طويلة بالإضافة إلى أنه يسبب آلام في أسفل الظهر والرقبة كما قد يتسبب الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في هذه الألعاب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال. - اكتساب العنف والعدوانية: إدمان الأطفال للألعاب الالكترونية غير المدروسة دون مراقبة من آبائهم قد يتسبب في إكسابهم عادات غير مستحبة كالعنف والسلوك العدواني حيث إن نسبة كبيرة من هذه الألعاب الإلكترونية يعتمد على قتل الآخرين والتدمير ما يجعلها أكثر خطرًا من أفلام العنف التليفزيونية أو السينمائية حيث يتفاعل معها الطفل وفي بعض الأحيان يكون مُطالبًا بأن يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها. - إضعاف التحصيل الدراسي: إدمان الطفل بهذه الأجهزة يتسبب في ضياع وقته وإصابته بضعف التحصيل العلمي والرسوب والفشل في الدراسة وتحصيل علامات منخفضة بالإضافة إلى أنها تزيد من خموله ما يقل من قدرته على الانتباه والتعلم. - السمنة المرضية: وُجد أن الأطفال الذين يسمح لهم باستخدام الأجهزة الإلكترونية أكثر تعرضًا للبدانة من أقرانهم و30 بالمائة من الأطفال المصابون بالبدانة معرضون للإصابة بمرض السكري وبالتالي ترتفع احتمالية تعرضهم لأخطار النوبة القلبية والسكتة الدماغية. - تعريض الجسم للإشعاعات الكهرومغناطيسية: قدرة جسم الطفل على امتصاص الإشعاعات الصادرة عن هذه الأجهزة أكثر من البالغين ما يرفع من درجة خطورة هذه الأجهزة عليه لأن التعرض لمستويات أعلى من هذه الإشعاعات وبجرعات تراكمية يتسبب في ظهور العديد من الأعراض المرضية. لذا وجب على الأهل الحرص على توفير بدائل لهذه الأجهزة بالعودة للألعاب التي تتسم بالحركة وبذل الجهد ومشاركة الطفل في ممارسة الرياضة وبعض الألعاب الحركية أو الفكرية أو تعليمه الرسم واللعب بالصلصال وعدم إنشاء حساب للطفل على وسائل الإعلام الاجتماعية قبل بلوغه سن 15 عامًا وعدم السماح له باستخدام هذه الأجهزة لأكثر من ساعة إلى ساعة ونصف في اليوم للأعمار من خمس سنوات إلى 15 سنة وعدم إعطائه لمن هم دون عمر خمس سنوات واحرصي على التقليل من استخدامك أنتِ وأفراد أسرتك لهذه الأجهزة أمامه كي لا يشعر طفلك بأنه وحده الممنوع منها ويصر على استخدامها.