بقلم: سمير بيطام* -الجزء الثاني والاخير- عودة اليك أنت من تتألم بسبب مرض ما ألم بك بالنسبة لي لست الأول ولن تكون الأخير قاوم وعالج واتبع المقاومة بغيرها من الاصرار على أن تتخطى مرحلة العجز فلست الأول من يلزم الفراش ولربما ليس مرضك من يكون سببا في وفاتك نحتاج لك كرقم جزائري قوي البنية في أن تعكس لنا صورة ألم انتفض كبريائه شفاءا لما سمع بلحن جزائري يعيد له الأمل أكتبها لنا ان كنت كاتبا أكتب في هذه اللحظات بالذات دون مدوناتك لا تحرم عطائك أن يستمر ولو بضعف أكتب الآن عن المرض أشعرنا بآلامه و اشرح لنا سيرة متألم لنعي جيدا قيمة الصحة وتاجها الوقور على رأس الأصحاء أنت لها أيها المريض مثل ما يتقن الربان قيادة السفينة مع موج عال الغضب..ألف سنفونيتك مع تموج الألم لن يباغتك أكثر من قهرك لرحلة الضعف منك. أنت يا طالب العلم من كنت مجدا لا تمل من الحرارة ولا من نسق التعليم ولا من مظاهر الفساد في الجامعة من رمي لباقيا الزجاجات او الأكلات أو صفحات العلم المتلاعب بها مسخرة بعدم اليقظة لقيمة العلم تابع دروسك وركز في محاضراتك فتش عن تحصيلك للرتبة الأولى وسط زخم من الفوضى ستبدع لا محالة والكل سيسخر من استقامتك لا تدر ظهرك لهم نجاحك هنا تحديدا له طعم خاص جدا لأنه سيتم تحصيله بعد جهدين جهد العلم وجهد مقاومة الرداءة وما أحلاها من نتيجة حينما يظهر اسمك لامعا والكل منتظر لرسوبك وصدقني القول حدثت معي مرات عديدة فكانت حلاوتها في مفاجآتها لما بارك لي المستخفون بي بالأمس فاحترت لمتغيرات الامور فاكتفيت بالقول : سبحان مغير الأحوال من يكتب للخبر أن يصلني عبر ألسنتهم وأنا في قمة التركيز في حساب عدد سنوات الابداع مع النهضة العلمية اللازمة لصرح الجامعات الجزائرية. أنت أيها السياسي في بلدك ان كنت معارضا فاظهر معارضتك وان كنت مؤيدا فاظهر رقيك في حب الخطاب المثمر ولا تخدعنا بالميول يمنة مع من قالوا نعم ويسرة مع من قالوا لا لا نريد لرؤوسنا ان تتبع ميولات الهوى منك نحن ثابتون في اتباعنا لبوصلة الصدق حيثما نقلتنا موجات الأثير منها لأننا نكره العبث ونعشق اسم الجزائر فوق كل الرؤوس وان ارتفعت أعناقها لأننا نحن اصحاب الضمائر الطاهرة نريد منك شخصية سوية لا تعرف التلاعب بمصالح البلد والعباد وان كنت لا تتقن السياسة فالأجدر بك أن تترك مكانك لمن هو أكفأ منك ونفس الشيء ينطبق على المسيرين والمسؤولين وبالأخص في المستشفيات التي أراها نموذجا في الانسانية والأخلاق والمساعدة كلما استدعت الضرورة نتمنى أن تكفوا عنا ثقافة المنصب لأجل الأغراض الشخصية أو لأغرض الشهرة أو لغرض التمتع بمال الغير أصلا ممنوع منعا باتا ان تلمس ما لا يعنيك وحرام عليك التطاول في ظلم من ليس لهم سواعد للعدالة او أنهم يفتقدون لليد الطويلة التي تخلصهم من جبروتك الموظف البسيط ليس له شيء سوى اجرة عمله ولن ينفقها في مصاريف المحامي ليقتص حقه منك امنحه حقه كاملا وليس جهدا مبالغ فيه تقوم به انما مسؤوليتك حينما قبلت بها هي في مجموعها أعباء عليك آداء الحقوق كاملة فيها وتطبيق القانون على الكل بعدل وان شككت في عدم قدرتك فضلا قدم استقالتك وابعد نفسك عن نار جهنم التي يقين ستنتظر جسدك بما كسبت يدك هنا ثقافة القيام بالمسؤولية وهنا آداب القيام بالواجب لأنه واجب وليس لأنه تشريف منك لن يطلب منك أحد أن تشرف على ادارة ملف فقير أو معوز أيا كان مرضه يكفيه تعبه..يكفيه ضعفه..ثم يكفيه صبره على تهاونك في آداء مهنتك التي تفرض عليك ذلك ومن غير أن تنتظر شكرا من أحد..هنا يكمن تعريف المسؤولية الحقة.. هذا ديننا وهذا وطننا هذه هي مظاهر التحضر التي نتمنى ان تسود ليعيش كل جزائري وجزائرية يوما حافلا بالاشراقة والخير والرزق والبركة فلا ترفعوا الأمل بتهوركم أو تسلطكم أو جبروتكم لأنه فوق كل قوة قوة أكبر منها لا تساويها أي ارادة بشرية على وجه الأرض انها ارادة الله..فكر واذكر ربك دائما أنه مطلع عليك ثم نريده مجتمعا تسوده العدالة الاجتماعية ولا داعي لأن يحكم في شلة نجباء غبي لم ينهي بعد فهم مدارج النبهاء..فضلا أزيحوا عنا ضبابية المشهد خاصة وبالأخص أن يسير مصير أشخاص عقلاء بأقل شعور بصحوة ضمير من طرف مستهتر وما أكثرهم وليجرب كل واحد منا أن يضع نفسه موضع المحرومين من حقوقهم فكر انت من اقصد أيها المستعلي في تسييرك لشؤون مستشفى أو جامعة أن يكون ابنك او بنتك ضحية خطأ طبي كان ممكنا تفاديه أو ضحية رسوب مفبرك كان ممكنا تخطيه. مهم جدا العدل الاجتماعي ومهم جدا تطبيق القانون بعدالة دون التفاتة لرتبة اجتماعية أو رخصة مالية تزيل حواجز التوقيف..كفانا عبثا بمصداقية بلد نريدها جزائرا قوية وجزائر حضارة وجزائر وعي وهوية وثقافة دينية كافية لأن يميز أي واحد فينا بين الحلال والحرام بين الشبهات وبين صغائر الذنوب مضى وقت كبير ولا زالت الأفواه تعيد أسطوانة الملل واليأس والضجر والكسل والغلاء والضعف ووو..هل سنقول كفانا شكوى وان كنت أقدر أحيانا أن في الشكوى تنفيس عن خاطر صحيح لا أنكر ذلك ولكن لنغير واقعنا بأيدينا وبأفكارنا فان رأيت مفسدا يكسر كرسي صف في مدرج قم واصلحه قابله بتحقيق معادلة التساوي ولا تفعل مثله أو تظل تحكي وتتوتر وتسخط برجلك على الأرض..قم بجهد ولو في مكانك لا تتكلم كثيرا موجود من يعشق الكلام مكانك سيقومون بالمهمة انتقل انت لتصنع النقيض لهم لديك شعور بحب الجمال أعكسه في المساحة التي تقف فيها وكفى اصلح بين متخاصمين ولا تزد فتيل الفتنة بينهما باستهتارك فقد حان الوقت لثورة فكرية في علاقاتنا وطرق تواصلنا وحتى طرق تفكيرنا كفانا حسدا وغيرة ونفاقا وفتنا ومطاردة الجزائري لأخيه من نفس الجنسية ان ما نجح هو أخوك في الاسلام فنجاحه نجاحك نحتاج لتفعيل قيمنا الدينية التي تعيد لنا هيبتنا وسط الأمم..لنرتقي بعيدا عن ضوضاء المحاسبة والمستوى المتدني من سوء الأخلاق لأن نجاحنا في مدى تمسكنا بأخلاقنا وعلمنا وقيمنا ومبادئنا و العلم وحده لا يكفي والمال وحده لا يكفي بل اتحاد ما سبق هو شعلة قوتنا وتماسكنا هو في وحدة صفنا والتقليل من الكلام وكثرة العمل التي كانت سيرة السابقين من صنعوا المجد وكرروه أعواما عديدة وفي ذلك يقول أبو العتاهية في كتاب الزمخشري ربيع الأبرار ونصوص الأخبار: لئن كنت بالدنيا بصيرا فان بلاغك منها مثل زاد المسافر اذا أبقت الدنيا على المرء دينه فما فاته منها فليس بضائر التغيير هو فيك أنت من تشتكي الفوضى التغيير هو ان تطور ذاتك نحو الأحسن وتقضي على سلبياتها..التغيير هو أن يزداد حبك للجزائر يوما بعد يوم.. وأخيرا التغيير هو أن تحافظ على أمانة الدم والروح..امانة الشهداء بقدر ما تستطيع فلتزرع بذور الخير ولو في غير تربتها..لا تلتفت خلفك ان سمعتهم يسخرون منك ضاعف ساعات عملك وساعات المطالعة..ستكتشف مع الوقت أنك تسير على جسر النجاح بعرق جبينك ولست تعي معنى السخرية حتى تصل للقمة...لأنك باختصار مميز وراق جدا.. وما زاد في رقيك حبك لبلدك..تقديري الشديد لكل من يعمل في الكواليس كتعبير مقدس عن حبه للجزائر. ستظل الجزائر واقفة وسيزداد شموخها ما دام فيه رجال وحرائر يعشقون الكفاح في صمت وهدوء بعيدا عن البلبلة والقيل والقال فلا وقت لديهم لأن يديروا رؤوسهم لعراقيل لا تخدمهم ولا تضيف لرصيد الانسانية لديهم رقما واحدا فهي يقين لن تكسرهم بل ستزيدهم همة مادام الأمر كله يتعلق بالجوهرة الغالية الجزائر فكل شيء يهون لأجلها. عاشت الجزائر حرة مستقلة..المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.