الاحتلال يتوسع بعقاب المضربين ويهدد بتغذيتهم قسريا ** واصلت دولة الاحتلال إجراءاتها التعسفية بحق 1500 أسير فلسطيني أعلنوا قبل 3 أيام إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على أوضاع سجنهم فهددت بتغذيتهم قسريا وأوقفت زيارتهم ومنعت محاميهم من الاتصال بهم وزجّت بقادتهم في سجون انفرادية. ق.د/وكالات وقالت وزيرة العدل إياليت شاكيد في دولة الكيان الصهيوني إن السلطات (لن تتردد في اللجوء إلى القانون الذي يسمح بتغذية الأسرى المضربين عن الطعام بالقوة). وأقر هذا القانون عام 2015 ويتعلق بالمضربين عن الطعام الذين تعتبر حياتهم في خطر. ومن أول أمس الثلاثاء منعت إدارة السجون محامي المؤسسات الحقوقية بما فيها هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير من زيارة الأسرى المضربين عن الطعام. وردا على ذلك أعلن محامو تلك المؤسسات مقاطعتهم محاكم الاحتلال ابتداء من اليوم وحتى إشعار آخر. ويطالب الأسرى المضربون -ويصل عددهم إلى نحو 1500 أسيرا- باستعادة حقوقهم كحقهم في الزيارة وانتظامها وإنهاء سياسة الإهمال الطبي وإنهاء سياسة العزل والاعتقال الإداري إضافة إلى مطالب حياتية أخرى. اهتمام أممي وأبلغت إدارة سجون الاحتلال يوم أمس الصليب الأحمر الدولي بمنع الزيارات عن كافة الأسرى القابعين بالسجون عقابا لهم على الإضراب المفتوح. وعلى صعيد آخر أفادت مصادر نقلا عن بعض الأسرى بأن مصلحة السجون تواصل فرض الإجراءات العقابية حتى بحق الأسرى الذين لم يدخلوا في الإضراب بعد من بينها النقل بين الأقسام والسجون. وكان نادي الأسير الفلسطيني قد أعلن أن الاحتلال شرع في عزل قادة الحركة الأسيرة بمن فيهم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي وعميد الأسرى الفلسطينيّين كريم يونس والأسير محمود أبو سرور (أحد قدامى الأسرى) لدورهم في الإضراب. وفي الأثناء أعلنت الأممالمتحدة أنها تتابع عن كثب إضراب الأسرى. وقال المتحدث باسمها ستيفان دوجاريك نحن على علم بالوضع ونتابع التطورات عن كثب . ودعا دوجاريك جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وأضاف أن المنظمة الدولية من حيث المبدأ تدعو إلى معاملة (السجناء) معاملة إنسانية أينما كانوا. يُشار إلى أن سلطات الاحتلال تعتقل نحو 6500 فلسطيني بينهم 57 امرأة وثلاثمئة طفل في 24 سجنا ومركز توقيف وتحقيق وفق إحصائيات فلسطينية رسمية. ** مروان البرغوثي.. القائد الأسير مروان البرغوثي قيادي بارز في حركة فتح شارك في الانتفاضة الفلسطينية الأولى سنة 1987 وتعرض للإبعاد والسجن أكثر من مرة وحاولت إسرائيل اغتياله مرات عديدة وأصدرت بحقه خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة. انتخب عضوا باللجنة المركزية لفتح في مؤتمرها السابع عام 2016. المولد والنشأة ولد مروان البرغوثي يوم 6 جوان 1958 في قرية كوبر إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله. الدراسة والتكوين اعتقل البرغوثي قبل إكمال المرحلة الثانوية بتهمة المشاركة في مظاهرات مناهضة للاحتلال في بيرزيت ورام الله مما أبعده عن الدراسة لكنه استطاع الحصول على الثانوية العامة داخل السجن وأضاف إليها تعلم العبرية ومبادئ الفرنسية والإنجليزية. دخل جامعة بيرزيت وحصل على البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية ثم الماجستير في العلاقات الدولية بالجامعة نفسها وحصل سنة 2010 على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية. الوظائف والمسؤوليات عمل البرغوثي حتى اعتقاله محاضرا في جامعة القدس في أبو ديس وتولى العديد من المسؤوليات السياسية. التوجه الفكري آمن البرغوثي بأن المفاوضات يجب أن تستند إلى نطاق صلاحيات اتفاقات السلام وتمثل الرؤية التي يؤمن بها داخل حركة فتح الرفض التام ل تهويد القدس وسياسة الاستيطان اليهودي ويعتبر المستوطنات بؤرا إرهابية تجب محاربتها وهو من قيادات فتح التي لها علاقة طيبة بالجماعات الإسلامية. يعتبر أيَّ فلسطيني يساوم على حدود 1967 خائنا لكنه يؤكد ضرورة التوصل إلى حل عادل ونهائي ضمن بنود قرارات الأممالمتحدة ويرى حاجة عملية السلام إلى راع آخر غير الولاياتالمتحدة لانحيازها الكامل للاحتلال التجربة السياسية انخرط البرغوثي في العمل السياسي مبكرا ونشط في حركة التحرير الفلسطيني (فتح) بقيادة الرئيس ياسر عرفات وكانت إحدى مسؤولياته السياسية الأولى توليه رئاسة مجلس الطلبة بجامعة بيرزيت. كان أحد مؤسسي الشبيبة الطلابية في الضفة الغربية وترأس حركتها بجامعة بيرزيت بداية الثمانينيات وعمل ضابط اتصال لمكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في عمّان وتونس. تم ترحيله إلى الأردن لكنه استمر من موقعه بالمنفى عضوا في اللجنة العليا للانتفاضة بمنظمة التحرير وعمل في اللجنة القيادية لفتح (القطاع الغربي). انتخب عضوا بالمجلس الثوري لفتح في المؤتمر العام الخامس للحركة وانتخب أمين سر للحركة في الضفة بعد عودته إلى الأراضي المحتلة في أفريل 1994 وعام 1996 انتخب عضوا بالمجلس التشريعي نائبا عن دائرة رام الله. تعرض البرغوثي للمطاردة فاعتقل عام 1984 وأعيد اعتقاله عام 1985 ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية قبل أن يتعرض للاعتقال الإداري في السنة نفسها. تعرض لأكثر من محاولة اغتيال أطلقت عليه في إحداها صواريخ موجهة كما تم إرسال سيارة ملغومة خصيصا له. وفي آخر اجتياح صهيوني لرام الله كان البرغوثي على قائمة المطلوبين وتمكنت القوات الإسرائيلية من اعتقاله يوم 15 أفريل 2002. وجهت له تهم عديدة منها التحريض على قتل عشرات الصهاينة وحكمت عليه المحكمة المركزية في تل أبيب عام 2004 وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة بخمسة أحكام بالمؤبد وأربعين عاما. لم يعترف البرغوثي بالمحاكمة ورد عليها بقوله (جئتم بي إلى هنا بالقوة لا أريد اتهاماتكم) مضيفا (لن تُكسر إرادتنا نحن نناضل من أجل الحرية والاستقلال.. لن يكون هناك سلام قبل وضع حد للاحتلال). ترأس القائمة الموحدة لفتح بالانتخابات التشريعية الثانية ووقع يوم 9 ماي 2006 -نيابة عن الحركة- (وثيقة الوفاق الوطني) الصادرة عن القادة الأسرى لمختلف الفصائل الفلسطينية بسجون الاحتلال وهي الوثيقة التي قادت إلى اتفاق مكة بين حركتي فتح والمقاومة الإسلامية (حماس). ورغم وجوده بالسجن انتخب البرغوثي مجددا عضوا في اللجنة المركزية لفتح خلال المؤتمر السابع للحركة الذي عقد في رام الله نهاية نوفمبر 2016. وجمع البرغوثي 70 من أصوات أعضاء المؤتمر ليأتي في طليعة الفائزين بعضوية اللجنة المركزية لفتح. وقالت زوجته فدوى وهي أيضا ناشطة في فتح -لوكالة الأنباء الفرنسية- إن مروان يتمتع بنفوذ أكبر مما كان عليه في أي وقت رغم وجوده في السجن منذ 14 عاما وإنه نجح في إفشال المخطط لإسكاته وعزله عن الشارع وعن الساحة السياسية الفلسطينية. ويرى محللون أن البرغوثي قادر على تحريك الجماهير وهو الوحيد الذي يستطيع إنهاء الانقسام بين فتح وحماس. وفي 18 أفريل 2017 وبمناسبة يوم الأسير الفلسطيني سرّب البرغوثي من سجنه مقالا نشر في نيويورك تايمز قال فيه -إن السنوات ال15 التي أمضاها في السجون الإسرائيلية خولته أن يصبح شاهدا وضحية لنظام الاعتقالات الجماعية العشوائية الذي تقوم عليه المنظومة الإسرائيلية غير القانونية بحق الفلسطينيين وإساءة معاملتهم- مضيفا أنه استنفد جميع الخيارات الأخرى وقرر مقاومة هذه الانتهاكات بالإضراب عن الطعام. ودلل البرغوثي على وحشية ممارسات الاحتلال وقال (كنت في 15 من عمري عندما سجنت للمرة الأولى وكنت بالكاد في 18 عندما أجبرني محقق على الوقوف مباعدا بين ساقي وأنا عاري قبل أن يضرب أعضائي التناسلية. أغمي عليّ فورا من شدة الألم وارتطم رأسي بالأرض وما زالت به ندوب من ذلك وقال ساخرا مني إن أمثالي يجب ألا ينجبوا لأنني لا أنجب سوى إرهابيين ومجرمين لأجد نفسي بعدها بسنين داخل السجون من جديد أقود إضرابا عن الطعام). وأضاف البرغوثي أن مئات الأسرى الفلسطينيين يعانون من التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي بل إن بعضهم تعرض للقتل أثناء احتجازه مع وجود ما يقارب 6500 سجين سياسي تعرضوا لأطول فترات احتجاز عالميا إذ لا تكاد توجد أسرة واحدة في فلسطين لم تتعرض لمحنة سجن أحد أفرادها أو عدة أفراد منها. وصدرت للبرغوثي بحوث وكتب من بينها كتاب (ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي) وكتاب (الوعد) وكتاب الوحدة الوطنية قانون الانتصار .