تعتبر ثلاثية التراث والهوية والتنمية ركائز أساسية في تحصين الهوية الوطنية والمساهمة في الحركية التنموية، حسب ما أكدته عديد المداخلات التي جاءت بها الندوة الفكرية "آليات حماية التراث وإستغلاله في التنمية" التي إحتضنتها دار الثقافة لعين تموشنت في سياق العدد الخامس للحصة الإذاعية "هنا الثقافية". وذكر الدكتور محمد نجيب مغني صنديد المختص في التاريخ بالمركز الجامعي أحمد بوشعيب لعين تموشنت خلال محاضرته في هذا العدد الذي بث على أمواج الإذاعة الثقافية مباشرة من ولاية عين تموشنت أن ثلاثية الأصالة التي يمثلها التراث ويليها الحاضر المعاش والمستقبل المستشرف تعتبر ثلاثية متراصة لابد من إستغلالها بالشكل اللازم لأجل إستثمارها في الجانب التنموي وأيضا تفعيل التراث وفق متطلبات العصر وتبني التكنولوجيات الحديثة في الترويج للموروث الثقافي الجزائري وفق رؤية تحصن أبعاد الهوية الوطنية. وأبرزت من جهتها المحامية سامية كلوشة أن المشرع الجزائري وضع ترسانة قانونية لحماية التراث المادي واللامادي والمحافظة عليه من خلال ما جاء في القانون 98/04 وعديد المراسيم التنفيذية التي تندرج في ذات الإطار وهو ما يترجم إهتمام الدولة الجزائرية بهذا المجال الذي بات من الضروري إستغلاله في الجانب الإقتصادي من خلال إيجاد الآليات الكفيلة بإستغلال هذه المواقع الأثرية والترويج لها بما يخدم الفعل الثقافي والسياحي. وفي سياق جهود المصالح الأمنية لحماية التراث المادي واللامادي وحفظه من كل أشكال السرقة والنهب فقد عالجت مصالح الشرطة على المستوى الوطني 48 قضية تورط فيها 62 شخص في الفترة الممتدة بين سنتي 2010و 2012 تم بموجبها إسترجاع 3.116 قطعة أثرية حسبما ذكره ملازم أول للشرطة خليفة بوعزيز عن أمن ولاية عين تموشنت. وتندرج هذه الندوة الفكرية التي كانت متبوعة في الفترة المسائية بندوة إذاعية للتعريف بالمشهد الثقافي والسياحي الذي تزخر به ولاية عين تموشنت ضمن الحصة الإذاعية "هنا الثقافية "في محطتها الخامسة التي تنظمها الإذاعة الثقافية بصفة شهرية ضمن مقاربة جوارية للتعريف بالتراث المادي واللامادي الذي تزخر بها ولايات الوطن لإبراز أهمية التراث وأيضا آليات حمايته والحفاظ عليه وسبل إستغلاله في التنمية دون الإضرار به حسب ما ذكره مدير الإذاعة الثقافية محمد بدر الدين في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية.